الأربعاء 31 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

معرض الكتاب يناقش الكتب المؤسسة للثقافة العربية بتكريم المعماري حسن فتحي

معرض الكتاب يناقش
معرض الكتاب يناقش الكتب المؤسسة للثقافة العربية بتكريم المعم
كتب - محمد خضير

صفي الدين: فتحي ريادي لم يسبقه أحد في تراث العمارة المصرية

عمر رؤوف: أحمد عز وعثمان أحمد عثمان حاربا حسن فتحي لمنعه من تطبيق منهجه المعماري

قال الدكتور عصام صفي الدين، المعماري الكبير ومؤسس بيت المعمار المصري، خلال ندوة الكتب المؤسسة للثقافة العربية "عمارة الفقراء" للدكتور حسن فتحي والتي دارت في القاعة الرئيسية قاعة ثروت عكاشة في اليوم السابع من معرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي: إن ثروت عكاشة هو مؤسس جميع المؤسسات الثقافية الحديثة، فرأى أنه لا بد أن تقدم مصر دورها الريادي في الثقافة في المنطقة، كما أن الدكتورة سهير القلماوي التي كانت رئيسة الهيئة العامة للكتاب لها دور كبير في تنظيم معرض القاهرة الدولي للكتاب ليصبح موسما ثقافيا ثانويا.

وأشار إلى أن كتاب عمارة الفقراء للمعماري حسن فتحي الذي يتحدث عن يوميات حسن فتحي أثناء إنجازه بناء قرية الجورنة لم يكن ينوي المعماري نشرها ولكنه أراد تسجيل يومياته في بناء القرية فحسب، حيث إنه أبدى عدة توجهات في العمل المناسب للريف من خلال عدة ممارسات باستخدام المادة المحلية المناسبة، وبالرغم من الضغوط التي تعرض لها حيث حاربه الكثير من أصحاب شركات الأسمنت والحديد إلا أنه استطاع بناء قرية الجورنة، حيث اهتم فتحي بالريف لأنه رأى أن الريف لم ينال الاهتمام المناسب الذي يحتاجه

وأضاف عصام أنه استفاد أكبر استفادة من حسن فتحي كونه أحد تلامذته فكان يتحدث إليه عن أمور كثيرة تخص الريف وعمارته، وبعض تلاميذ حسن فتحي استطاعوا أن يسيروا على نهجه وإضافة الجديد له، والبعض الآخر تفرغ لنشر ثقافة العمارة، وأهم ما ميز فتحي هو منهجية الفكر حسب الأزمنة ليكون مناسبا للهدف المطلوب تحقيقه.

وأشار إلى أن حسن فتحي بدأ الدراسة في المهندسخانة بعد أن ترك دراسة الزراعة، وعندما ذهب لزيارة الريف لفت انتباهه ما يعانيه الريف من عدم اهتمام بالعمارة الريفية فتقدم لدراسة الهندسة مما زاد لديه الرغبة لتأسيس هذا الفكر ووضع المناهج له، واهتم الكتاب بالتكنولوجيا المتوافقة والتي تعني استخدام التكنولوجيا المتاحة بما يتوافق مع طبيعة البيئة، والعمارة الانتمائية بكيفية انتماء العمارة للبيئة، مشيراً إلى أن حسن فتحي هو ريادي لم يسبقه أحد في تراث العمارة المصرية وهذا يحسب له، وتشمل الريادة إمكانات الإنسان المصري واستثمار خبراته ليصبح بناءً والتجريب والعمارة البيئية.

وأوضح عصام أن حسن فتحي لديه إيجابياته التي تتمثل في التأسيس الأولى وسلبياته حيث كان لا يطيق المناقشة وكان يتميز بجرأة كبيرة في النقد والتي كان ينفر منها الكثير، وكان فتحي العنان لفكره ولفكر الآخرين ولا يحددها في إطار معين، لافتاً إلى أن الكثير قال عنه إنه لديه مجموعة من البدائل التصميمية والإنشائية التي لم تنفذ على أرض الواقع، ففكر حسن فتحي أصبح فكرا إنسانيا لا يخص مصر وحدها ولكنه انتشر في كثير من بلاد العالم، إيماناً من حسن فتحي بأن أهم مشكلات العمارة تكمن في الفوارق المادية.

كما مدح فيه الكثير من الكتاب والمعمارين تكريماً له لما قدمه من فنون كثيرة وأفكار عظيمة في العمارة حيث كان يعتمد على موارد البيئة الموجودة بشكل تام، مشيراً إلى أن، المباني الموجودة في الريف حاليا لم تتوافق مع مواصفات المباني الريفية، مشيداً بشخصية حسن فتحي كونه فنان أكثر من كونه معماريا فكان يعزف الآلات الموسيقية وهذا ما أثر في عبقريته المعمارية.

وقال المعماري عمر رؤوف، أن شخصية حسن فتحي كمعماري لديها اهتمام كبير بجميع بلاد العالم ففي إحدى السنوات قام المركز الثقافي الفرنسي بإعداد تقرير عن أسماء أهم 100 معماري في القرن العشرين وكان حسن فتحي هو المصري والعربي والمسلم الوحيد في قائمة الأسماء، مشيرا إلى أن الكثير من الدول الغربية قامت بتطبيق أسلوب العمارة الخاص به في كثير من المدن، وحصل فتحي على 6 جوائز عالمية من ضمنهم جائزة نوبل البديلة وأفضل معماري في العالم، كما أراد فتحي توفير منازل ملائمة للفقراء محدودي ومعدومي الدخل باستخدام مواد البناء الطبيعية التي تتميز بزهد ثمنها، وبالرغم من ذلك فهو لا يستخدم مادة واحدة فقط للبناء ولكنه كان يستخدم المواد التي تتوافق مع ظروف البيئة.

وأوضح عمر أن فتحي واجه الكثير من الصعوبات والضغوطات من أصحاب شركات الحديد والإسمنت مثل عثمان أحمد عثمان وأحمد عز لمنعه من تنفيذ وتطبيق منهجه المعماري ومنعوه من التدريس في الجامعات حتى لا يتسنى له نشر ثقافته المعمارية، واستمراراً لمسيرة، حسن فتحي قام وليام ليفيت الأمريكي بالسير على نهج حسن فتحي وقام ببناء منازل من الخشب فقط دون الحاجة إلى الإسمنت والحديد ما أدى إلى تقليل العشوائيات المنتشرة في شوارع أمريكا.

ولفت إلى أنه من الممكن حل مشكلة الإسكان الاجتماعي إذا تم تطبيق منهج حسن فتحي في استخدام الموارد الطبيعية الموجودة في البيئة لبناء منزل بتكلفة أقل دون الحاجة إلى استخدام أسمنت أو حديد.

تم نسخ الرابط