منذ أن سمعنا بوباء الكورونا، خاصة أنه قاصدنى، وقاصد كل كبار السن مثلى..(وقفت وقفة مع الصديق)، وأخذت فى متابعة كل ما يكتب، أو يقال عن هذا الفيروس اللعين، وأول شيء فعلته هو الالتزام بعدم الخروج من البيت فى انتظار فرج ربنا.
أخذت كل حذرى، وطبقت كل شروط التباعد الاجتماعى ، فأعطيت السائق ومساعدة المنزل إجازة مدفوعة الأجر، وبدأت أقوم بكل المهام المنزلية بنفسى من تنظيف المنزل والطبيخ إلى الغسيل والمكوى، وكل ما الشغل يزيد أقول لنفسى: أتشجعى ولا يهمك.. ارحم من الكورونا، التي من المحتمل تنتقل من الآخرين.
مر أسبوع واثنان وثلاثة، حتى هلكت لكن الكورونا لم تهلك، وتزيد الإصابات فى العالم بالآلاف، والخوف يزداد من شرها، قررت أن أتركها فى حالها وأنا فى حالى، لأستمتع بكل ما هو جديد فى زمن الكورونا، واكتشفت أشياء جميلة وممتعة وموفرة كنا بعيدا عنها، أولها زحمة الشوارع والمواصلات وبركة الوقت ووفرة الساعات، التي كنت أقضيها محبوسة فى العربية بالساعات، وتوفير بنزين وبلطجة السياس، الذين يسيطرون على الشوارع، وأهم حاجة وفرت فلوس المطاعم و(أكل الشوارع) كما كانت تقول أمى عليها، وفرت فلوس شراء أشياء كثيرة من المولات، مما كنت أريده أو لا أريده، وعلى فكرة كثير من الستات والبنات كانت تفعل مثلى!
رجعت لقراءة كتب التاريخ والسير الذاتية، وهى من قراءاتى المفضلة، هذا ما حصلت عليه من فوائد الكورونا، لكن حقيقى ما يسعدنى، وأتمنى أن يستمر بعد القضاء على هذا الوباء- بإذن الله- هو القضاء على وباء أخطر، وهو الدروس الخصوصية، التي كانت تهلك الأسرة المصرية، وتنفق عليها المليارات بدون ضرائب، وتدخل جيوب أشخاص جشعين.
مستغلين خوف أولياء الأمور على مستقبل أبنائهم، والشيء الرائع والمفيد بسبب الكورونا، هو أنه لأول مرة وأقولها بكل تأكيد أن الوزارات تتفاعل وتتعاون مع بعضها بشكل عملى وجاد، وأكبر دليل على ذلك التعاون بين وزارة الثقافة والإعلام وعرض إنتاج وزارة الثقافة، الذي تم إنتاجه من الضرائب، التي يدفعها الشعب، وللأسف كان يشاهدها عدد قليل من الناس.
الآن سمح من خلال قنوات التليفزيون المصري، عرض هذه الأعمال الجيدة والمتميزة، لكى يشاهدها القادر وغير القادر، وأبناء الأقاليم والقرى، الذين لا تصل إليهم هذه العروض من الأوبرا والمسرحيات الهادفة، غير المبتذلة، وأتمنى أن يستمر هذا التعاون بين وزارتى الثقافة والإعلام، حتى بعد الكورونا، لكى نقضى على كل أنواع الوباء من فن رديء.. وسلوكيات سيئة.. ونحصل على تعليم جيد.. وإن شاء الله نعدى الأزمة بأقل خسائر، وما أحلى قعدة البيت!..لكن بعيدا عن الكورونا.



