السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

سيناء تتحدى الإرهاب في ملتقى الهناجر الثقافي

سيناء تتحدى الإرهاب
سيناء تتحدى الإرهاب في ملتقى الهناجر الثقافي
كتب - محمد خضير

في اطار احتفالات وزارة الثقافة بذكرى تحرير أرض الفيروز، أقام قطاع شؤون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، لقاءه الشهري لملتقى الهناجر الثقافي، تحت عنوان "سيناء- تاريخ ومستقبل" وذلك بمركز الهناجر للفنون.

قالت الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مدير ومؤسس الملتقى، إننا اليوم نحتفل بذكرى غالية علينا جميعا، وهو يوم استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، نستعيد ذكرى أيام مضت، ونقدم قراءات مختلفة من واقع الحاضر الذي نعيشه وربما نقدم قراءات للمستقبل.

وقال الدكتور حسن راتب، رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء، إن كل الأديان السماوية تحدثت عن سيناء، وتوج القرآن الكريم هذه الأرض المقدسة، فعندما كلم الله سيدنا موسى، كان على هذه الأرض، وسار عليها عيسى عليه السلام في رحلة العائلة المقدسة، والحوار بيننا وبين سيناء طويل، مدود في كل معاني العطاء والأخذ، ومعاني الصلاح والطلاح، فالصلاح لمن ارتبط بهذه الأرض وأعطاها، والطلاح لمن خان هذه الأرض، وللأسف خانها بعض الأبناء تحت زحم الإرهاب وتحت زحم الدين، والدين منهم براء.

وأكد الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، أن سيناء مستهدفة من عدو تاريخي، ليس فقط إسرائيل ولكنها بالحجة والدليل والوثائق التاريخية المسجلة، كل ذلك يؤكد أنها محط أنظار أعداء منذ عهد الفراعنة، وذلك بعد التأكد من خصوصية موقعها الاستراتيجي وعبقرية الشخصية المصرية التي خضعت للدارسة في فترات الانتقال والأزمات المختلفة، حيث إن الشخصية المصرية تحمل جينات هي ما يطلق عليها (الأرض كالعرض).

ومن جانبه قال العميد محمد نبيل، الخبير الأمني والاستراتيجي: إن مصر محفوظة بأمر الله، وأشار إلى أن كثيرا من الشعوب تمنوا أن يكون لهم مثلنا شهداء عظماء، وأبطال عظماء ما زالوا على قيد الحياة، وأن جنود وأبطال حرب أكتوبر لم يكونوا فقط من المسلمين، بل كانوا مسلمين ومسيحيين، وكانت المواطنة الحق اختبارا في سيناء، واختبارا في حرب أكتوبر، لم يفرق الدم بين مسلم ومسيحي، مؤكدا أن القوات المسلحة ليست قبلية ولا عقائدية، ولا منتمية لأسرة ولا لدين ولا لمذهب أو حزب أو كيان، القوات المسلحة ملك لكل الناس، وسيناء ليست ملك الشهداء فقط، وانما ملك المصريين جميعا، واستعرض تاريخ سيناء والحروب التي مرت بها مصر من أجل سيناء قديما وحديثا.

وأشار الدكتور أكرم بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن هناك ارتباطا كبيرا بين مصر وسيناء، ويوجد ارتباط بين سيناء والشخصية المصرية، هذه الشخصية فيها تنوع عبر الأزمان، تستوعب في داخلها الغزاة، وتظل محافظة على أصالتها عبر التاريخ، وسيناء فيها أيضا هذا التنوع، فهي جزء آسيوي من مصر، وتربط مصر بالقارة الآسيوية، فكانت كل الغزوات التي تعرضت لها مصر تأتي من الشمال، والشمال الشرقي عبر سيناء، فمصر مرتبطة بسيناء عبر حروب مختلفة، واستعرض جميع الحروب وسنواتها.

وقال الدكتور سمير صبري، الخبير الاقتصادي، إن عبقرية سيناء ليست فقط كونها أرض مقدسة، وذكرت في كل الأديان والكتب السماوية، ولكن يضاف إلى ذلك أهميتها الجغرافية، فهي بحق مكان استراتيجي، بوابة لقارة إفريقيا وليس لجمهورية مصر العربية فقط، مؤكدا أن هذه الأرض تتميز بالزراعة والشواطئ والصيد والمعادن والغاز والبترول ومصادر الرياح والاستزراع السمكي، مشيرا إلى أن سيناء من الشمال تعد أكبر الخزنات الجوفية في العالم لمصادر الغاز، والقيادة السياسية والقوات المسلحة لم ولن تفرط في حبة رمل من أرض سيناء.

وتخلل الاحتفالية باقة من أشهر الأغاني الوطنية، قدمتها فرقة "كنوز" بقيادة الفنان الكبير محمود درويش، رافعين شعار سيناء تتحدى الأزمات والإرهاب قديما وحديثا، من خلال ما قدمته الفرقة من أغاني تفاعل معها جمهور وضيوف الملتقى، كان منها "عاش اللي قال، الله يا بلدنا، بسم الله.. الله أكبر، النجمة مالت على القمر، عظيمة يا مصر، أحلف بسماها وبترابها، بالأحضان".

 

 

تم نسخ الرابط