السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أمسية لتأبين الشاعر أشرف العناني في العريش

أمسية لتأبين الشاعر
أمسية لتأبين الشاعر أشرف العناني في العريش
العريش- بوابة روز اليوسف

نظم أهالي شمال سيناء أمسية تأبين للشاعر والكاتب أشرف العناني الذي توفي عن عمر يناهز الخامسة والخمسين عاما في 10 ديسمبر الجاري في محل إقامته في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء.

نظمت الأمسية في مقر مؤسسة حياة للتنمية والأعمال الإنسانية في مدينة العريش بحضور نجليه "زياد" و"مهند" وشقيق زوجته "حسن حنتوش" وعدد من رموز شمال سيناء في مجالي الثقافة والعمل الأهلي.

واستعرض الحضور خلال الاحتفالية جوانب من ملامح شخصية أشرف العناني بحسب معايشتهم له وقراءة في أشعاره.. ففي بداية الأمسية تم تقديم نبذة عن الشاعر أشرف أنور أحمد عبد الرحمن الشهير بـ(أشرف العناني) الذي ولد في 13 أكتوبر 1964، وأمضى جزءا من حياته متنقلا مع الأسرة بين قرية عرب الرمل بالمنوفية ومدينة بنها بالقليوبية قبل أن يستقر في سيناء بشكل نهائي اعتبارا من بداية الثمانينيات حتى وفاته، وصدر له ديوان "عزف منفرد" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 1996، "صحراء احتياطية" عن دار شرقيات 2012، وكتاب سردي "سيناء حيث أنا.. سنوات التيه" وهو عبارة عن نصوص من مدونة إلكترونية حرص فيها على رصد واقع سيناء، ومؤلفات أخرى لم تنشر.. منها دواوين شعر، ودراسات وأبحاث عن تاريخ سيناء الشفاهي: قبائلها وعائلاتها، وله إسهامات ثقافية منوعة نشرت في دوريات وصحف عالمية ومحلية، وخلال السنوات الأخيرة ابتعد عن النشر واكتفى بالكتابة وقضاء وقت في قطعة أرض يزرعها، وأداء مهامه الوظيفية بالإدارة الصحية، ووسط أبنائه: زياد، مهند، ولؤي وزوجته التي اختارها من عائلات مدينة الشيخ زويد في شقته بحي الزهور شمال مدينة الشيخ زويد.. حيث فاضت روحه في منزله.

وقال الشاعر والكاتب سامي سعد: العناني من جذور أرض سيناء ونبتها، وقد استطاع أن يخرج أدق تفاصيل ثقافتها المحلية في نصوص شعرية حديثة في براعة نادرة من نوعها.

وقال مصطفى سنجر أحد أصدقاء الشاعر الراحل: إنه كان يملك مخزونا هائلا من المعرفة بثقافة أهل سيناء بشكل مدهش، وكان مهموما بكل التفاصيل، وفضل الصمت في الفترة الأخيرة كرسالة.

وبدوره.. اعتبر الروائي عبد الله السلايمة أن حالة الشاعر أشرف العناني هي دلالة على أن أرض سيناء تحب من يحبها ويخلص لها.

وقالت الشاعرة شريفة كساب: أنه في حضور الموت وهيبته يبقى أثر المبدع، وإن كانت تفتقد الشاعر فهي فخورة بما تركه من إرث ثقافي.

وفي كلماتهم.. أشار الشعراء أحمد أبو حج، عبد القادر عيد عياد، الدكتور سمير محسن، والدكتور محمود صلاح، أن العناني كان صاحب مسيرة لها أثرها في إثراء الحركة الثقافية على أرض سيناء منذ انطلاقتها، والأخذ بيد شعراء آخرين ومساعدتهم في إنتاجهم.

وقال الكاتب حاتم عبد الهادي: إن للعناني دوره في رصد الثقافة الشعبية المحلية، وأنه عمل لفترة في جمع جانب من تراث سيناء في أطلس الفلكلور المصري.

وقال الشاعر عبد الكريم الشعراوي رئيس نادي الأدب بالعريش: أن العناني كان شريكا بالرأي والكلمة النصيحة والنقد في كثير من نصوص أعمال تؤديها فرق شمال سيناء الشعبية.

وأشار الشاعر حسونة فتحي الى أن العناني له روح إنسانية خالدة.. فضلت أن تعطي من على رمال سيناء دون سواها.

وكشف الكاتب المسرحي مجدي الشريف عن أدوار ثقافية مهمة كان يؤديها العناني لخدمة المسرح وانطلاقته على أرض شمال سيناء من خلال مسرحيات وتنفيذ الديكورات وغيرها في إطار دور كان يرى أنه المهم، وهو نشر الثقافة على أرض سيناء بكل أوجهها.

واعتبر محمد مسلم رئيس نادي أدب البادية أن للكاتب والشاعر أشرف العناني شخصية متفردة في فهم طبيعة المجتمع البدوي في سيناء من خلال معايشته له.. لافتا إلى أن البدوي بطبعه صامت، ولا يتحدث كثيرا.. إلا أن العناني في رحلاته نجح في كسر هذا الصمت بعد أن اكتسب ثقة الجميع.
وبدوره.. اعتبر الشاعر الشاب شادي سعد: أنه من الجيل الذي تتلمذ على اشعار "العناني" لأنه وجد فيها ضالته وذائقته الشعرية التي يبحث عنها.

وأشار حسين القيم أحد أبناء مدينة الشيخ زويد أنهم على الصعيد الإنساني عرفوا العناني مترفعا عن كل محاولات جره لصدامات لا طائل منها، وكان مسالما حتى مع من يحاولون معاداته.. مكتفيا برسالته التنويرية ورمزيته في حب الجميع.

وقال عبد الرحمن يوسف: أنه من أهالي قرية "الغراء" التي سكن الشاعر العناني مناطقها لفترة من الوقت حيث كان محبوبا من الجميع، وكان مثار حب ونبراسا لكثيرين من أبناء المنطقة يرون فيه القيمة الثقافية رفيعة المستوى، ومن هنا وصل الى كل بيت ونال حب الجميع من حوله.

وقال أحمد أبو عيطة: أن "العناني" اكتفى خلال سنوات عمره الأخيرة بوظيفته، وكان منضبطا فيها إلى جانب قضاء وقت فراغه فى مزرعة صغيرة بمدينة الشيخ زويد وبين كنف أسرته الصغيرة المكونة من زوجته وأولاده الثلاثة.

وقال محمد سالمان: أنه من أهالي شمال سيناء الذين أبهرهم الحديث عن العناني بعد رحيله وحديث الجميع عن إرثه الثقافي، وهو ما دفعه للبحث عن إنتاجه، ووجد نفسه أمام مثقف يملك كنزا من المعرفة لم يكن ظاهرا لكثيرين.

واعتبر اسلام عروج الأمين العام لمؤسسة حياة للتنمية والأعمال الإنسانية أن رحيل العناني بما يملكه من الثراء الثقافي منه ما خرج للنور، وبقيته لا يعرف بعد يؤكد ضرورة إظهار المبدعين في شمال سيناء بشكل لائق دون انتظار الموت ليحتفي بهم.

تخللت الأمسية قراءات في أشعار الشاعر أشرف العناني لقصائد متنوعة غير منشورة وأخرى من ديوانه "صحراء احتياطية" ألقاها الشاعر سالم شبانة، الذي أضاف أن الشاعر أشرف العناني كان متفردا فى الوصول للثقافة الشفاهية لبدو سيناء بكل تفاصيلها بعد رحلات متعددة جاب خلالها كل ربوع سيناء.

وأعلن عادل رستم نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة حياة للتنمية والأعمال الإنسانية أن أمسية تأبين الشاعر أشرف العناني وضعت أمام المؤسسة مهمة ضرورية سيبدأ العمل فيها، وهي تكوين مكتبة متكاملة للأعمال المطبوعة للأدباء والكتاب بسيناء لتتاح أمام كل طالبي المعرفة وطلاب المدارس والجامعات.. إضافة الى جمع سيرة الأدباء والكتاب وحفظها كأرشيف لكل الأجيال القادمة.

وقدمت أسرة العناني الشكر للقائمين على الأمسية وللحضور على ما قيل فى حق فقيدهم.. مؤكدين أنهم يأملون أن ترى كل أعماله غير المنشورة النور، ويعاد إصدار ما نشر من سنوات لتكون متاحة أمام القراء.

واختتمت الأمسية التى أدارها محمد أبو عيطة بتوصيات موجهة لكل جهات صنع القرار في شمال سيناء ، وهي: أن يطلق اسم الكاتب والشاعر أشرف العنانى على إحدى المنشآت الحكومية الخدمية أو الثقافية فى شمال سيناء، وتحديدا في مدينة الشيخ زويد.

والتوصية لكل جهات الاختصاص الثقافية ودور النشر بسرعة العمل على جمع ما لم ينشر من أعماله وطباعتها.

 

تم نسخ الرابط