خبراء: قناة السويس قادرة على تحقيق تنمية شاملة في المنطقة بأكملها
كتب - بوابة روز اليوسف
قال الدكتور أحمد الشربيني عميد كلية الآداب جامعة القاهرة إن قناة السويس تحولت بعد 30 يونيو من مجرد شريان للنقل إلى إقليم ينمو ويتطور ليحدث تنمية شاملة في للمنطقة.
جاء ذلك خلال ندوة "قناة السويس الاقتصاد والمستقبل" التي عقدت اليوم الخميس ضمن فعاليات اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بمشاركة الدكتور عبد الحميد شلبي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الأزهر، وأدار الندوة الدكتور خلف الميري أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس.
وأضاف أن المشروع الجديد لقناة السويس كان لا بد أن يتم تنفيذه ليثبت للعالم أن المجتمع المصري متحد في موجهة أي مخاطر وأن الشعب المصري استطاع تمويل وتنفيذ هذا المشروع الكبير وفي وقت قياسي.
وأوضح أن الاستثمارات المصرية في المشروع بلغت 8 مليارات جنيه، تم تخصيص 4 مليارات منها لحفر القناة و4 مليارات لحفر أربعة أنفاق استطاعت ربط شرق القناة بغربها لتوفير فرص لخلق تنمية شاملة حول القناة بالإضافة إلى إنشاء شبكة طرق لربط منطقة ما حول القناة بالقاهرة ومختلف المدن المصرية لتنشيط التجارة وخدمة المشروعات الاستثمارية المقام هناك.
وأشار الشربيني إلى أن هناك خطة لتنمية 67 ألف كيلو متر بهذه المنطقة واستصلاح 40 ألف فدان للزراعة، لافتا إلى أن مشروع قناة السويس الجديد قائم على دفع استثمارات لهذه المنطقة لتجعل الاقتصاد المصري جزءا من الاقتصاد الرأسمالي العالمي من خلال إنشاء مناطق لوجيستية وصناعية وتسويقية بطول الخط الملاحي والمنطقة حوله.
ومن جانبه، قال الدكتور خلف الميري أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس إن مشروع تطوير قناة السويس الجديد يعد انتصارا للقيادة السياسية ضمن ما تحقق لمصر في 30 يونيو، حيث مهد مشروع تطوير القناة لتنمية سيناء بأكملها في مواجهة مخططات التخريب والإرهاب التي كانت تسعى للنيل منها.
وأضاف أن قناة السويس هي المحور الملاحي التجاري الأكثر تميزا على مستوى العالم حيث تسيطر على 12 % من التجارة العالمية وينتظر أن تصل إلى 15% وأكثر من ذلك، كما أنها الطريق الأقصر الذي يوفر في اقتصاديات التشغيل وهذا يجعل منها شريانا ملاحيا يصعب منافسته.
وأشار إلى أن معظم المشروعات المنافسة إما مسافاتها أطول أو تضم جزءا بحريا وجزءا بريا مما يطيل زمن النقل، وبالحسابات البحرية ما تنقله سفينة واحدة يعادل ما ينقله من 20 إلى 100 قطار والعديد من الطائرات مع الأخذ في الحساب التكلفة والزمن، وهذا يعطي قناة السويس ميزة تنافسية كبيرة.
واستعرض الدكتور عبدالحميد شلبي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الأزهر تاريخ إنشاء القناة، إذ ذكر أن محاولات حفر قناة للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط بدأت منذ عهد المصريين القدماء ومرت بعدة محاولات خلال العصور المختلفة وفي العصر الحديث تم عرض المشروع على محمد علي باشا، ولكنه رفض تنفيذه حتى لا يكون مدخل للتدخلات الأجنبية في مصر ولكن المحاولات لم تنتهي ونجح دليسبس في إقناع الخديوي سعيد بالموافقة على حفر قناة السويس وبدأ الحفر حتى قبل أن يحصل على موافقة الدولة العثمانية، ولفت إلى أن مصر تكبدت مبالغ ضخمة آنذاك في حفر القناة قدرت بـ14 مليون جنيه مصري وخسائر في الأرواح من العمال المصريين المشاركين في الحفر قدرت بـ120 ألف مصري.
وأشار شلبي إلى أن القناة تم افتتحها في عهد الخديوي إسماعيل في عام 1869 بمشاركة 6 آلاف مدعو سافر من أجل دعوة بعضهم الخديوي إلى أوروبا وأقيم احتفالا كبيرا بهذه المناسبة.
وقال شلبي إنه بعد ثورة 1952 ومن أجل بناء السد العالي قامت مصر بتأميم القناة وكان التحدي الكبير أن تستطيع مصر إدارة المرفق الملاحي ولكن السواعد المصرية استطاعت باقتدار إدارة المرفق، مشيرا إلى أنه كان هناك خطة لتطوير المجري الملاحي للقناة منذ عام 1957 على 7 مراحل لإنشاء تفريعات للقناة تنتهي في عام 1975 ولم يقدر أن يكتمل هذا المشروع العظيم إلا في عام 2015 عقب انتصار إرادة الشعب المصري في 30 يونيو.



