"مسحراتي الإسماعيلية".. بين الاندثار والانتشار
كتبت - شهيرة ونيس
في جوف الليل وقبل دقائق من فجر اليوم التالي، يحمل طبلته فوق التروسيكل الذي لا يقوى على قيادته فيستعين بابنه، ويتوجهان لإيقاظ الناس وتذكيرهم بتناول السحور، قبل أذان الفجر وموعد الإمساك في شهر رمضان الكريم.
فلم يعد "المسحراتي" على ذات الشاكلة في الماضي، لكنه اختلف وتغير كثيرا، فتحول من مسحراتي الطبلة فقط إلى مسحراتي التروسيكل الذي يجوب شوارع المدينة، فمع تدهور الصحة ومعاناة المسحراتي من العديد من الأمراض، فضلا على تجاوزه عمر الشباب، أصبح لا يقوى على السير في الطرقات حاملا الطبلة ما يضطره إلى استقلال هذا التروسيكل كوسيلة مواصلات سهلة أستطيع من خلالها النداء لأهالي الإسماعيلية وإيقاظهم لتناول السحور قبل طلوع الفجر.
فقد كان عم رشاد عبد الصبور، "مسحراتي الإسماعيلية" منذ أكثر من ٢٠ عاما، يدور في الشوارع والحارات، سيرا على الأقدام حاملا "طبلته" يدق عليها ليقوظ الأهالي لتناول السحور مرددا "اصحى يا نايم وحد الدايم رمضان كريم"، أو حتى دون كلام فيدع الطبلة تنطق بدعوى الناس للسحور.
أما الآن ومع التطور التكنولوجي وحداثة العصر اندثرت العديد من هذه المظاهر الاحتفالية والعادات القديمة، فضلا على تدهور الأحوال الصحية للمسحراتي، فبعد أن كان شابا ينعم بصحة جيدة أصبح شيخا كبيرا يستعين بولده محمد الذي تجاوز عمره ٥٠ عاما، يقوم بقيادة التروسيكل، حاملا من فوقه الطبلة يدق عليها والده ويردد ابنه في المذياع يوقظ الناس للسحور.
ويقول مسحراتي الإسماعيلية: ظللت طوال حياتي اعمل "كأرزقي" وأتنقل من بائع خضار إلى فاكهة أو التين الشوكي وغيرها الا ان مهنتي الموسمية كمسحراتي في شهر رمضان فقط ذات طعم وطابع خاص، فهي مهنة إنسانية ذات طابع وثواب ديني تشعرني براحة نفسية والكثير من الأهالي يرسلوا إلينا السحور كي نقوي على الاستمرار في إيقاظ الناس، ويلتف حولنا الأطفال فرحين مبتهجين "فرحة رمضان".



