السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تفاصيل قصة متوفيين لم يشعر بهما أحد ..7سنوات

شقة زوج وزوجته ماتا
شقة زوج وزوجته ماتا ولم يشعر بهما أحد

مأساة إنسانية، عاشتها الإسكندرية أوائل الشهر الماضى، عندما أستغل مجموعة من محترفى سرقة الشقق بالإسكندرية التي يغيب عنها أصحابها، عندما أكتشفوا ذات صباح، رفات وهياكل عظمية على قارعة الطريق.

 

  وتبين فيما بعد، أنها لرجل وزوجته ماتا منذ 7سنوات داخل شقتهما، ولم يشعر بإختفائهما أحد طوال كل تلك السنوات.

 

 

   وكانت القصة، قد بدأت منذ قيام " محمد" موظف على المعاش بنصب شباكه، وجمع معلومات عن الشقة رقم "٦" بالطابق الثالث بالعقار رقم٢٢٥ شارع طيبة بمنطقة الإبراهيمية شرق الإسكندرية، وذلك بالاستعانة بصديقين له يعملان معه، إحداهما صاحب معرض سيارات والآخر صاحب محل لبيع الملابس، وعلموا من خلال البحث أن أصحاب الشقة، قد اختفيا بشكل مفاجئ منذ حوالي ٧ سنوات أي منذ عام ٢٠١٣ م.

 

 

وبدأ الجناة، برسم خطة الإستيلاء على الشقة والتي يصل سعرها لحوالي مليون جنيه وقاموا بكتابة عقود مزورة للإستيلاء على الشقة وايهام سكان العقار بأنهم قاموا بشراء الشقة، وبالفعل دخلوا الشقة ولكن فوجئوا بما لم يكن في الحسبان، وجود بقايا جثتين أصحاب الشقة، رجل مسن على المعاش 70 سنة وزوجته ٦٦ سنة فأصيبوا بالصدمة والذهول، ولكن سريعاً ما تمالكوا أنفسهم وأستعانوا بعامل خردة ٣٢ سنة وصديقيه إحداهما فني تكييف، والآخر عاطل ليتخلصوا من الجثتين.

 

 

 

ويبدو، أن الخوف اعمى أعينهم فلم يشاهدوا "الغواييش" الذهبية التي كانت ترتديها صاحبة الشقة وعددها ٧ غواييش وجمعوا رفات المسنين داخل أجولة، ووضعوها على ترويسكيل خاص بالمتهم الرابع العامل بالخردة،  وقاموا بإلقاءها على طريق المحمودية بجوار شركة الكبريت بمنطقة محرم بك، وعثر الأهالي، على "الرفات" وقاموا بإبلاغ قسم شرطة محرم بك. " بوابة روز اليوسف"، انتقلت للعقار الذي كان يسكنه الزوجين، بشارع طيبة في منطقة الإبراهيمية، وهناك ألتقينا مع مجدي أبو سمرة أحد جيران الضحيتين.

 

وقال :كان يسكن في الشقة بالطابق الثالث المدعو " علي حسن " ٧١ سنة وزوجته ٦٦ سنة  وهو من أوائل الذين سكنوا في العقار منذ إنشاءه وكان يعمل وكيل محام وزوجته ربه منزل ولم يرزقا بالذرية ولا يزورهما أحدا وكان الزوج يقول دائماً إنه ترك أهله وعائلته بالقاهرة وأنه سيعود للعيش لهم ومنذ عام 2011، بدأ الزوجان في التقليل من الخروج من المنزل حيث أصيب عم " علي " بجلطة أحدثت له شلل رباعي وزوجته كانت تنزل فقط لشراء الاحتياجات المنزلية، وتعود وتخدمه ولم تكن تتعامل مع حارس العقار إلا نادراً.

 

وأضاف " أبو سمرة "،: لم تكن علاقة الزوجين مع الجيران جيدة، فزوجته كانت تعاني من إضطرابات نفسية والزوج، كان دائم الشجار مع الجيران بسبب أو بدون سبب، ونظراً لكبر سنه لم يكن يتحمل الضوضاء، فكان دائما يصرخ في الجيران ويتوعدهم بعمل محاضر .

 

 

ومنذ أواخر عام 2011، بدأت حركتهما تقل جداً وكنا بالكاد نرى الزوجة، وكان يظهر عليها علامات التعب، ثم انقطعوا عن الظهور نهائياً والجميع ظن أنهما سافرا كما كان يقول الزوج سيذهب للقاهرة لخدمته وخدمة زوجته، ولم يشم أحداً رائحة كريهة نظراً لأن مساحة الشقة كبيرة جداً ومع مرور القوت انتشرت رائحة أعتقدنا أنها تنبعث من الشقة بسبب كثرة انقطاع التيار الكهربائي  وتلف مأكولات تركاها في الثلاجة، ومع مرور الأيام بدأت الرائحة تختفي تدريجياً، كما أن الشقة التي أمامهم خالية من السكان والسكان يستخدمون المصعد ونادراً أن يصعد أحد سلم العقار.

 

 

ويضيف محمد عامر حارس العقار: أنني جديد بالعقار ولم اراهما اطلاقاً فحين بدأت عملي كانت هذه الشقة مغلقة، ومنذ شهرين أتى لي شخص وقال إنه يريد مقابلة صاحب العقار فجعلته يقابله وقال إنه اشترى الشقة من صاحبها، وقدم له عقوداً وطلب مني أن أذهب معه للشقة وبالفعل ذهبت معه ومعنا مجدي أبو سمرة، وهو أحد ورثة العقار.

 

 وقام المشترى المزعوم بكسر باب الشقة وخرجت علينا رائحة كريهة جداً ولكننا ظننا، إن الرائحة نتيجة غلق الشقة لعدة سنوات ولم ندخل معه الشقة وليلا أتى ومعه ثلاثة أشخاص، وقاموا بإخراج أشياء من الشقة لا نعلم ما هي؟ وفؤجئنا بعد عدة أيام بالشرطة في العقار وعرفنا ما حدث. يذكر أن  تقرير الطب الشرعي المبدئي أكد، أن الزوجة توفت أولاً نتيجة أمراض الشيخوخة، ونظراً لأن الزوج كان يعاني من شلل رباعي يمنعه من الحركة فمات جوعاً وعطشاً، ولا يزال التحقيق جارياً في قضية زوج وزوجته ماتا ولم يدر بهما أحد طوال 7سنوات.

 

وكانت قاضى المعارضات بمحكمة محرم بك قد أصدر قراراً بحبس المتهمين بتزوير شراء الشقة المتوفين  ٤٥ يوماً على ذمة التحقيق.

 

 

تم نسخ الرابط