الإفتاء: أصدرنا 1.1 مليون فتوى و150 تقريرًا للرد على المتطرفين في 2019
أكدت دار الإفتاء المصرية أنها لم تكن غائبة يوما ما عن كل ما يواجه المجتمع من قضايا دينية واجتماعية وثقافية واقتصادية، مثلما لم تكن غائبة عن مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب، وأصدرت العديد من الفتاوى وعقدت العديد من الندوات والمؤتمرات لبيان صحيح الدين، كما نظمت عدة دورات تثقيفية للنهوض بالأسرة.
جاء ذلك في تقرير لدار الإفتاء اليوم الخميس عما قدمته على مدار العام 2019، يضم أبرز جهودها على كافة المستويات بدءًا من تصحيح مسار الإفتاء ومواجهة فوضى الفتاوى بتوفير الخدمات الإفتائية بوسائل مختلفة ومتعددة، ومواجهتها لجماعات التطرف والإرهاب والإسلاموفوبيا عبر مراصدها المختلفة، وتدريب المفتين وتأهيلهم، فضلًا عن دورها المجتمعي في حماية الأسرة المصرية عبر برامج تأهيل المقبلين على الزواج ووحدة الإرشاد الأسري بالدار.
كما استعرضت الدار في كشف حسابها ما حققته من ريادة دينية وإفتائية على المستوى الدولي من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والتشبيك بين المؤسسات الإفتائية والمشروعات التي أطلقتها الأمانة ونفذتها خلال العام 2019.
وقد شهد العام 2019 إقبالًا كبيرًا من طالبي الفتوى على دار الإفتاء المصرية حيث بلغ عدد الفتاوى التي أصدرتها الدار خلال العام مليون ومائة ألف فتوى من إدارات الدار المختلفة ما بين شفوية ومكتوبة وهاتفية وإلكترونية وكذلك خدمة البث المباشر على صفحة الدار الرسمية على فيس بوك والتي شهدت تطورًا كبيرًا خلال العام.
كما شهد العام 2019 نشاطًا مكثفًا لمراصد دار الإفتاء المصرية على رأسها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة الذي أصدر ما يزيد على 150 تقريرًا للرد على الأفكار المتطرفة، و243 بيانًا حول التطرف والإرهاب، بالإضافة إلى موسوعة علمية للإرهاب والتطرف والإسلاموفوبيا.
أما مرصد الإسلاموفوبيا فأصدر خلال العام 2019 ما يزيد على 56 تقريرًا، كما عمل المرصد على إصدار دليل الأئمة لمواجهة الإسلاموفوبيا" دليل لطرق مواجهة الإسلاموفوبيا كم تم تدعيمه بملف باوربوينت، وكذلك دليل موجه إلى الأئمة لمكافحة الإسلاموفوبيا.
كما أصدر مرصد الإسلاموفوبيا موسوعة علمية تضم كافة التنظيمات والحركات والأحزاب اليمينية في الدول الغربية ومقولاتهم وادعاءاتهم.
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي لدار الإفتاء المصرية تطورًا كبيرًا من حيث المحتوى وازدياد عدد المتابعين، كما كثفت الدار من عدد ساعات البث المباشر على صفحاتها بمعدل ساعة يومية.
وتمتلك الدار 16 صفحة رسمية على الفيس بوك بأكثر من لغة وحسابين على تويتر وحسابًا على إنستجرام ويوتيوب وقناة تليجرام وساوند كلاود تبث من خلالها أنشطة مختلفة تعرض تفنيد الفكر المتطرف والرد الصحيح عليه.
وقد بلغ عدد متابعي صفحة الدار على الفيس بوك حوالي 8 ملايين و600 ألف متابع، كما وصلت قناة اليوتيوب إلى 43 ألف مشترك بعدد فيديوهات 3500 فيديو، بينما أصبح حساب تويتر له 166 ألف متابع، وقناة تليجرام 9200 مشترك، وحساب إنستجرام 285 ألف مشترك. وقد استغلت الدار وسائل التكنولوجيا المختلفة للوصول للمواطنين كافة بكل الطرق والأشكال، حتى تيسر عليهم معرفة الفتاوى الخاصة بدينهم، لعدم ترك فراغ تدخل منه الجماعات المتطرفة بأفكارها المسمومة وآرائها المتطرفة، لأجل المواجهة الفكرية لجماعات الظلام والفكر المنحرف.
وفي مجال التدريب والتأهيل الإفتائي قامت إدارة التدريب بدار الإفتاء بعقد عدد من البرامج المهمة خلال 2019، حيث نفذت الدار عدة برامج تدريبية منها: برنامج منهجية الإفتاء للعلماء المسلمين بأفريقيا أبريل 2019، ويهدف البرنامج بشكل أساسي إلى التعريف بمنهجية الإفتاء وأهم المعارف اللازمة لها، وصولًا للتمييز بين الإفتاء الصحيح وغير الصحيح، وقد حضره 25 من الأئمة بأفريقيا من دول: أثيوبيا، كينيا، تنزانيا، أوغندا، تشاد، الكاميرون، أفريقيا الوسطى، جنوب أفريقيا، كوت ديفوار، النيجر، بوركينا فاسو، غينيا بيساو غينيا كوناكري، توجو، السنغال، غانا، بنين، وبرنامج تدريب الطلاب التايلانديين على (تفكيك الفكر المتطرف) في يوليو 2018 بالتعاون مع سفارة تايلاند بالقاهرة حيث تم تدريب 100 طالب من طلاب دولة تايلاند على كيفية تفكيك الأفكار المتطرفة.
كما تضمنت برامج التدريب برنامج تحسين المهارات الإفتائية للعاملين في مجال الشئون الإسلامية بدولة ماليزيا، والذي يأتي في إطار التعاون المستمر بين دار الإفتاء المصرية وسفارة ماليزيا بالقاهرة، وقد حضر 10 من الموظفين الدينيين من دولة ماليزيا للتدريب على منهجية الإفتاء، إلى جانب برنامج تأهيل الوافدين على الإفتاء؛ حيث تم خلال هذه العام الإعلان عن قبول دفعة جديدة من الوافدين خريجي الكليات الشرعية، وتم عمل امتحان قبول خلال شهر أغسطس وتقدم للامتحان نحو 100 طالب، وبعد عقد الامتحان وفرز أوراق التقديم تم قبول 22 طالبًا ممن استوفوا الشروط واجتازوا امتحان القبول. وهؤلاء الطلاب من دول إندونيسيا، ماليزيا، قرغيزستان، تايلاند، اليمن، أفغانستان، الفلبين، باكستان، وقد تم تخريج الدفعة السابقة في أوائل 2019 وهي الدفعة 12، حيث تخرج 20 طالبًا بعد أن تدربوا على الفتوى في دار الإفتاء المصرية لمدة ثلاث سنوات.
ونوهت دار الإفتاء إلى أنها لم تغفل دورها المجتمعي، حيث عززت من دورها في مجال الإرشاد الأسري وتأهيل المقبلين على الزواج، واستطاعت دار الإفتاء من خلال برنامج تأهيل المقبلين على الزواج أن تقدم للمتدربين معارف وخبرات تساعدهم في كافة أمور حياتهم الزوجية، وأقامت الدار خلال العام 2019 ثلاث دورات تدريبية من هذا البرنامج، وحضر هذه الدورات 180 متدربًا ومتدربة، غالبهم من فئة الشباب أعمارهم ما بين (22-35) عامًا.
وقامت دار الإفتاء المصرية بإنشاء وحدة للفتاوى الصوتية القصيرة المصحوبة بالرسوم المتحركة "موشن جرافيك" واستخدامها في الرد على الأفكار المتطرفة بطريقة سهلة وجذابة. وعلمت الوحدة خلال العام 2019 على إنتاج مجموعة من أفلام الرسوم المتحركة عرضت فيها عدد من الأفكار المغلوطة التي ترددها جماعات الظلام ثم الرد عليها ودحضها بطريقة ميسرة عن طريق تقديم المعلومات والفهم الصحيح عبر تقنيات الرسوم المتحركة.
وكان للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم نشاط رائد على مدار العام 2019، ومشروعات عابرة للحدود، وتنوعت إنجازاتها ما بين مؤتمر عالمي، ومبادرات دولية، ومشروعات إفتائية كبيرة، ووحدات ومراكز بحثية جديدة؛ حيث نظمت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التابعة لدار الإفتاء المصرية مؤتمرًا دوليًّا برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تحت عنوان: "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، وقد استمرت فعالياته على مدار يومين بمشاركة وفود من مفتين وعلماء ومؤسسات دينية من 85 دولة على مستوى العالم.
وقد قدَّم المؤتمر في هذه الدورة طائفة من المشروعات الرائدة والمبادرات التي ارتأى أن العمل الإفتائي في مسيس الحاجة إليها، وهي مبادرة تهدف إلى نبذ التعصُّب المذهبي المهدِّد للتماسك الاجتماعي للدول الوطنية والمجتمعات الإنسانية ومواجهة محاولات التطرُّف لاستغلال الاختلاف الفقهي في نشر الكراهية، وتساهم في جعل التجربة المذهبية معينًا للإفادة، يُستثمر إنسانيًّا ليكون عونًا على تقدُّم قانوني واجتماعي وأخلاقي.
وكان الإعلان عن اليوم العالمي للإفتاء بمثابة الحدث العالمي الكبير والذي أطلقته الأمانة في 15 من ديسمبر 2019، لتكون مناسبة مشتركة بين سائر الشعوب الإسلامية يقودها المعنيون بالفتوى بتنظيم فعاليات تُعرِّف بالإفتاء وأهميته وضوابطه.
وفي هذا السياق دعت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إلى أن يكون يوم الخامس عشر من ديسمبر من كل عام يومًا عالميًّا للإفتاء متزامنًا مع تاريخ نشأتها كمؤسسة معنية بتجميع وتكتيل الهيئات الإفتائية في مختلف بقاع الأرض لتعيد إلى الفتوى دورها الإيجابي في حياة المجتمعات والشعوب.
وقد أقامت دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عدة فعاليات بمناسبة هذا اليوم من ندوات ولقاءات ومقالات صحفية ونحو ذلك وكان لهذه الفعاليات واسع الصدى على الصعيد المحلي والإسلامي والعالمي.
كما أطلقت الأمانة العامة لدور وهيئات الافتاء في العالم مرصد المستقبل الإفتائي، وهو وحدة دشنتها الأمانة العامة وتُعنَى باستشراف التغيرات المتوقعة مستقبلًا وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية وأثر ذلك في الفتوى والإفتاء؛ ويهدف إلى السعي نحو التخفيف من تداعيات الأحداث والاكتشافات بالتهيؤ لمواجهتها؛ الأمر الذي يؤدي إلى السبق والمبادأة للتعامل مع المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية عند ظهورها.
وقد شرعت الأمانة في إعداد المادة العلمية المعني بها هذا المرصد وآليات الرصد ووسائله وإعداد الموقع الإلكتروني المناسب لإتاحة الاستفادة من هذا المرصد.



