عاجل
الأحد 9 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مؤتمر دولي يحذر من تهديد "الإسلام السياسي" للمنطقة العربية

مؤتمر دولي يحذر من تهديد "الإسلام السياسي" للمنطقة العربية
مؤتمر دولي يحذر من تهديد "الإسلام السياسي" للمنطقة العربية

كتب - بوابة روز اليوسف

3 قضايا تناقشها جلسات مؤتمر "مصر وشرق أوسط متغير"، الذي عقده المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع معهد الشرق الأوسط في واشنطن، وهي "التحولات الجيوسياسية والاستراتيجية في الشرق الأوسط" و"مسار الصراعات الإقليمية والتهديدات الناشئة"، و"مصر في إقليم متغير".



قال الدكتور خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، خلال افتتاحه للمؤتمر: إن إقليم الشرق الأوسط يمر بمرحلة دقيقة وخطيرة ويشهد أنماطا مختلفة وغير تقليدية من التهديدات والتفاعلات الجيوسياسية والاستراتيجية، سواء على مستوى وحدات الإقليم، أو علاقاته الإقليمية، أو في علاقة الإقليم بالقوى الخارجية".

تداعيات الربيع العربي

وأشار "عكاشة" إلى التعقيدات التي تمر بها المنطقة، قائلًا "إلى جانب استمرار ظاهرة الدولة المنهارة والمأزومة، والتي تكرست كجزء من تداعيات ما عُرف بالربيع العربي، والصعوبات العديدة التي ما زالت تواجه مشروعات التسوية السياسية في هذه الدول وإعادة وضعها على مسار الدول الطبيعية، فإن تداعيات وتكاليف هذه الظاهرة لم تعد تقف عند الحدود السياسية لهذه الدول، ولا يزال هناك فاعلون إقليميون يسعون للحفاظ على هذه الحالة بل وتعميقها."

انتهاء "داعش"

وأوضح مدير المركز المصري للفكر، أن ظاهرة الإرهاب تمر أيضا بمنعطفات جديدة، فرغم هزيمة "دولة" داعش، لكن "لا يمكن بأي حال من الأحوال الادعاء بانتهاء داعش كتنظيم أو كأيديولوجيا، وهناك مؤشرات عديدة تؤكد محاولة التنظيم التأقلم مع مرحلة ما بعد "الدولة"، من خلال بناء استراتيجية جديدة، تضمن له البقاء، من ناحية، وتحقيق المزيد من الانتشار على حدود الإقليم، من ناحية أخرى، على نحو يفتح المجال أمام سيناريوهات مختلفة وخطيرة لمرحلة ما بعد "دولة داعش"، من بينها زيادة حالة التماهي والتنسيق بين التنظيمات الإرهابية الكبرى في الإقليم، أو بين التنظيمات الكبرى والتنظيمات الإرهابية المحلية."

 وكشف "عكاشة"، عن أنه قد ضاعف من خطورة واستقرار مصادر التهديد بالإقليم سياسات بعض القوى الإقليمية، التي تلعب دورًا معلنًا في توسيع حجم التفاعلات الصراعية بالإقليم من خلال أدوات عدة، أبرزها الاستثمار -السياسي والمالي والإعلامي- لهذه القوى في الوكلاء المحليين من الفاعلين المسلحين من غير الدول، استنادًا إلى ارتباطات طائفية وأيديولوجية."

تحالف عربي بين مصر والسعودية

ومن جانبه قال بول سالم رئيس معهد الشرق الأوسط: إن المنطقة تعاني من البحث عن حلول من خارجها أو اعتمادًا على إسرائيل وإيران في حسم الصراعات في المنطقة، مشيرًا إلى ضرورة وجود تحالف عربي بين مصر والسعودية على وجه الخصوص من أجل وحسم الانقسام العربي الداخلي ودون الاعتماد على الولايات المتحدة.

 وأشار "سالم" إلى أن تركيا لاعب سياسي، لكنها تمثل اشكالية حيث إن العلاقات المتوترة معها تعمق من كثير من المشكلات.

 وأكد "سالم" أن استقرار المنطقة لابد أن يشمل وجود إيران وتركيا وإسرائيل، لافتًا إلى أن الموقف الحالي في المنطقة يتطلب تعاملًا مختلفًا وعلي وجه الخصوص سياسيا واقتصاديًا واجتماعيًا.

من حانبه قال الدكتور عبدالمنعم سعيد المستشار الأكاديمي للمركز المصري: إنه بعد عقد من ثورات الربيع العربي ظهرت الدولة الفاشلة والمفككة وهناك الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين اليوم مما جعل التركيز أقل على الصراع العربي-الإسرائيلي، فيما صار للقوي الإقليمية تركيا وإيران وإسرائيل تدخلات "سلبية" في المنطقة، وأشار الدكتور سعيد إلي أن العقد الأخير شهد تغيرًا هيكليًا كبيرًا مع الظهور القوي لقوي الإسلام الراديكالي، إلا أن تلك القوي لم يعد بإمكانها الوصول إلي السلطة، لسببين الأول هو ثورة ٣٠ يونيو في مصر وتراجع دور تلك التنظيمات في مصر والمنطقة، والثاني هو استعادة الدولة الوطنية في دول مثل العراق وسوريا.

تغير منظور الولايات المتحدة للشرق الأوسط

وأشار جيرالد فيرستين،  الخبير بمعد الشرق الأوسط في واشنطن، إلى الموضوعات المرتبطة بالتغيرات العولمية في المنطقة، قائلًا: "عندما تنظر للتغيرات الجغرافية السياسية في المنطقة، يجب أن ترى أن منظور الولايات المتحدة الامريكية للشرق الاوسط تغير، وأن هذه المشكلة التي جاءت عن طريق الشعور، أنه لا يمكن الاعتماد على أمريكا كلاعب أساسي في هذه المنطقة، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذا رأيت إلى 2003 وغزو العراق وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية كشيء مهم جدًا للسياسة الخارجية الامريكية، لان الغزو فتح الباب لتقديم الديمقراطية في المنطقة، وإعادة تشكيل الشرق الاوسط في تخيلنا، والذى كان مصدر رعب لنا، هذا التخيل سقط وأخفق، وأمريكا في 18 عامًا كانت في تدخل عسكري في أفغانسان، والعراق، وكان هناك شعور ولد بعد ردود الافعال في المنطقة، وهى أمور تحدث عنها أوباما بأن هناك شعورًا بالجهاد لدى الأمريكيين".

وأضاف "في الأيام السابقة رأينا قدرة أمريكا على انتشار بعض قواتها، وترامب أمن المصادر الطبيعية والقدرة على تصدير النفط، لكن في واقع الامر هناك اهتمام للاستجابة لهذه الادارة من ناحية أنه إذا كان ترامب يريد الانسحاب، لكن هذا المنظور بأن الانسحاب الكامل من المنطقة، هناك السعودية والامارات، وإذا لم تلعب أمريكا هذا الدور مرة أخرى عليهم اتخاذ المسؤوليات بأنفسهم، في اليمن نجد إحساسًا أمريكيًا خاصة بين العامة أن التأكيد على الحل السياسي للصراع، وحل داخلي والتأكيد أن الدفاع الرئيسي والمشترك في الصراع اليمنى هو الصراع السعودي الإيراني، وفى واقع الامر أن السعودية لن تستجيب لضغوط أمريكا وستستمر لما يعتبرونه أمرًا أمنيًا ومهمًا جدًا لهم".

وتحدث الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عن أهم التغيرات الاستراتيجية التي شهدتها منطقة الشرق الاسط في المرحلة الأخيرة وموقف مصر منها، وتراجع الاهتمام الأمريكي بمنطقة الشرق الأوسط، وريادة دور القوى الاقليمية كبديل للدور الأمريكي، وتراجع الاهتمام بالصراع العربي الإسرائيلي وزيادة الاهتمام بإيران، وزيادة أهمية مناطق جغرافية أخرى مثل شرق البحر المتوسط والبحر الاحمر كمناطق أصبحت مصدرًا للصراع، من ناحية ومصدرًا أيضًا للتعاون بين الدول المختلفة.

وقال كمال: إن مصر تتعامل بحرص شديد مع هذه التغيرات الإقليمية، وترفض التورط العسكري في أي من النزاعات الموجودة في المنطقة، وتتبنى الحل السلمى القائم على استعادة الدولة ومؤسساتها المختلفة كأساس لحل عدد من الصراعات مثل سوريا وليبيا واليمن، مؤكدًا أن مصر تسعى لعمل تحالفات وتعاون مع عدد من الدول العربية الشقيقة من أجل حل هذه الصراعات، وأن هناك اهتمامًا مصريًا  كبيرًا بشرق المتوسط والتعاون من أجل تطوير الغاز من أجل شعوب المنطقة، وقال إن مصر أيضا تشجع أن تكون هناك مبادرات من القوى الكبرى، مثل أمريكا وروسيا للمساهمة في حل نزاعات المنطقة، وعدم ترك النزاعات فقط للقوى الإقليمية ذات المصالح التي تتعارض مع مصالح جموع جدول المنطقة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز