
23 يوليو "يوم النهضة".. سلطنة عُمان تحتفل بالذكرى الـ49 لقيادة السلطان قابوس

كتبت - هدى المصرى
تحتفل سلطنة عُمان غدا الثلاثاء 23 يوليو، بيوم النهضة، وهو اليوم الذي يوافق تولي السلطان قابوس مقاليد الحكم في البلاد.
وتشهد مناطق مختلفة من سلطنة عمان احتفالات ثقافية وفنية وعروضًا ومهرجانات، لعل أبرزها فعاليات مهرجان صلالة التي تشهد تزايدًا واضحًا في هذا اليوم احتفالا بيوم النهضة، كما تُنظِّم الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء احتفالية خاصة يوم 23 من يوليو المجيد، وتتضمن جلسات وأمسيات شعرية وإنشادية.
وتدور محاور جلسات الجمعية العمانية للكتاب والأدباء حول القصيدة الوطنية، إضافة إلى ما تحقق للشاعر العماني من منجزات وأعمال رائدة في مسيرة النهضة المباركة، تحت ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد إلى جانب تناول أسس المشهد الثقافي العماني ومواكبته للمنجز الوطني في العقود الأربعة الماضية.
وتواصل فعاليات الجمعية حيث تقام أمسية أخرى يوم الجمعة 26 يوليو الجاري بمشاركة عدد من الشعراء منهم على بن حميد العلوي، ومحمد بن خميس الوحشي، وناصر العلوي، وسعيد بن شلبود الشكري، وعبدالعزيز الغافري، وهزاع بن ناصر الغافري، وخلود بنت سعيد الخالدية، وسيف بن سالم الكلباني، وأحمد بن سعيد الغريبي.
كما تقام تزامنًا مع احتفالات السلطنة بمرور 49 عامًا منذ انطلاق النهضة المُباركة، عددًا من الفعاليات الخاصة في خارج السلطنة، حيث يشارك مجموعة من الفنانين العمانيين البارزين في المعرض الفني التشكيلي العماني في العاصمة النمساوية فِييَنَّا والذي يأتي متزامنا مع احتفالات السلطنة.
يترأس الوفد الفنان التشكيلي سعود الحنيني مؤسس مجموعة سفراء الفن العماني، إلى جانب مجموعة من الفنانين وهم جمعة الحارثي ويحيى الجابري وندى الروشدية وسامية الغريبية ورقية العامرية وفايزة الوهيبية وليلى الجهورية وزينب العجمية ونورة البلوشية وشمسة البلوشية من مجموعة سفراء الفن العماني، بالإضافة إلى مشاركة الفنانين محمد المعمري ومريم الوهيبية وحليمة البلوشية وشمسة الحارثية وكوثر الحارثية وليلى النجار.
يأتي يوم النهضة المباركة في سلطنة عمان هذا العام ليطوي عامًا من الخطط والاستراتيجيات العُمانية المتواصلة لبناء الوطن، ويستشرف عامًا جديدًا يحدوه الأمل لاستكمال مسيرة البناء والتنمية وسط طموحات وتطلعات تربط التجربة العُمانية بالإنسان.
تأتي الاحتفالية هذا العام مواكبة لصدور التقرير العُماني الوطني الطوعي الأول حول التنمية المستدامة والذي قوبل بإشادات عدة في الهيئات الأممية بنيويورك، ليحمل العديد من الإشارات والدلائل على الخطوات المبذولة من قبل الحكومة العُمانية في العديد من المحاور الإنسانية وفي سبيل بناء المستقبل الأفضل.
وخاصة أن هذا التقرير يأتي وسلطنة عُمان مقبلة على الاحتفال بذكرى 49 عامًا على النهضة المباركة التي بدأت مسيرتها في 23 يوليو 1970 بقيادة السلطان قابوس بن سعيد، تلك المسيرة تضع في رأس الأولويات الاهتمام ببناء الإنسان وربط موضوع التنمية بالمورد البشري في المقام الأول.
هذه الاستراتيجية التي سارت عليها النهضة العمانية الحديثة منذ البواكير وحتى اليوم في سبيل تعزيز هذا المعنى، فالقيادة السياسية في عُمان كانت دومًا ترى أن أي مسيرة للتقدم لابد أن يكون عمادها هذا التكامل المنشود بين الكائن البشري والبيئة، بين الإنسان والإمكانيات الثقافية والمعرفية للمكان، أي بين خصائص التاريخ واللحظة المعاصرة، وهذا هو عمق رؤية النهضة العمانية في إحداث هذا التوليف الذي تم بتوازن كبير وحرص على أن تكون النهضة هي عمل مستمر من أجل التكامل بين عناصر التنمية الشاملة أو المستدامة.
تكتمل هذه المسيرة وتلك الخطط والاستراتيجيات، لكون عُمان تعيش مرحلة جديدة بهدف الدخول إلى الرؤية المستقبلية 2040، ليس بوجهة واحدة بل مسارات متعددة تتطلب الاستمرار على إيجاد الحلول المستمرة لأي متغيرات أو مستجدات تطرأ حيث أن التغير أصبح سريعًا وباتت التحولات تحدث بشكل متسارع جدًا ما يتطلب الاستعداد المستمر، وهذا ما تضعه سلطنة عُمان في الاعتبار وتبني عليه في الخطط والاستراتيجيات وفي صناعة الحياة الأفضل المنشودة في المستقبل سواء على المدى القصير أو البعيد.
يبقى القول أن مفهوم التنمية المستدامة بالخصوصية العُمانية حتى لو كان مرتبطًا بالعديد من القطاعات الحيوية، إلا أنه يكتسب قوته وصلابته وحيويته من الإنسان، لاسيما الجيل الصاعد من الشباب الذين يمثلون كل الأمل في المستقبل وصناعة الحياة الجديدة ورسم مختلف الآفاق الاستشرافية.