جيران قاتل والدته بالدقهلية يروون كواليس "الحادث"
الدقهلية - مي الكناني
مع دقات السادسة صباح اليوم الخميس، وبينما يستعد "أحمد" صاحب الـ 25 عامًا للخروج باحثًا عن لقمة عيش تعينه على مصاعب الحياة، وكعادته ذهب لتوديع والدته وطلب دعائها، لكنه فوجئ بها مسجاة على الأرض غارقة في دمائها.
على بعد أمتار من مدخل قرية كوم النور التابعة لمركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، استيقظ الأهالي على صوت صراخ قادم من منزل الأبلة "نادية"، مُعلمة العلوم بمدرسة أبو بكر الصديق الإعدادية للبنات، السيدة المثابرة التي أفنت حياتها في تربية ابنيها التوأم "محمد وأحمد"، بعد وفاة زوجها في الأراضي الليبية.
الصراخ يتعالى ويصدع في أرجاء القرية، والجميع يهرول نحو المنزل لمعرفة السبب، وكل ما يدور في أذهانهم أن "محمد" يحاول الانتحار مثلما فعل من قبل، لكن المفاجأة أنهم عثروا على الأم مذبوحة من رقبتها، وبجوارها نجلها يقطع جسدها دون وعي في مشهد قاسٍ لم يتوقعه الجيران.
البداية كانت ببلاغ تلقاه اللواء فاضل عمار، مدير أمن الدقهلية، من اللواء سيد سلطان، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ من أحمد ع. أ. بالعثور على جثة والدته نادية محمد فهمي 55 سنة - مدرسة علوم، مذبوحة من الرقبة ومهشمة الرأس ومقطوع كف يدها اليمنى، واتهم شقيقه محمد بارتكاب الواقعة.
"محمد" شاب يعاني مرضًا نفسيًا منذ فترة طويلة، وحاولت والدته وشقيقه علاجه أملًا في أن يعود لحياته بشكل طبيعي، لكن الحالة كانت تنحدر من سيئ لأسوء، وحسب أهالي القرية، فإنه أقدم على الانتحار أكثر من مرة، حيث ألقى بنفسه من أعلى كوبري زفتى بمدينة ميت غمر، وأنقذه مجموعة من الصيادين، كما حاول إلقاء نفسه من أعلى منزله، واستغاثت الأم بالجيران وتمكنوا من إنقاذه.
تلك العلامات كانت مؤشرًا للأم بضرورة إدخال نجلها مصحة نفسية، وهو ما نصحها به جيرانها مرارًا وتكرارًا، لكنها كانت ترفض، "قلبها مكنش مطاوعها تبعده عنها، وكانت بتخاف عليه من الهوا"، حسبما أكد الجيران.
كما أوضح أهالي القرية أن أفراد الأسرة من حفظة القرآن الكريم، والمتهم حسن السمعة وطيب الخلق، لكنه تعرض لأزمة نفسية منذ صغره أثرت على حالته واتزانه النفسي، ومؤخرًا أخبرت الأم إحدى صديقتها استشعارها تطور حالته، ما دفعها لإخفاء كافة الأدوات الحادة من المنزل خوفًا عليه.
وحسب مصدر أمني، فإن شجار شب بين الأم والمتهم قبل الحادث بدقائق، وانهال عليها بالضرب مستخدمًا "أجنه" حتى هشّم رأسها، ثم استل سكينًا وذبحها من رقبتها، وقطع كف يدها اليمنى.
وما أن حضر الجيران للمنزل، وجدوا المتهم يجلس بجوار الجثة ممسكًا سكينًا ويقطع يدها، ولم يتأثر بوجودهم أو يلتفت لهم، حتى أبلغوا قوات الشرطة وألقي القبض عليه، وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيقات.



