نواب أمريكيون ينقلبون على إسرائيل

كتب - عادل عبدالمحسن

فوجئت نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الأمريكي بالمعارضة المتنامية والغضب بين الديمقراطيين من قيادات المجلس حول قرار محتمل لإدانة المعاداة للسامية رسميا، حسبما قال مصدر ديمقراطي لـشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أمس الأربعاء - مما يسلط الضوء على قبضة بيلوسي الضعيفة المسيطرة على أعضاء حزبها وتأكيد القوة المتنامية للجناح التقدمي اليساري الناشئ في الحزب الديمقراطى.

وقد نشأ القرار المتعثر بعد أن أثار النائب الديمقراطي الجديد إلهان عمر من ولاية مينيسوتا، للمرة الثانية على الأقل في الأشهر الأخيرة، ضجة لصدى تصريحاتها  التي اعتبرها النقاد معاداة للسامية.في فبراير، حيث كانت قد اقترحت على "تويتر" أنه تم شراء أنصار إسرائيل. ثم اتهمت عضو الكونجرس الأمريكيين المؤيدين لإسرائيل بدفع الناس إلى "الولاء لدولة أجنبية".

عمر - التي قامت بالتغريد أيضا في عام 2012 بأن "إسرائيل قد تخدع العالم، ودعت الله أن يستيقظ الناس ويساعدهم على رؤية أفعال إسرائيل الشريرة" - رفضت الرد على الأسئلة أمس الأربعاء حول الاتهامات بأنها معادية للسامية.

في هذه الأثناء، تجاوز الجدل حول كيفية معالجة تصريحاتها الأخيرة في مجلس النواب.

وقال مساعد ديمقراطي بارز في مجلس النواب لـ "فوكس نيوز" يوم الثلاثاء: "ها نحن هنا مرة أخرى نقاتل مع أنفسنا. لقد أمضيت أسبوعا آخر في التعامل مع هذا الأمر وليس على السياسة وللتصويت على القرار، الذي كان من المقرر في الأصل في وقت سابق من هذا الأسبوع، لم يظهر في الجدول الرسمي لمجلس النواب اليوم الخميس.

وأبرز الرئيس ترامب، الذي تحول إلى تويتر يوم الأربعاء، مشاكل الديمقراطيين في تمرير القرار. وكتب أن فشلهم في "اتخاذ موقف أقوى" ضد معاداة السامية كان "مخزيًا".

لقد تم إخبار "فوكس نيوز" أن التجمع الديمقراطي يحاول الحصول على "لغة اليمين" المقترحة المعادية للسامية، وأن هناك قلقًا من ذكر عمر بالاسم - وهو ليس بداية للعديد من أعضاء تجمع السود في الكونجرس..

وقال مصدران معروفان إن مثل هذا السيناريو قد يزيد من التهديدات الأمنية ضد عمر، وهي مسلمة.
ولم يحدد الجمهوريون على وجه التحديد عضو مجلس النواب، ستيف كينج، في ولاية أيوا، في إجراء استنكاري من الحزبين، جاء بعد تعليقات دافعت عن القومية البيضاء في وقت سابق من هذا العام. لكن قادة الحزب الجمهوري جردوا ستيف كينج من مهام لجنته كعقوبة - في حين لا يزال عمر في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، ويقول الديمقراطيون إنهم لا يخططون للإطاحة بها.

من جانبها، صدمت بيلوسي من النقد بين بعض الأعضاء الديمقراطيين الذين اشتكوا من أنهم لم يكونوا على علم بالتفاصيل حول القرار. على سبيل المثال، أكد عضو المجلس النيابي جهان هايس، دي كون، على فشل فريق القيادة الديمقراطي في واجب إبلاغ الأعضاء عن تفاصيل القرار.

غير أن مصادر قيادية بارزة أكدت على ذلك الزعم قائلة إن بيلوسي تحدثت مع العديد من النواب طوال عطلة نهاية الأسبوع الطويلة حول هذا الإجراء.

كما تم إخبار "فوكس نيوز" أن نائبًا ديمقراطيًا بارزًا في مجلس النواب أعرب عن قلقه من تأثير جماعات المصالح المؤيدة لإسرائيل على التجمع الديمقراطي، مما أثار جدلًا حول قرار بإدانة معاداة السامية في المقام الأول. وجاءت شكاواهم في تناقض مع ما قام به ثلاثة من النواب اليهود الذين دفعوا بقوة إلى اتخاذ القرار: رئيس لجنة أخلاقيات مجلس النواب تيد دوتش، دي-فلوريدا، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إليوت إنجل.

حتى إن أحد كبار الديمقراطيين في مجلس النواب أشار إلى أن الصدع في المجموعة الانتخابية كان رمزًا للتوترات القديمة بين بيلوسي وزعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيني هوير، د-مد.

"إنه أكبر من إيباك"، قال الديموقراطي. "إنها أكبر أيضا من "جي ستريت" هذه الأيام ". هذا إشارة إلى منظمتين رئيسيتين مؤازرتين لإسرائيل في واشنطن.

ويأتي التوتر الظاهر في الوقت الذي اشتبكت فيه النائبة الديمقراطية رشيدة طليب - التي اتهمت هي نفسها بمعاداة السامية في الآونة الأخيرة مع قيادة الحزب يوم الأربعاء، بعد أن انضمت إلى المتظاهرين لتقول إنها ستقدم قرارًا هذا الشهر يحث السلطة القضائية اللجنة للمضي قدما في إجراءات المساءلة ضد الرئيس ترامب. وقاومت بيلوسي باستمرار الدعوات لإدانة ترامب، قائلة إن مثل هذا الجهد سابق لأوانه.

غير أن أحد كبار مساعدي الرئيس الديمقراطي في مجلس النواب عارض الفجوة بين بيلوسي وهويير.

كما يزعج النواب حول ما إذا كان ينبغي عليهم حتى معالجة تعليقات عمر على الإطلاق. هناك قلق بشأن السابقة.

وتساءل أحد النواب الذي طلب عدم ذكر اسمه: "هل ينبغي على مجلس النواب أن يدين "زعيم الأقلية في مجلس النواب" كيفن مكارثي، من ولاية كاليفورنيا، لما قاله عن جورج سوروس؟" في عام 2018، قام ماكارثي بالتغريد: "لا يمكننا السماح لسوروس وشتاير وبلومبيرج بشراء هذه الانتخابات!الخروج والتصويت الجمهوري يوم 6 نوفمبر كل من سوروس، شتاير وبلومبيرج كلها من التراث اليهودي.

وتساءلت أحد المصادر عما إذا كان الديمقراطيون في مجلس النواب قد حاولوا على الإطلاق التوبيخ عن النائبة السابقة سينثيا ماكيني، دي-جا.، التي كانت معروفة بتساؤلها عما إذا كان الرئيس جورج دبليو بوش على علم بهجمات الحادي عشر من سبتمبر. كما استجوبت دعم الولايات المتحدة لإسرائيل وطالبت بنهج أكثر توازنًا عند التعامل مع الفلسطينيين.

إن التأخير المطول في تمرير قرار معاداة السامية - الذي يهدد بأن يصبح صداعًا للعلاقات العامة للديمقراطيين مع مرور كل يوم - قد يمتد إلى السباق الرئاسي في عام 2020 أيضا كمنافس للبيت الأبيض بيرني ساندرز، يهودي، دافع عن إلهان عمر في بيان.

وكتب ساندرز: "إن معاداة السامية هي أيديولوجية بغيضة وخطيرة يجب أن تعارض بشدة في الولايات المتحدة وحول العالم. لكن يجب ألا نقارن معاداة السامية بنقد شرعي لحكومة اليمين، نتنياهو". في اسرائيل. بدلًا من ذلك، يجب علينا تطوير سياسة متوازنة في الشرق الأوسط تجمع الإسرائيليين والفلسطينيين معًا من أجل سلام دائم. ما أخشاه هو محاولة لاستهداف عضو الكونجرس عمر كطريق لإفساد هذا النقاش. ذلك خطأ."

واضاف إليزابيث وارن: "العلامات التجارية انتقاد إسرائيل تلقائيا تمت زيارتها معاداة السامية تأثير سلبي على الخطاب العام لدينا، ويجعل من الصعب التوصل إلى حل سلمي بين الاسرائيليين والفلسطينيين".