"رحلة سطوع الملك".. ماني أسطورة ولدت من عمق المعاناة
لم يكن مثل أي طفل بعمره، فإمكانيات قريته الصغيرة، التي يطلق عليها "بامبالي"، وتقع في السنغال، حرمته من أبسط حقوقه في لعب كرة القدم، بعدما كان يستخدم فاكهة الجريب فورت ككرة يركلها لإشباع رغبته التي لا حدود لها.
ولم ينس ساديو مانى، الذي يحتفل اليوم، الجمعة، بعيد ميلاده الـ28، اللحظة التي أخبره بها قريبه بموت أبيه ويروي أسد التيرانجا قائلًا: "كنت وقتها في السابعة من عمري كنا في الملعب وعلى وشك أن نبدأ اللعب عندما اقترب مني ابن عمي وقال لي ساديو، لقد مات"، أجبته: "حقًا؟ اعتقدت أنه كان يمزح، لم أستطع فهم ذلك حقًا".
ويبدو أن الآباء لا يموتون حقًا داخل قلوب أبنائهم، فعلى الرغم من كون ماني صغير في السن إلا أنه لم ينسى تفاصيل هذا اليوم المؤلم، الذي كاد أن يفتك بقلبه من شدة الوجع، وظل يسيطر على مسامعه عبارات كان يرددها والده له "دائما يقول لي إنه فخورا بي، كان رجلاً ذا قلب كبير، وفاته كان لها تأثير كبير علي".
ولم يستسلم السنغالي للظروف المحيطة به ورفض عائلته لترك دراسته والتركيز في لعب كرة القدم، حتى جاءت اللحظة المناسبة التي قرر بها ماني الهرب إلى العاصمة "داكار"، وداخل أكاديمية جينيريشن فوت بدأت رحلة ماني الأسطورية.
ثم بعد ذلك بدأ ماني رحلته في أوروبا من خلال صفوف نادي ميتز الفرنسي عام 2011، حيث لعب داخل صفوفه لمدة موسم واحد فقط، لعب خلالها 23 مباراة وسجل هدفين مع الفريق.
وانتقل ماني بعدها إلى فريق ريد بول سالزبورج، واستمر 3 مواسم رفقة الفريق النمساوي، حيث خاض 87 مباراة مع الفريق سجل خلالهم 45 هدفاً.
وفي عام 2014رحل أسد التيرانجا للبريميرليج خلال فريق ساوثهامبتون، ولعب معه موسمين خاض خلالهما 75 مباراة محرزا 25 هدفا.
وفي عام 2016 قرر المدرب الألماني يورجن كلوب، ضم اللاعب لمشروعه في ليفربول بعد أن وصفه في إحدى المرات التي تقابلا فيها بـ"مغنى الراب"، ولعب ماني مع ليفربول 161 مباراة، أحرز خلالهم 77 هدفا في مختلف المسابقات، وصنع 33 آخرين.
ونجح السنغالي في التتويج مع الفريق بدوري أبطال أوروبا عام 2019، والسوبر الأوروبي من نفس العام، وكذلك بطولة كأس العالم للأندية.



