«كاف» يدرس إعادة أمم إفريقيا للشتاء
كتب - وليد العدوي
يدرس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف»، تقديم موعد إقامة بطولة كأس أمم إفريقيا إلى فصل الشتاء بدلاً من الصيف، بداية من النسخة 33 المقررة في الكاميرون العام 2021، لتقام بنسبة كبيرة في الفترة الممتدة من 15 يناير إلى 14 فبراير 2021، كما ينتظر أن يعلن المكتب التنفيذي لـ«كاف»، خلال اجتماعه الشهر الحالي أو الشهر المقبل، عن الموعد الجديد للبطولة بشكل رسمي، حيث سبق والمح «كاف» إلى إعادة النظر في موعد إقامة الـ«كان» الجديد، بسبب الظروف المناخية.
يأتي هذا أيضا، حتى لا تتزامن مع موعد بطولة كأس العالم للأندية المقرة في صيف 2021 في الصين، في الوقت نفسه بدأت الجابون تجهز نفسها لخلافة الكاميرون في تنظيم البطولة، في حال قرر الـ«كاف» سحب التنظيم من الكاميرون، للمرة الثانية على التوالي، بعد أن قرر رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أحمد أحمد سحب النسخة الأخيرة 2019 من الكاميرون وإسنادها إلى مصر، بدعوى عدم الوفاء بالالتزامات المطلوبة من ملاعب وفنادق.
ويعود أحمد أحمد من جديد، ليزيد الجدل حول موعد البطولة القارية الكبرى، لتدخل دائرة عدم الاستقرار الزمني في عهده، فبعد أن تمرد أحمد أحمد على سياسيات سلفه الكاميروني عيسى حياتو، ليصدر قرارًا تاريخيًا بإقامة البطولة الكبرى صيفا بدلا من اقامتها في يناير، يدرس هذه الأيام إعادتها مجددًا لموعدها القديم، حيث أثار الـ«كاف» الجدل، بعد تصريحات أدلى بها أحمد أحمد نفسه في هذا الشأن، مؤكدًا وجود نية لتغيير موعد البطولة في النسخة التي تستضيفها الكاميرون 2021.
وشهدت النسخة الماضية التي أقيمت العام الماضي في مصر، إقامة البطولة للمرة الأولى في شهر يونيو، واختتمت في يوليو بعدما كانت تقام شهري يناير وفبراير، وبرر رئيس الـ«كاف» عدولة بضرورة تعديل موعد كأس الأمم 2021، بسبب جدول كأس العالم للأندية المقرر أن يقام في الصين 2021 خلال الفترة من 17 يونيو حتى 4 يوليو، وبالتالي ستفقد عددًا من المنتخبات لاعبيها الأساسيين المشاركين في مونديال الأندية، كما سيقام مونديال الأندية 2021 في الصين بمشاركة 24 ناديًا، بينهم 3 فرق إفريقية أصحاب المراكز الثلاثة الأولى بدوري الأبطال، وهو ما يتعارض مع إمكانية إقامة كأس إفريقيا في التوقيت نفسه، وقد يتسبب قرار الاتحاد الإفريقي في استفزاز نظيره الأوروبي، الذي كان من الأسباب الكبيرة في تغيير نظام البطولة لتقام في شهر يونيو، خاصة أن الأندية الأوروبية كانت تشكو من خسارتها لعدد كبير من أبرز نجومها خلال البطولة القارية.
وقد يجد أحمد أحمد نفسه في موقف حرج عندما تجرى انتخابات الاتحاد الإفريقي في 2021، حيث شهدت فترة توليه منصبه منذ 2017 العديد من المشاكل، أبرزها القبض عليه في باريس للخضوع إلى تحقيقات من جانب الشرطة الفرنسية، بينما تشهد البطولة الأهم على مستوى الأندية، دوري أبطال إفريقيا، انتقادات حادة بسبب الأخطاء التحكيمية والمجاملات لبعض الأندية، ولا شك أنه في حال اتخاذ رئيس الاتحاد الأفريقي قراراً سيكون ضد دول القارة، إضافة إلى التأثير القوي من جانب الاتحاد الأوروبي، سيسهم بشكل سلبي في أن تكون حظوظ أحمد أحمد في الانتخابات ضعيفة، خاصة أنها ستقام في العام نفسه التي تقام فيه البطولة القارية في الكاميرون.
يأتي هذا بالتزامن مع صدامات متكررة لأحمد لأحمد أخرها مع الاتحاد الكاميروني الذي سحب منه البطولة الأخيرة وإسنادها إلى مصر، بدعوى عدم الوفاء بالالتزامات المطلوبة من ملاعب وفنادق، مقررًا تأجيل استضافة البلاد للبطولة في النسخة المقبلة 2021، إلا أن أحمد أحمد لا يزال يخفى مخاوفه بشأن الموعد الجديد لإقامة البطولة في الصيف، الأمر الذي قد ينسف البطولة من أساسها، بسبب شدة الحرارة في معظم الدول الإفريقية، وتزيد الحرارة بدول الداخل الإفريقي في هذا التوقيت، خصوصًا الواقعة على مقربة من خط الاستواء، ليصبح الملاذ الوحيد في دول الشمال والجنوب الإفريقي للهروب من جحيم الحر القاتل، وهو ما يتعذر اقتصار التنظيم عليهم دون غيرهم، الأمر الذي تسبب في سحب التنظيم الأخير من الكاميرون واسنادها إلى مصر، دون أن تنجح تلك السياسة في كل مرة.



