الأربعاء 31 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

صالون حمدي بخيت يناقش دور مصر في رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال عام 2019

صالون حمدي بخيت يناقش
صالون حمدي بخيت يناقش دور مصر في رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال
كتب - عمر علم الدين

مساعد وزير الخارجية: مصرمفتاح إفريقيا وتعيش حاله تعاون غير مسبوق


"زكريا": ثورة يونيو والرئيس السيسي سبب استعادة مصر لدورها الإفريقي


"قدح": رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي جاءت بعد جهد مكثف بين جميع مؤسسات الدولة

 

 

نظم صالون اللواء حمدي بخيت الثقافي، جلسته النقاشية الشهرية، حول دور مصرفي رئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2019، وذلك بحضور عدد من الخبراء والمتخصصين في الشئون الإفريقية، والشخصيات العامة والإعلام وأصحاب الفكر.

وقال اللواء حمدي بخيت إن الغرض من إقامة الصالون الشهري هو تناول الجانب الثقافي في المقام الأول لإبراز الملفات والمشكلات والتعقيدات التي تواجه الدولة المصرية بشكلها المعاصر، وذلك للخروج بحلول وأفكار ومقترحات موحدة لحل تلك المشكلات. وأشار إلى أن الصالون يناقش في هذه الجلسة علاقة مصر بالدول الإفريقية، ودعم مصر للقارة السمراء  في شتى المجالات، كما تناقش الجلسة المتغيرات التي طرأت علي العلاقات  المصرية الإفريقية في الشكل والمضمون خلال السنوات السابقة، وذلك بمناسبة تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2019.

من جانبه، قال السفير مصطفي القوني مساعد وزير الخارجية للشئون البرلمانية، إن تولي الدولة رئاسة الاتحاد الإفريقي، يأتي تتويجًا لجهود الحكومة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى ، ووزارة الخارجية من خلال فتح باب التعاون غير المسبوق مع الدول الإفريقية الشقيقة في جميع المجالات منذ تولي السيسى  رئاسة الجمهورية.

وأشار مساعد وزير الخارجية  إلى أن استقرار مصر الداخلي بعد مرورها بمرحلة يناير وما بعدها هو ما ساعد علي تطوير سياستها الدولية والإقليمية، والوقوف بقدم ثابته في التصدي لجميع التحديات واجتيازها والوصول إلي بر الأمان مستطردًا: "مصر هي مفتاح أفريقيا".

وأوضح مساعد وزير الخارجية للشئون البرلمانية أن مصر أصحبت تلعب دورًا مهمًا في الملف الإفريقي، وإن وضع الدولة المصرية اختلف كثيرًا عن السنوات السابقة، فامتداد مصر الطبيعي يعود للجذور الإفريقية، ولا أحد ينسي أن أحد الاسباب الرئيسية وراء عدوان  1967، كان  دفاع مصر ودعمها  لحركات التحرر في الدول الإفريقية.

وأوضح السفير القوني إنه لا توجد دولة تستطيع أن تعلب دورًا مهما في إفريقيا مثل الدولة المصرية لما تملكه من إمكانات وخبرات وبنية أساسية في مجالات قوى الدولة الشاملة، وهناك عدة دول تتكالب على إفريقيا وهو ما جعل الدول الإفريقية تثق في القيادة المصرية دون غيرها لأنها تعلم جيدًا أن دورها محوري ومخلص ونزيه.

وتابع مساعد وزير الخارجية  أن الدول الافريقية تحترم الحضارة المصرية بتاريخها القديم والحديث، كما ان استمرار  تبادل البعد الثقافي من خلال دور الأزهر الشريف والكنسية، قد ساعد على استعادة مصر لدورها الريادي في القارة ودفع عجله العمل الإفريقي المشترك.

وأكد أن مصر تحتل المركز الأول في مجال المنح الدراسية للطلاب الأفارقه، كما إن الرئيس عبد الفتاح السيسي استعرض في خطابة عقب تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقي أوليات الرئاسة المصرية في المرحلة القادمة والقضايا المطروحة علي الساحة الافريقية، وأهم التحديدات التي تواجه القارة السمراء والتي يأتي في مقدمتها الإرهاب الذي بات يهدد أمن واستقرارالقارة ، وأزمة سد النهضة.

وقال مساعد وزير الخارجية أن القمة الأفريقية حققت نجاحا ملموسا في وضع خريطة العمل خلال عام 2019 حتى أن رئيس المفوضية الإفريقية شادي موسى  أعرب عن تطلع  الدول الإفريقية في المستقبل للاستفادة من الخبرات المصرية في مجال البنية التحتية والطاقة والاتصالات، كما أصدرت القمة قراراً بتولي الرئيس السيسي ريادة العمل الإفريقي المشترك في إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات.

وأكد السفير القوني أن  تولي مصر رئاسة الاتحاد سيسمح بتعزيز فرص منافسة المنتجات المصرية في الأسواق الأفريقية في إطار تجارة بينية غير مسبوقة لتحقيق أعلى معدلات التنمية المستدامة من خلال تعظيم القيمة المضافة لموارد القارة السمراء، بالإضافة لتحقيق حلم التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، وذلك بدخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ خلال فترة الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي.

وأشار إلى أهمية تأسيس وإطلاق مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مصر ما بعد النزاعات وإصلاح مجلس السلم والأمن الأفريقي وتعزيز التعاون القاري لدحر الإرهاب وتجفيف منابع التطرف الفكري، كما نجحت مصر في الحصول علي المرتبة الاولي في استضافة مقر وكالة الفضاء الافريقية، وذلك بعد مجهود من العمل الدؤوب استمر لمده 3 سنوات من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالتنسيق من الجهات الوطنية المعنية.

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد منصور قدح نائب مدير إدارة المنظمات والتجمعات الأفريقية بوزارة الخارجية، أن هناك تفاؤلا كبيرًا من جانب دول القارة الافريقية بتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة للاتحاد الأفريقي، والتي شهدت نشاطاً مكثفاً على مدار 3 أيام خلال شهر فبرايرمن العام الجاري، ويأتي هذا التفاؤل نظرًا للسياسات التي اتبعتها مصر منذ تولى الرئيس السيسي  منصب الرئاسة في مصر، حيث بدأت عملية إعادة تقوية علاقات مصر مع أفريقيا باعتبارها بعدا مهما في الأمن القومي المصرى والاقليمى وايضا التعاون الاقتصادي لضمان مصالح كل الأطراف في القارة.

أشار إلى أن دائرة العمل الإفريقي كانت قد أهملت لعدة سنوات، وهو ما يعكس دور مصر المتطلع في الرجوع لمكانتها في المنطقة، كما إن رئاسة مصر للاتحاد الافريقي كانت مطلبا للعديد من الدول الافريقية، وكانت عودتها بمثابة لحظة كاشفة لاهتمام الدولة المصرية بالعمل الإفريقي المشترك.

وأشار السفير قدح إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي جاءت بعد جهود مكثفة علي محورين هما :" العمل علي مستوي مؤسسات الدولة المصرية مثل الازهر والكنسية ومجلس والنواب"، و" تكاتف جميع مؤسسات الدولة من اجل مردود حقيقي"، كمان أن مصر بعودتها لرئاسة الاتحاد لا تبحث عن مجهول ولا تفتش عن غائب، مشيرا إلي أن مصر أمام فرصة ذهبية لقيادة القارة السمراء لانفتاح اقتصادي، تجني ثماره كل الدول الأفريقية وذلك من خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي على مدار عام يستمر في تنفيذ استراتيجيته لاعوام قادمة.

مستطردا: "الرئيس السيسي في طريقه نحو لم شمل القارة السمراء بعد سنوات من غياب الدور المصري، وإذا كللت هذه المحاولات بالنجاح فإنه سيقود أفريقيا للتنمية  المستدامة والتكامل الإقليمي القاري".

وفي سياق متصل، قال الدكتور محمود زكريا، مدرس العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة: إن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي لم تأتِ من فراغ، حيث إن ثورة يونيو ورئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ 2014 أدى ذلك إلى استعادة مصر لدورها الأفريقي، مشيرًا إلي ان مصر سبق لها أن ترأست منظمة الوحدة الأفريقية 3 مرات، وهذه هي المرة الرابعة لرئاسة مصر للمنظمة ولكن تحت مسمى الاتحاد الأفريقي، وأن هناك العديد من المؤشرات الدالة على هذا الأمر المؤشر الأول هو نص المادة الأولي من الدستور المصري، والتي نصت علي أن مصر جزء لا يتجزأ من القارة الافريقية.. الأمر الذي وضع الدائرة الإفريقية في الترتيب الثالث بعد الدائرة العربية والإسلامية، وجاءت الدائرة الأسيوية في الترتيب الرابع.

وأكد زكريا أن هناك اهتماما مصريا كبيرا بإفريقيا منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي المسؤولية، فقد حافظ دائما على المشاركة في القمم الإفريقية منذ توليه السلطة، ومنها قمة مالابو عام 2014 والتى  تكمن اهميتها في أن الرئيس السيسي دشن آليه هامة.


وأوضح زكريا أن معدل التبادل التجاري بين مصر ودول إفريقيا  ينتظر طفرات كبيرة خلال الفترة المقبلة خاصة أن  حجم التبادل التجاري وصل  نحو 5 مليارات دولار، بالإضافة إلى حرص مصر على إقامة منتديات استثمارية في إفريقيا، منوها  عن أهتمام الرئيس الخاص بزيارة دول القارة السمراء، مستشهدا بأن الرئيس السيسي قام  بزيارة دول إفريقية لم يسبق لأى رئيس مصري ان قام بزيارتها مثل "تنزانيا"، فمنذ عام 68 لم يقوم أي رئيس مصري بزيارتها ثم "الجابون وتشاد"، ثم تبادل الزيارات الرئاسية مع العديد من قادة الدول الإفريقية.
 

ولفت إلى أن مصر تحمل خلال رئاستها للاتحاد ملفات مهمة مثل قضية اللاجئين والنازحين، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون الاقتصادي.

واختتم اللواء بخيت الصالون، مثنياَ على آراء الحضور، وشدد على أهمية دور التعاون الإفريقي المشترك بين مصر والدول الإفريقية، وأن هذه الخطوة تسهم بشكل كبير في تعزيز علاقاتها بشكل أكبر مع محيطها في القارة الإفريقية، خاصة أن مصر كان لها دور كبير في هذا التجمع القاري، وحضور مصر بالاتحاد الإفريقي هو استكمال لمسار تمسك به الرئيس.

 

أوضح أن عودة مصر كلاعب إفريقي في القضايا الإفريقية لا يشمل فقط مجال السلام أو تسوية النزاعات، وإنما دور إفريقي ينفتح على  الاستقرار والتنمية في جميع أقاليم القارة الخمس  وخاصة دول  حوض النيل و شرق ووسط إفريقيا.

 
تم نسخ الرابط