الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

منتدى التعاون "العربي - الصيني" يدعم القضايا العربية

منتدى التعاون العربي
منتدى التعاون "العربي - الصيني" يدعم القضايا العربية

كشف مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في النشرة التي يصدرها بعنوان "أخبار الساعة"، إن منتدى التعاون العربي - الصيني الذي انطلقت أعمال دورته السادسة عشرة على مستوى كبار المسؤولين في أبوظبي، أول من أمس، يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الشراكة العربية - الصينية، والارتقاء بها في المجالات المختلفة، وبما يخدم المصالح المشتركة للجانبين.

وأضافت في افتتاحيتها تحت عنوان "تعزيز الشراكة العربية - الصينية" أن أهمية هذا المنتدى لا تكمن فقط في التوقيت الذي انعقد فيه، حيث تشهد المنطقة حالة غير مسبوقة من التوتر والتصعيد نتيجة السياسات غير المسؤولة لإيران، والتي تقِف وراء حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي تشهدها العديد من دول المنطقة، وإنما أيضاً من تنامي حالة القلق الدولي من هذه السياسات، وأهمية التصدي لها؛ حفاظاً على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وأكدت النشرة ــ التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" أنه لا شك في أن إدانة المشاركين في هذا المنتدى للاعتداءات التي وقعت على المملكة العربية السعودية وناقلات النفط في منطقة الخليج وتهديد ممرات الملاحة العالمية إنما يبعث برسالة واضحة لإيران، بأن عليها أن تكفّ عن سلوكها العدواني وتتعامل كدولة مسؤولة؛ لأن هناك شِبه إجماع من جانب المجتمع الدولي على ضرورة التصدي لممارساتها التي تمثل تهديداً لأمن واستقرار واقتصاد المنطقة والعالم على حد سواء.

ولفتت إلى أن المنتدي العربي - الصيني منذ إنشائه عام 2004 في إطار مؤسسة جامعة الدول العربية، يعد أحد أهم آليات تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين في شتى المجالات، حيث يتيح منصة مهمة للتشاور وتبادل الرؤى حول تطورات المنطقة، كما يضع الأطر المؤسسية التي تسهم في ترسيخ هذه الشراكة، حيث أصبح يشتمل الآن على أكثر من 15 آلية تعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والتنموية.

وأشارت إلى أنه في الوقت ذاته، فإن هذا المنتدى يمثل فرصة لتأكيد موقف الصين الداعم للقضايا الخليجية والعربية؛ فالصين - كما هو معروف - تأتي في مقدمة القوى الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية، وتؤيد الموقف العربي الرافض لقرارات الولايات المتحدة الأمريكية حول القدس والجولان السورية، كما تؤيد الجهود العربية الرامية إلى إيجاد حلول سياسية للأزمات والنزاعات المختلفة التي تشهدها دول المنطقة، وتدعو دائماً إلى تبني أساليب الحوار والدبلوماسية الهادئة لحل واحتواء التوترات التي تشهدها المنطقة، بعيداً عن لغة التصعيد والتهديد التي قد تخرج عن السيطرة، وتؤدي إلى تداعيات كارثية على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وذكرت أن أهم ما يميز العلاقات العربية - الصينية أنها تقوم على المصالح المشتركة وتتسم بالتنوع والعمق، حيث تتضمن العديد من الجوانب، السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتكنولوجية، كما تتوافق رؤى الجانبين إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية، ولعلّ من المؤشرات المهمة التي تكشف عن تطور هذه العلاقات بشكل مستمر في السنوات الماضية، هي تنامي حجم التبادل التجاري بينهما، حيث تعد الصين الشريك الرئيسي لكثير من الدول العربية؛ إذ بلغ حجم التبادل التجاري ما يقارب 244 مليار دولار عام 2018 ، كما أن الدول العربية تعد شريكاً رئيسياً في مبادرة "الحزام والطريق"، والذي أعلنت عنه الحكومة الصينية عام 2013، حيث وقعت العديد من الدول العربية مذكرات تعاون مع الصين ضمن هذه المبادرة النوعية التي ستسهم في دفع العلاقات الاقتصادية بين الجانبين نحو آفاق رحبة في المجالات المختلفة.

وأشارت النشرة إلى أن هناك العديد من العوامل والمقومات التي تضمن تعزيز الشراكة العربية - الصينية والارتقاء بها في مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة؛ أولها، الحرص المشترك من الجانبين على وضع الأطر التي تعزز من مسارات هذه الشراكة في مختلف المجالات. وثانيها، المصالح المشتركة؛ فالصين تمثل تجربة تنموية فريدة في العديد من الجوانب، والتي يمكن أن تساعد الدول العربية في سياساتها واستراتيجياتها التنموية، بينما تمثل الدول العربية شريكاً مهماً للصين في مبادرة "الحزام والطريق" كما سبق الإشارة. وثالثها، التواصل والتشاور المستمر بين الجانبين حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية، وهو ما يترجَم في تطابق مواقفهما ورؤيتهما حول كيفية العمل على تعزيز أسس الأمن والتنمية والاستقرار في المنطقة والعالم.

واختتمت بالقول إن استضافة أبوظبي اجتماعات الدورة الـ 16 لكبار المسؤولين بالمنتدى العربي - الصيني، وتوفيرها كل الإمكانيات لإنجاح فعالياتها المختلفة لا يؤكد فقط حرصها على تعزيز الدور الذي يقوم به هذا المنتدى كإطار مؤسسي ناجح للتعاون بين الجانبين في المجالات المختلفة، وإنما يجسد أيضاً طبيعة الدور البنّاء الذي تقوم به في تعزيز مسيرة التعاون العربي - الصيني في المجالات كافة، وتوظيف شراكتها الاستراتيجية الشاملة مع الصين في تحقيق هذا الهدف الجوهري.

تم نسخ الرابط