السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

رسالة بكين إلى العالم عبر معرض شانغهاي

رسالة بكين إلى العالم
رسالة بكين إلى العالم عبر معرض شانغهاي
كتبت - هدى المصرى

لعل أبرز ما علق في الأذهان خلال  مراسم افتتاح معرض الصين الدولي الثاني للواردات الكلمة العامة التي ألقاها الرئيس الصيني شي جين بينج أمام رؤساء الدول و الحكومات والبرلمانات والمنظمات و المؤسسات العالمية و التي تظهر بوضوح عزم بكين وتصميمها على الانفتاح و تعزيز تيار العولمة الذي شبهه شي بأنه مثل النهر المتدفق الذي لا يقدر أحد على وقف جريانه ، مثل اليانجتسي في الصين والدانوب في أوروبا والأمازون في أمريكا اللاتينية .

فكلمة الرئيس الصيني  التي رأي فيها كثيرون  أهمية تتجاوز بكثير المناسبة نفسها ( إفتتاح الدورة الثانية من معرض الصين الدولي للإستيراد) تضمنت إقتراح شي بان تعمل بلاده مع العالم على بناء الاقتصاد العالمي من خلال التعاون المشترك، وبواسطة التجديد التكنولوجي والابتكار، وبفتح الأبواب علي اتساعها أمام ثورة المعرفة البشرية.

وتعهده بأن تستمر الصين في فتح أبوابها للعالم، في كل مجالات التجارة والاستثمار والتبادل العلمي والتكنولوجي، والتعاون في مجالات إقامة وتطوير بنية اساسية قوية للتعاون عبر العالم.

و تأكيده علي ان المستقبل الأفضل للبشرية سيتحقق من خلال التعاون المشترك وليس من خلال إعلاء المصالح القومية الأنانية فوق المصالح المشتركة للعالم.

وبإن التعاون مسألة حتمية، لأن المشاكل التي يواجهه العالم حاليا أكبر بكثير من أن تتغلب عليها دولة واحدة بمفردها.

 

 

في هذا السياق يذهب خبراء الإقتصاد الي ان الرئيس الصيني شي جينبينج من خلال كلمته رسم ملامح رؤية متكاملة لعلاقة الصين بالعالم ، محددا أهداف الاستراتيجية التي يتبناها الحزب الشيوعي الصيني، لبناء الصين في تعاون وتناسق مع بناء عالم يقوم على أسس التعاون والرخاء المشترك بدون أنانية أو استحواذ ، مؤكدين علي إن المبادئ التي طرحها شي تمثل خطوطا دقيقة لرؤية عالمية صائبة، تؤهل الصين لقيادة العالم في القرن الواحد والعشرين.

من هذه النقطة بالتحديد نستنتج إن معرض الصين الدولي للاستيراد ليس مجرد معرض عادي، لكنه بمثابة إعلان لسياسة الصين وتوجهاتها بفتح أسواقها، فالمعرض الذي يمثل كذلك قرار رئيسي لدفع جولة جديدة من الانفتاح رفيع المستوى. لا يضم منتجات من جميع أنحاء العالم فحسب، بل يعرض في الوقت نفسه تكنولوجيات وخدمات جديدة. ليكون لدى الشركات الصينية المزيد من الفرص للوصول إلى التقنيات والمفاهيم الدولية المتقدمة، وإدخال معدات وخدمات جديدة من خلال المزيد من القنوات لتعزيز تنميتها وتطورها الصناعي.

وبذلك تكون رسالة بكين  إلي العالم عبر معرض الصين الدولي للاستيراد هي: بأنها لن تتوقف عن تعزيز الإصلاح والانفتاح والتنمية.

فالصين تشارك الفرص مع العالم بتعداد سكان يصل إلى حوالي 1.4 مليار نسمة، يضم أكبر وأسرع شريحة ارتفاعا للدخل من أصحاب الدخول المتوسطة في العالم، وقد جذبت إمكانات نمو الاستهلاك في الصين الكثير من الاهتمام. وفقا للتقرير الصادر عن معهد ماكينزي الدولي، فالصين تعد أكبر سوق في العالم للعديد من المنتجات مثل السيارات والكحول والهواتف المحمولة، ويشكل استهلاكها حوالي 30% من الاستهلاك العالمي.
هذا في الوقت الذي يفقد الغرب قدرته على صناعة الذوق العالمي للاستهلاك، الذي ظل يدر عليه أرباحا طائلة،  فان الميزان يتجه بثبات نحو الصين التي باتت بمنتجاتها و ضخامة حجم المستهلكين لديها القادرة علي توجيه الذوق العام للاستهلاك و ميول الشباب  وحتى أسلوي الحياة.

 فهناك  750 مليون آسيوي ضمن الطبقة الوسطى بحلول 2025, يعني أن تحريك الطلب سوف ينطلق من آسيا... والذوق العالمي للاستهلاك، يتم تصميم خطوطه لارضاء الأسيويين، رويدا رويدا يفقد الغرب الهيمنة ، لتتحقق نبؤة كارل جيرث، الأستاذ في جامعة أكسفورد ومؤلف كتاب " العالم علي خطي الصين" أو ''حيثما تذهب الصين يذهب العالم: كيف يغير المستهلكون الصينيون كل شيء وهو يقول في هذا الصدد: ''إن الصين هي السوق التي تتدافع كل تلك الشركات متعددة الجنسيات لتصبح الأفضل فيها، وهي تنقل البحث والتطوير بأكبر سرعة ممكنة، ليس فقط لأنها أرخص، بل بشكل متزايد لأنها تريد أن تكون موجودة حيث يوجد معظم مستهلكيها المهمين. و من المتوقع ان تكون عولمة أكبر للمنتجات، في أماكن مثل الصين والهند هي التي تتخذ القرارات بدلا من الولايات المتحدة.

 

تم نسخ الرابط