القمامة والحيوانات النافقة تملأ ترعة المحمودية.. ولا يراها مسؤولو البحيرة.. (صور)
البحيرة- محمد البربرى
ضحى أجدادنا بأرواحهم لإقامة مجرى مائي "بالفأس" من أجلنا.. فهل نحافظ عليه؟
"المحمودية".. ترعة تعد المصدر الوحيد لمياه الشرب والرى بمعظم مدن محافظتى الإسكندرية والبحيرة، حيث أنشأها محمد علي في 8 مايو 1807 لتبدأ من النيل قرب قرية بهبيت لتصل مياه النيل للإسكندرية عبر محافظة البحيرة ولتكون ممرًا مائيًا للمراكب التجارية بين الإسكندرية ونهر النيل، و سعى محمد على لتكون تلك الترعة، هى طريق المواصلات النيلية بين الإسكندرية وداخل البلاد، بعد أن كانت من قبل بطريق رشيد، ، اذ أوكل محمد على تصميم حفر ترعة المحمودية إلى مهندس فرنسي، يدعى "المسيو كوست"، وفي عام 1819 توقف العمل بسبب الطاعون وعاد الناس لبلادهم، وكان كل من يموت يدفن في مكانه لكثرة الموتى، واستكمل العمل حتى تم افتتاحها رسميًا، فى 24 يناير 1820
وشهد حفر تلك الترعة الكثير والكثير من مجهودات المصريين من مختلف الطبقات، وبلغ ضحايا الحفر حوالى 12 ألف مصرى دفنو على ضفتى الترعة.
وانتهت الحياة التجارية والاقتصادية عقب افتتاح تلك المجري المائى الحيوى والهام ، لكن اليوم تعاني ترعة المحمودية من الإهمال، عقب تصرفات البعض بإلقاء الحيونات النافقة ، ويعانى الأهالى التى تطل مساكنهم على الترعة من الروائح الكريهة المنبعثة من الترعة نتيجة الحيوانات النافقة التى تطفوء على سطح مياها وخاصة فى مدينة كفر الدوار وأبو حمص ودمنهور والرحمانية والمحمودية بعدما تراكمت تلك الحيوانات والقمامة أمام الكبارى والمعديات في ظل غياب المسئولين بالمحافظة وعدم اعترافهم بحقيقة الأمر والعمل على إصلاح تلك الكارثة البيئية.
عدسة "بوابة روزاليوسف" رصدت صورًا مرعبة لتلال القمامة والحيوانات النافقة التى تطفو على سطح مياه ترعة المحمودية أمام كوبرى السعرانية العام وسط مدينة كفر الدوار بالقرب من محطة مياه الشرب ، فى مشهد ينذر بكوارث وإنتشار الأمراض بين المواطنين، فضلا عن التعديات على الترعة وانتشار البوص والحشائش ومغاسل السيارات على جانبى الترعة ، الأمر الذي يتطلب تحرك المحافظ وشن حملات مكبرة لتطهير التعديات على الترعة ، ورفع كأفة المخلفات من أمام الكبارى.
.jpg)
ويتفق جموع أهالى كفر الدوار على أن الترع تمثل كوارث صحية وقنابل بيئية وبؤر تلوث ومصادر للأوبئة والأمراض، تخترق الكتل السكنية ، وتحول حياة السكان المقيمين بجوارها إلى جحيم ، بعد تجاهل المسئولين ، وإنتشار الحيوانات النافقة التى تحولت إلى منابع للمواد الضارة والسامة، نتيجة تفاعل تلال القمامة وجثث الحيوانات النافقة والتي تطفو على مياهها، ويزداد الأمر خطورة مع عدم تطهيرها.
ويتساءل أحمد حسن مواطن من كفر الدوار: أين دور الوحدات المحلية ومسئولى المحافظة فى رفع الحيونات النافقة و توفير المدافن اللأزمة لدفنها وإعلام المواطنين بأماكنها ، ورفع كفاءة ترعة المحمودية.
ويضيف مجدى حسن من كغر الدوار أنه لا يخلو مصرف أو ترعة بمحافظة البحيرة من الصرف الصحي والتلوث وانتشار القوارض والحشرات و الحيوانات النافقة التي تطفو على سطح مياه الترع و"المجارى"، الذي تلقى بها من خلال شبكات صرف أقامها الأهالي بالجهود الذاتية عوضا عن مشروع الصرف غير المتوافر ، وتصب هذه الشبكات مياهها الملوثة مباشرة في المصارف، والتي يعاد رفعها عن طريق محطات الرفع لتغذية نهايات الترع التي تعاني نقصا في المياه.
.jpg)
ويشكو سعد على مهندس زراعى من معاناة الأهالى، من الروائح الكريهة المنبعثة من الترعة بصفة مستمرة ، نتيجة إلقاء القمامة والحيونات النافقه من قبل بعض المواطنين والتى تراكمت بكثرة في غياب وتجاهل تام من المسئولين ، وانتشار الحشرات وخاصة الناموس مع بداية دخول موسم الصيف و التي تتمثل خطورته في الأمراض التي ينقلها من شخص إلى آخر وتمتص ما تحمله القمامة لتحقن به أجساد الآلاف من المواطنين.



