"العقادة" بمحلة مرحوم.. مهنة تتعرض للانقراض بسبب الغزو الصيني
المهنة تواجه تحديات كثيرة أرهقتها وكان من نتائجها إغلاق قرابة 1200 ورشة داخل القرية
في قرية "محلة مرحوم" بمحافظة الغربية لا يعرف شبابها معنى كلمة بطالة، فكثير من السيدات والرجال ممن قد لا يجدون عملًا، يهتمون بالعمل في مهنة "العقادة" التي تتضمن صناعة المشغولات الزخرفية وإكسسوارات الستائر.
لكن في الفترة الأخيرة واجه شباب القرية مشكلة بسبب تراجع طلبات العمل، والسبب أن هذه المهنة مهددة بالانقراض التام بعد غزو المنتجات الصينية للأسواق المصرية.
ويواجه العاملون في هذه المهنة حاليًا تحديات كثيرة أرهقتها وكان من نتائجها إغلاق قرابة 1200 ورشة داخل القرية.
"بوابة روزاليوسف" انتقلت لقرية محلة مرحوم التي تبعد عشرات الأمتار عن مدينة طنطا والتقت عددا من أصحاب الورش.
يقول «محمد الدسوقي»، صاحب ورشة: مهنة "العقادة" موروثة عن جدي ووالدي ومنذ صغري وأنا أعمل بها ولا أعرف أي مهنة غيرها، مشيرا إلى أن العقادة كلها فن وإبداع وغاية في الصعوبة، نظرا لذلك أطلق عليها اسم عقادة، وقديمًا كانت تسمى «ألنشا لصناعة قماش الكستور»، وتم تطويرها لصناعة الشرائط ومستلزمات الستائر والإكسسوارات والمشغولات الزخرفية.
ويضيف «الدسوقي»: في هذه المهنة تعتمد الصناعة على الأسلوب اليدوس «النول»، لإنتاج «الشرائط» و«الفرنشات»، وهي مشغولات تزخرف بها الملابس والأثاث والستائر المنزلية، عن طريق «عقد وبرم وتدكيك ونسج» خيوط الحرير أو القطن.
ويوضح «أحمد عبد الباسط»، صاحب ورشة، أنه يوجد نوعان من مهنة العقادة: «البلدية»، وهذا النوع يختص بعمل شرائط وفرنشات الملابس خاصة الجلباب، والنوع الثاني «الإفرنجية»، ويختص بعمل شرائط وفرنشات تزخرف بها المفروشات والستائر والأثاث، وجميع الديكورات المنزلية.
وعن مراحل الإنتاج يقول: إن هناك 3 مراحل: الأولى يتم خلالها نسج وعقد وبرم خيوط الحرير أو القطن على نول يدوي، يقوم به عمال، لإنتاج الشرائط والفرنشات، والثانية يقوم فيها نساء القرية بتركيب الإكسسوارات والفصوص على تلك الشرائط والفرنشات، وفي المرحلة الثالثة يتم تعبئة وتغليف المنتجات لتكون جاهزة للبيع.
ويؤكد «عبد الباسط» أن العقادة بدأت مؤخرًا تواجه تحديات تهدد بانقراضها، بسبب أن المنتجات الصينية غزت الأسواق، حتى أصاب المهنة الركود، وبدأ أبناؤها التفكير في تركها، مطالبًا الحكومة بالعمل على إنقاذ مهنة «العقادة»، قائلًا: "أقفل لي باب الاستيراد، وأنا مستعد لتعيين العمال بعقود ثابتة".
أشار إلى أنهم كأصحاب مصانع أقاموا دعوى قضائية ضد الصين، عن طريق وزارة الصناعة، تحت بند «الإغراق»، بموجب اتفاقية التبادل التجاري بين مصر والصين، لافتًا إلى أنه لم يبت في الدعوى حتى الآن، رغم رفعها منذ سنتين.
ويضيف: «رغم التقدم التكنولوجي واستخدام الآلات الحديثة في مختلف المجالات، لكن العمل اليدوي له رواده، الذين يطلبونه على مدار السنوات، خاصة في مهنة العقادة»، معبرًا عن حزنه واستيائه بسبب أن «المهنة تتعرض للانقراض»، وأن العاملين بالمهنة أصبحوا غير قادرين على مواجهة المنتج الصيني، الذي يغزو الأسواق بأسعار أقل بكثير من منتجاتهم، وأصبح هو المنتج الأول بفعل الظروف الاقتصادية التي يعاني منها المواطن المصري.



