"الفساد الإداري.. صوره وأسبابه وطرق علاجه"
عقدت كلية القرآن الكريم فرع جامعة الأزهر بطنطا ندوة بعنوان" الفساد الإداري صوره وأسبابه وطرق علاجه، مع مقدمة في فن الادارة" بحضور الدكتور محمد حسين المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر.
وأكد الدكتور محمد أبو زيد الأمير نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، أن التدابير الاحترازية والإدارية هي التي تمنع الوقوع في الخطأ، الذي يؤدي إلى حدوث الفساد الإداري، وأنه يجب على أساتذة القانون في جامعة الأزهر أن يقوموا بعقد دورات كثيفة لمكافحة الفساد الإداري.
وأشار الدكتور نزيه عبد المقصود، عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا، إلى أن الفساد نزعة شريرة تؤدي إلى مقتل كل خير، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن هدايا العمال غلول أي حرام، فالهدايا التي تقدم للموظف أو المسؤول هي أول باب من أبواب الفساد، وأن الشريعة الإسلامية حرمت الفساد في أكثر من 50 آية في القرآن الكريم.
وشدد الدكتور محمد حسين المحرصاوي، على خطورة الفساد الإداري الذي يأكل الأخضر واليابس، كما أكد أنه ينبغي أن نقدم التوعية بالحقوق والواجبات قبل الوقوع في الخطأ ولا ننتظر أن يقع الإنسان في الخطأ، فالوقاية خير من العلاج، وأن التغيير يجب أن يغير من نفسه أولا، وذلك لأن مقاومة الفساد من رفض الشخص نفسه الفساد وعدم تقبله والمساعدة عليه، وأن الإسلام نهانا عن الإفساد في كل أوجه الحياة، وأن الإدارة يجب أن تخضع لكل الفنون الإيجابية وذلك عن طريق الامتيازات التي تمنح للعاملين حتى نحفزهم على العطاء، وأن تبتعد الإدارة عن السلبية في اتخاذ القرار حتى لا نبعث في نفوس العاملين الطاقة السلبية التي تفتح المجال للفساد بمختلف أشكاله، وفي الإدارة يجب أن تكره الخطأ لا أن تكره المخطأ فنحن يجب أن نقتل المرض وهو الفساد ولا يجب أن نقتل المريض المخطأ لخطأ بسيط وإنما يجب أن نقوم المخطأ ونرده عن الخطأ والفساد، وأنه يجب أن نضع حلا لكل مشكلة وأن لا نجد مشكلة لكل حل، وأن أفضل وسيلة لتغيير الفساد إنما يكون بالتدريج في التغيير، والتنبيه قبل العقاب، وأن لا نترصد وقوع الأفراد في الخطأ والفساد الإداري، وإيقاظ الجانب الإيجابي في الإدارة لمكافحة الفساد، وأنه يجب أن يتم التفتيش على الجانب الإيجابي لتكريم المتميز، وأن سبب الفساد هو دخول الصداقة في العمل؛ وذلك لأن الصداقة تؤدي إلى المجاملات والواسطة التي هي أساس الفساد، وأن إساءة استخدام السلطة هو أكثر أبواب الفساد الإداري، وحتى لا ندفع الشخص في الفساد يجب أن نوضح له العمل المطلوب منه، والأجر الذي يأخذه حتى لا يفتح يده للكسب غير المشروع، وأن يراقب الشخص الله في كل ما يكسبه أهو من حلال أم من حرام، وأهم طرق مكافحة الفساد هو التمسك بتعاليم الإسلام، والقدوة الحسنة في رؤساء العمل، فإنهم إن صلحوا صلحت المؤسسة بأكملها، وأغلقت كل أبواب الفساد، وأن الفساد الإداري لا يخص مجتمع بعينه ولا دولة معينة وإنما هو موجود في كل المؤسسات والدول، والفساد الإداري هو سوء استغلال السلطة العامة، وأن الإدارة الضعيفة، التي تسبب انحرافات سلوكية، والتي هي أساس الفساد الإداري، كما أن ضعف الدور الرقابي، والحصانة التي يتمتع بها بعض الأشخاص، والسلبية من المرؤوسين في كشف أوجه الفساد، كل هذه الأمور تؤدي إلى الفساد الاداري، ومن أكبر طرق الفساد الإداري هي استغلال الوظيفة لتحقيق مآرب شخصية أو أسرية، هذا بالإضافة إلى قبول الهدايا والرشوة التي تمنع تحقيق العدالة، والإسلام حرم الرشوة بكافة أنواعها وصورها؛ وأن الروتين يعد أخطر أسباب الفساد الإداري، لأنه يفتح أبواب الرشوة لقضاء مصالح المواطنين، والفساد الإداري يؤدي إلى ضعف موارد الدولة وتوسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
حضر الندوة الدكتور محمد أبو زيد الأمير نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، والدكتور سامي هلال عميد كلية القرآن الكريم، والدكتور نزيه عبدالمقصود عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا، والدكتور محمد راضي عميد كلية الاقتصاد المنزلي بطنطا، والدكتور أحمد أبو شنب عميد كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بطنطا، والدكتور عبدالفتاح خضر عميد كلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية، والعديد من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والعاملين بجامعة الأزهر.



