السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تحية عسكرية من العدو لجثمان الشهيد.. وهكذا يفعل الرجال

تحية عسكرية من العدو
تحية عسكرية من العدو لجثمان الشهيد.. وهكذا يفعل الرجال
كتب - عادل عبدالمحسن

قبل اندلاع حرب 6 أكتوبر 73 مر الشهيد عاطف السادات على زملائه الطيارين يوصيهم بترديد الآيه الكريمة: "وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى".  

وشارك الشهيد في الضربة الجوية، فكان أول طيار شهيد في حرب العزة والكرامة السادس من أكتوبر،  عاطف السادات شقيق الشهيد أنور السادات رئيس الجمهورية، هكذا العسكرية المصرية قادتها لا يبخلون على الوطن بأعز ما يملكون، النفس والأخ وفلذة الكبد.

كان يستطيع الرئيس السادات ألا يجعل شقيقه يشارك في الحرب لكنها العسكرية المصرية، تضحي فى صمت من أجل الوطن وهكذا يفعل الرجال.

ومع روائح نصر أكتوبر نستعيد واقعة استشهاد الطيار عاطف السادات، حتى تعرف الأجيال المتعاقبة تضحيات أنبل من أنجبت مصر.

وكما يقول المثل: "الحق ما يشهد به الأعداء ."

نقص واقعة استشهاد الطيار عاطف السادات، على لسان شاهد العيان آيرون شتاين، وهو جندي إسرائيلي خدم في مطار المليز فى سيناء، خلال اندلاع الحرب ويعمل حالياً طبيبا بمستشفى جامعة «جورج تاون» بالولايات المتحدة الأمريكية، ويروي تفاصيل  الواقعة قائلاً: كان عمري وقت الحرب عشرين عاما، وكنت مجندا بالقوات الجوية الإسرائيلية بمطار المليز في سيناء.. وفي هذا اليوم كان أغلب الضباط والجنود في إجازة عيد الغفران، ولم يكن بالمطار إلا حوالي 20 فردا.

وفي الثانية والربع ظهرا فوجئنا بطائرتين من طراز "سوخوي" و"ميج" تهاجمان المطار، قام الطيار الأول بمهاجمة الممرات وحظائر الطائرات ودمرها تماما.

أما الطيار الثانى "ويقصد الشهيد عاطف السادات" فأخذ يهاجم صواريخ الدفاع الجوي في المطار، وكانت من طراز "سكاي هوك" وهي المسؤولة عن حماية المطار.

وانسحب  الطيار الأول بعد أن أدى مهمته بنجاح، أما الطيار  الثاني فقد استمر في مهاجمة الصواريخ في دورته الثانية.

 ولكوننا مدربين على أكثر من طراز من الأسلحة، أطلقت أنا وزميلى النار من مدفع مضاد للطائرات، إلا أن هذا الطيار فاجأنا بمواجهتنا بطائرته وإطلاق الرصاص من مدفعه بقدرة مدهشة على المناورة، فأصاب زميلي بإصابات بالغة بعد أن فشلنا فى إسقاطه، إلا أن زميلا آخر لنا نجح في إصابته بصاروخ محمول على الكتف في دورته الثالثة، بعد أن دمر وشل المطار تماما.

ويقول «شتاين» في روايته، إنهم كجنود لم يكونوا على علم وقتها باندلاع الحرب، وكانت صدمتهم قوية عندما علموا أن قائد تلك الطائرة هو نفسه شقيق رئيس مصر.

وأضاف : شعرنا لحظتها بمشاعر مختلفة وتخوفنا من انتقام مصر لمقتل شقيق الرئيس، خاصة في ظل حالة الارتباك التى أصابت القيادة الإسرائيلية وقتها.

وتابع: أذكر أنه عندما حضر الصليب الأحمر لاستلام جثمانه الذى كان قد احترق داخل الطائرة قمنا بتأدية التحية العسكرية له احتراما لشجاعته.

 

تم نسخ الرابط