رؤوف عبيد
النجاح فى الحياة مهمة الأقوياء
كثير منا يصفق لهؤلاء الناجحين فى الحياة، إنهم كثير وفي كل المجالات، هل تعرف واحداً منهم، هل تعرف الشعور الذى ينتابه عند تحقيق هدف تلو الآخر، هل شاهدت محمد صلاح عندما يحرز هدفاً، هل رأيت تلك السعادة التى تغمره وكل من فى الإستاد، إنه حقق نجاحاً قبل أن يكون هدف، ولعلك فهمت ماذا أريد منك، أريد أن تكون هدّافا ناجحا فى الحياة، تلك الحياة الصعبة التى قد يوجد فيها أسباب كلها تؤدى إلى طريق واحد وهو الفشل، ولكن غيرك مر من هذا الطريق وبكل هذه الظروف وحقق النجاح، فللنجاح طعم لا يعرفه إلا من ذاقه، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه كيف يمكن تحقيق النجاح فى تلك التحديات والإجابة هنا تقتضى أولا معرفة أهدافنا قبل أن نحدد وسائل تحقيقها .
فكثيرٌ منا يبحث فقط عن تحقيق هدف واحد فى الحياة، ويطغى هذا الهدف على باق الأهداف، لذلك يجب أن تفهم أن جميع أهدافك لا بد أن تتحرك لها بخطوات ثابتة ومتوازية، فمثلاً هناك من يبحث عن وظيفة كهدف أساسي فى حياته وهذا أمر هام ولكن لا يجب أن يطغى هذا الهدف على هدف آخر مثل الزواج، وتأسيس أسرة ويبقى الإثنين معلقين فتأخير الأول قد يؤثر بشكل سلبى على تحقيق الآخر، ومثال آخر فهناك من يسعى إلى تحقيق هدف الثراء المادي، ويطغى ذلك على الهدف الاجتماعى فيصبح منشغلا عن علاقاته الأسرية والاجتماعية دون أن يعطى هذه العلاقات حقها، وهناك أمثلة كثيرة مشابهة لذلك، لذلك حينما تحدد أهدافك يجب أن تضع فى الاعتبار أن لا تطغى بعضها على بعض .
ولكن مازلنا نبحث عن الوسائل التى نصل بها إلى النجاح بعدما تم تحديدها، أعتقد أن الخطوة الثانية لتحقيق تلك الأهداف هى امتلاك الطاقة التى تحتاجها من أجل تحقيق تلك الأهداف مع تحديد فترة زمنية لتحديد تلك الأهداف مع وضع التخطيط الازم لذلك، فالتخطيط في الحياة أمر حتمي لا غنى عنه، فالشخص الذي نجح في وضع رسالته ورؤيته في الحياة لابد وأن يحول هذه الرؤية إلى أهداف واضحة ثم يضع خطة محكمة لتنفيذ هذه الأهداف وذلك لأنه يريد أن يتوجه بكل قوته نحو هدفه مباشرة ويريد الوصول بأسرع وقت ممكن ولا يكون ذلك إلا بالتخطيط لهذه الجهود قبل عملها وكما يقول براين تريسي: "كل دقيقة تقضيها في التخطيط توفر لك 10 دقائق في التنفيذ، وهذا يعطيك 1000% من العائد المستثمر من بذل الطاقة".
فعلينا التخلص من تلك العقبات الصغيرة التى تواجهنا لتحقيق أهدافنا، وعدم الخوف من مواجهة تلك التحديات والمشكلات فهي كما صنعت لك صنعت لغيرك وكما استطاع الآخرين تجاوزها تستطيع أنت تجاوزها وقد نفشل فى مواجهتها ولكن الصمود والثبات والمحاولة مرة أخرى هو نقطة انطلاق نحو النجاح فكثير من الناس يخشون الدخول فى بعض المشروعات الحياتية أياً كانت خوفاً من الفشل رغم القدرة على النجاح فيها وهنا يأتى الإيمان بقدرِتك وقدراتك على تجاوز الصعاب وتحمل المخاطر وهو المفترق بين أُناسٍ نجحوا فى حياتهم تحملوا المخاطر وآخرين أخلدوا إلى الحياة الآمنة التى لا يوجد فيها أى مخاطر وظل فى مكانه الآمن ولكن دون أن يحقق أى أهداف إن وُجدت .
الإصرار على النجاح ؛ نجاح، فكن صابرا مثابرا لكى تصل إلى أهدافك، واعلم أن نجاحك لنفسك وللآخرين وسيجنى ثماره أولادك فيما بعد، وكذا الفشل والتسليم به سيكون مذاقه مُر وسيجنى ثماره أيضا أولادك من بعدك وكن صادقا مع نفسك ولا تخدعها كما خدعت بها الآخرين، فان كنت تظهر للناس على أنك على الطريق الصحيح وأنت غير ذلك ستنكشف قريبا على الأقل أمام نفسك، لذلك ابدأ مجدداً، ودعك ممن سيُحبطك، وخذ قرارات هامة فى حياتك خَشِيت من تَبِعاتها رغم أنك تعلم أن بإمكانك تجاوزها، دعك من كل ما سيقال وحقق ذاتك واعلم أن النصر صبر ساعة وان النجاح مهمة الأقوياء.
جوجل نيوز
