أسبوع نكبات الإخوان
كتب - عادل عبدالمحسن
تعرضت جماعة الإخوان الإرهابية ومن خلفها دولتا تركيا وقطر راعيتا الإرهاب في العالم لأسبوع من النكبات في مصر والسودان وليبيا.
أولى هذه النكبات الإخوانية تمثلت في التلاحم الشعبي المصري في مواجهة العملية الإرهابية الجبانة التي وقعت في محيط معهد الأورام بشارع قصر العيني.
وجاءت النكبة الحقيقية للجماعة الإرهابية بسرعة التعاطي الأمني مع الواقعة وفك ألغازها وكشف ملابساتها وعناصرها والقبض على أحد المتهمين وتصفية 15 آخرين في مواجهات مع الأمن وفضح تورط عناصر الجماعة الإرهابية في تركيا والسودان في هذه الجريمة النكراء.
وثاني نكبات الإخوان وقعت في السودان عندما نجح المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير في توقيع الوثيقة الدستورية، ما أغلق الباب أمام التدخلات القطرية من خلال شباب جماعة الإخوان في السودان لتأجيج الشارع السوداني وتهيئة الظروف للقفز على السلطة.
أما ثالث نكبات الإخوان فتمثلت في نجاح سلاح الجو بالجيش الوطني الليبي في استهداف طائرة شحن تركية "إل. يوشن 76" وعلى متنها أسلحة وذخائر قيمتها 900 مليون دولار وتدميرها في مطار الكلية الجوية في مصراتة الذي تسيطر عليه الميليشيات الإرهابية، الأمر الذي أجهض مساعي الجماعة الإرهابية في تغيير موازين القوى العسكرية لصالح الميليشيات الإرهابية المسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، وأصبحت الميليشيات في موقف هش عسكريا وعلى وشك السقوط في أي لحظة يشن الجيش الوطني الليبي هجومه الأخير على قلب العاصمة الليبية طرابلس ولم يعد متاحًا أن يتم وصول إمدادات عسكرية للميليشيات جوا أو بحرًا أو برًا في ظل حدوث قواعد جديدة في الاشتباك بين الجيش الوطني والليبي والميليشيات وهذه القواعد تتمثل في استهداف الإمدادات من أسلحة وذخائر قبل وصولها إلى جبهات القتال.
في سياق آخر أظهرت قواعد حركة النهضة الإخوانية على وشك الانتحار السياسي وهو الأمر الذي أراد راشد الغنوشي رئيس الحركة أن يتفاداه لكن في ظل تمرد شباب الحركة الإخوان على الغنوشي تم ترشيح الإخواني عبد الفتاح مورو نائب رئيس مجلس النواب التونسي وتخلت الحركة عن حليفها منصف المرزوقي الذي ظل طوال 4 سنوات يتزلف وينافق حركة النهضة على أمل تدعمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وعندما تخلت عنه حركة النهضة حصل على تزكية 10 نواب من أعضاء البرلمان التونسي منضويًا تحت ما يسمى حزب حراك تونس وفي الواجهة إنه يحظى بدعم تركي- قطري لكن هذه الدعم ما هو إلا هراء حيث تعمل تركيا وقطر على الدفع بأكثر من مرشح في الانتخابات الرئاسية حتى تتفتت أصوات القوى المدنية ويدخل عبد الفتاح مورو جولة الإعادة بكل سهولة، وكان عدد المرشحين قد وصل إلى 63مرشحًا جميعهم من القوى المدنية باستثناء عبد الفتاح مورو من التيار المتأسلم.
قد ينجح مورو بسهولة في الجولة الأولى في ظل كل هذا الكم من المرشحين لكن سيصطدم بتكتل القوى المدنية في جولة الإعادة ونجاح أي مرشح مدني يدخل منافسًا لمورو في جولة الإعادة وحتى لو حدث سيناريو جماعة الإخوان في مصر بنجاح الرئيس المعزول محمد مرسي وفاز مرشح الحركة في تونس فإن أيامًا عصيبة ستواجه حركة النهضة في حكم تونس، هو ما حاول الغنوشي أن يتفاداه، فالدولة التونسية مكبلة بالديون وسوف تحرم من المساعدات والاستثمارات الخليجية.. والاقتصادان التركي والقطري منهكان ولا يستطيعان مساعدة تونس في مواجهة أزماتها الاقتصادية.



