سراديب الإنجليز السرية أسفل "سكة حديد رمسيس" تتحول إلى مشروعات استثمارية
قام بالجولة - سامى عبد الرحمن
آلاف السراديب أسفل المحطة متصلة بسجن الخليفة بالقلعة وكوبري إمبابة
سجن وإعدام مئات المصريين على يد الإنجليز أسفل المحطة.. والهيئة تنقل رفاتهم لاستثمار المساحة الشاسعة
السكة الحديد تقوم بالحقن الإسمنتي للغرف لعدم تأثرها بحركة القطارات
الملايين من المصريين يقصدون محطة السكة الحديد برمسيس كل لحظة على مدار اليوم ليتوجهوا بالقطارات من القاهرة إلى المحافظات سواء في الوجه البحري أو القبلي.
ولا يعلم المصريون عن محطة مصر بمنطقة رمسيس سوى أنها مبنى به عدد كبير من الأرصفة يقصده نحو 2 مليون راكب يوميا ليستقلوا القطارات إلى كل محافظات الجمهورية بجانب وجود المكاتب الإدارية للعاملين بهيئة السكة الحديد وعدد من الكافتيريات والمحال التجارية بالمبنى.
لكن على بعد خطوات من المدخل الرئيسي لمحطة مصر تجد بابًا حديديًا لم يتجاوز طوله المتر يأخذك إلى عالم آخر مليء بالسراديب المخيفة، والتي كانت تستخدم "سجون" أيام الاحتلال الإنجليزي لمصر، وملحق بها عدة غرف لتنفيذ أحكام الإعدام ضد المسجونين.. وزنازين متراصة بجوار بعضها البعض بكامل مساحة المحطة بأرصفتها وملحقاتها.
ونعلم أن السكة الحديد أنشئت عام 1851 لتكون من أقدم الخطوط في العالم بعد شبكة السكة الحديد في بريطانيا، وجاء إنشاؤها على يد الاستعمار الإنجليزي، لنقل جنود الاحتلال بطول البلاد وعرضها، ونقل القطن إلى المحالج المصرية ثم إلى الموانئ تمهيدًا لنقله إلى مصانع النسيج في إنجلترا، واستمر الاستعمار لأكثر من 70 عامًا "1882– 1956م".
"بوابة روزاليوسف" قامت بجولة داخل هذه السراديب، واكتشفنا مئات الغرف ذات الارتفاعات المنخفضة والضوء الخافت، وهي أشبه ببيت الأشباح، ما جعل هيئة السكة الحديد تفكر في تطوير هذه المساحة الكبيرة والاستفادة منها، وقامت قبل أيام بالانتهاء من الحقن الخرساني لكامل المساحة من الداخل حتى لا تتأثر بحركة القطارات.
واستمرت جولتنا داخل هذه السراديب لنعرف ماذا كانت تحويه هذه الحقبة التاريخية.
أكد مصدر مسؤول بهيئة السكة الحديد أن هذه المساحة كبيرة جدا وتبدأ من محطة مصر برمسيس، وكانت تصل حتى السجن العمومي في الخليفة بمنطقة القلعة والناحية الأخرى بكوبري إمبابة قرب أركاديا.
وقال المسؤول إنه حتى وقت قريب كان يتم إخلاء الغرف من رفات من قام بتنفيذ حكم الإعدام ودفنوا في هذه السجون أسفل محطة مصر، لاستثمار هذه المساحة الكبيرة.
وكانت السكة الحديد تستخدم هذه السجون في تخزين "الطرود" التي كانت تنقل بالقطارات من القاهرة إلى كافة محافظات الجمهورية والعكس، وهناك مصعد كانت هذه الطرود تنقل من أسفل المحطة إلى أرصفة 1 و3 و4، ثم يتم نقلها إلى باقي الأرصفة وعلى حسب سفر هذه الطرود سواء الصعيد أو الوجه البحري.. لكن مع انخفاض استخدام قطارات السكك الحديد في نقل الطرود ظلت هذه المساحة الشاسعة مغلقة سنوات طويلة إلا أنه بين الحين والآخر كانت تستخدمها إدارة شرطة النقل والمواصلات كاستراحات لأفرادها للمبيت.. لكن في الفترة الأخيرة تريد السكة الحديد في استغلال هذه المساحة الشاسعة أسفل محطة مصر برمسيس سواء بمساحات تخزينية لبعض قطاعات الهيئة أو طرح هذه المساحات أمام المستثمرين لتأجيرها واستثمار كموارد للهيئة تدر دخلا ثابتا سنويًا.



