عيد الشرطة في السينما.. "حرب كرموز" يقف وحيداً في موقعة الإسماعيلية

كتب - محمد اسماعيل

تحل الذكرى الثامنة لثورة الخامس والعشرين من يناير، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، بعد نحو ثلاثين عاما على رأس السلطة، ولم يدرك كثيرون أن هناك شيئا غير معتاد يحدث من حولنا. كان هذا هو يوم عيد للشرطة وذكرى موقعة الإسماعيلية في 25 يناير 1952؛ حيث رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة لقوات الاحتلال الإنجليزي وأسفر الاشتباك مع الشرطة المصرية عن مقتل 50 شرطيًا مصريًا و80 جريحًا.

ولأن لكل حدث جلل ما يلمس انعكاسه في السينما بوصفها أقرب الفنون إلى التماس مع الواقع، بات ضئيلا إلى حد التلاشي ووجدنا تخمة من الصور المتداولة عبر الإنترنت واللقطات غير مؤكدة من الحادث من صنع هواة، ولم نجد سوى فيلم ينوب عن الحدث ليقبض على لحظة تاريخية أو حتى مجرد الإيمان بضرورة توثيق حدث كهذا، فيلم "حرب كرموز".

المخرج بيتر ميمي كتب قصة وسيناريو الفيلم وإخراجه أيضا. يجمع ميمي الكثير في هذا الفيلم، وعرج سريعا على موقعة الإسماعيلية، بضحاياها وبقاياها، مكتفيا بتذكر أمجاد، وماض موجع، الانتصار عليه بطولة، إنه وجع الاحتلال الذي لا يبلسمه وقت.

تدور الأحداث حول ضابط في الشرطة المصرية يدعى الجنرال يوسف المصري (أمير كرارة)، ويسكن في حي كرموز بالإسكندرية، وتعود أحداث الفيلم لفترة حكم الملك فاروق ما قبل ثورة 1952 في وقت الاحتلال الإنجليزي لمصر، ويدخل يوسف المصري في معارك عدة مع الاحتلال.

إننا في خمسينيات القرن العشرين، مصر تحت الاحتلال الإنجليزي، وأصبحت كل مقاومة شيئا لا فائدة منه ولم يبق سوى الانسياق مع التيار العاصف، دع القضاء والقدر يعمل عمله.. دع الأمور تجري، إنه القضاء والقدر. إلا أن الجنرال يوسف المصري أدرك أن كلفة المواجهة أقل بكثير من كلفة الاستسلام، حتما بداية سريعة لنهاية، الكل ينذرونه مغبة تصليب رأيه، لكنه مستعد للدوس على من يقف في وجه إعصاره، يهب ليقتلع من دون شفقة. إلا أن الحماس لن يؤدي إلا إلى أن جعل بؤسا حل محل بؤس آخر تحول إلى عيد الشرطة.

سواء أكان صانع الفيلم محمد السبكي منتجا لا يمكن أن تكون نياته محض فنية، إلا أنه عرج إلى اختبار موضوعات ملحة، وتبدو خطوة جدية هذه المرة في صنع فيلمه بعيدا عن اعتبارات السوق.

وبجانب حرب كرموز، عرضت الفضائيات المصرية فيلما وثائقيا هذه الأيام، بعنوان "يوم التحدي"، يستعرض تفاصيل وأحداث معركة الإسماعيلية، ضمن احتفالية الشرطة بعيدها الـ67، وتضمن الفيديو روايات قيادات الداخلية لبعض التفاصيل عن معركة الإسماعيلية، وقصة كفاح أبناء الشرطة المصرية في هذه المعركة.