سيدات وقعن ضحايا العفة والطهارة
كتب - منال حسين
زواج مع إيقاف التنفيذ.. «ختان الإناث» جريمة في الحي الريفي
قومي المرأة يحارب الظاهرة بحملات توعوية.. والصحة تحذر الأطباء من العمليات
”ختان الإناث“ عملية جراحية اختلف عليها علماء الدين والأطباء على مر العصور، واستند علماء الدين المؤيدون للختان إلى أحد الأحاديث النبوية الشريفة، في الوقت الذي رفض فيه كبار الأطباء الفكرة، مؤكدين أن تلك العمليات ما هي إلا تشويه للأعضاء التناسلية للمرأة، نظرًا لأنها تتضمن إزالة جزئية أو كلية لعضو تناسلي مهم دون الاحتياج لذلك.
وأغلقت دار الإفتاء المصرية باب الجدال في عمليات ختان الإناث، مؤكدة أن تلك العمليات حرام شرعًا وأن الحديث المستند عليه ضعيف، إلا أن هناك بعض الأسر مازالت تصر على إجراء الختان لبناتهن بحجة العفة والطهارة والحفاظ عليهن، ويكثر ذلك في المجتمعات الريفية التي تحتفظ بالعادات والتقاليد التي عفى عليها الزمن.
وما بين مؤيد ومعارض في محافظة المنوفية خاصة في بعض القرى مازال الأهالي يحتفظون بعادات ختان الإناث، غير مكترثين بنتائج تلك العمليات والتي أثرت بشكل سلبي على حياة عدد من الفتيات، ما بين إعاقة جسدية وتعاسة زوجية حتى إنه في بعض الحالات وصلت للطلاق.
وترصد «بوابة روزاليوسف» 5 حالات ضحايا عمليات ختان الإناث بمحافظة المنوفية، وآثارها السلبية على حياة فتيات ذنبهن الوحيد أنهن خلقن في بيئة تحاوطها الجهل والعادات السيئة التي عفا عليها الزمن.
”ي.ر“ 35 عامًا، طبيبة، متزوجة، وهي من إحدى قرى مركز قويسنا، أصابتها لعنة الختان وهي في عمر الـ8 سنوات، على يد ”تومرجي“ القرية، لم يرحموا ضعف بنيانها أو صغر سنها وقرروا استقطاع جزء مهم من جسدها أصابها بالنزيف الحاد الذي كاد أن يودي بحياتها.
كبرت الطبيبة الشابة ولم يغادر مشهد اللون الأحمر ذهنها، لتتزوج في سن الـ25 وتحرم من متعة العلاقة الزوجية، وتتأثر علاقتها بزوجها سلبًا، ليقرر الزوج بعد ذلك الزواج عليها من أخرى تعطيه حقه في العلاقة التي حللها الله، وتظل الطبيبة المنكسرة زوجة مع إيقاف التنفيذ.
أما الحالة الثانية فكانت ”م.ط.أ“، 26 عامًا، حاصلة على ليسانس أداب جامعة المنوفية، مطلقة بعد شهرين فقط من زواجها عقب اكتشاف الزوج أنها تعرضت لعملية ختان قضت على الجزء مهم من أعضائها التناسلية، ما تسبب بحالة من البرود الجنسي واللامبالاة أثناء علاقتها بزوجها.
والحالة الثالثة ”م. ع. م“ 37 عامًا، معاقة بالشلل الجزئي، بعد إجراء عملية ختان لها على يد ”داية القرية“ وهي في الـ6 من عمرها، ليحكم عليها بالعجز التام باقي حياتها، تعيش على كرسي متحرك، لتنظر إلى الفرشات من سنها يلعبون يجرون ويضحكون، وتكتفي بالحسرة والحزن على ما أصابها.
أما ”ر. ح. ك“ صاحبة الـ39 عامًا، فتقول إنها تعرضت لعملية ختان وهي في سن السابعة من عمرها، على يد ممرضة من أبناء قريتها كانت تعمل بالمستشفى المركزي، مضيفة أنها حتى الآن تشعر بالألم الناتج عن تلك العملية كلما اقترب منها زوجها لمعاشرتها، ولا تعلم حتى الآن أسباب ذلك برغم المحاولات المستمرة من جانبها وزوجها للعلاج إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، لتكتشف بعد أكثر من 15 عامًا أن زوجها متزوج عليها من أخرى، وعند مواجهته أتهمها بأنها ليست أنثى كباقي النساء الأسوياء.
ويقول الشيخ محمود السبكي، إن عمليات الختان محرمة شرعًا كونها تقتص جزءا مهما من جسد الأنثى، فلو أراد الله أن تقتص لما وجدها عند خلقه جسد المرأة، مضيفًا أن من يقوم بتلك العمليات لا بد أن يحاكم ويحرم من ممارسة مهنة الطب، وأن يكون عبرة لغيره من عدماء الضمير.
وللحد من الظاهرة ومحاربة العادات والتقاليد التي أثرت بشكل سلبي على صحة الفتيات، فقد نظم المجلس القومي للمرأة بمحافظة المنوفية تحت رعاية منى المليجي، مدير الفرع، عدة دورات توعوية داخل القرى والعزب تحذر من مخاطر عمليات الختان، فيما أعلنت مديرية الشؤون الصحية تحويل أي طبيب يثبت إجرائه لتلك العمليات للتحقيق فورًا تمهيدًا لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاهه.



