فورلان يستكمل مباراة عاريًا وعزل صاحب القرار.. أسباب منع الفيفا لخلع القميص في ملاعب كرة القدم
على الدوام، كانت لحظة الاحتفال بتسجيل الأهداف في مباريات كرة القدم، من أجمل اللحظات للاعبين والجماهير، ولها آلأف الطرق، فمنهم من يعانق المجاورين له ومنهم من يخترع الرقصات ومنهم من يشكر الله على فضله، واحيانًا تظهر بين اللاعبين احتفالات مخطط لها من قبل المباراة، وفي أوقات أخرى تظهر الاحتفالات بطرق عفوية.
من ضمن تلك الطرق العفوية التي كان يفضلها عدد كبير من لاعبي ونجوم كرة القدم، هو خلع القميص لتعري أجسادهم، او اظهار رسالة معينة مكتوبة على "تي شيرت" أسفل قميص ناديه، اثناء الركض بجنون عقب التسجيل مستغلًا ارتفاع درجة الادرينالين في الجسم متأثرًا بفرحة إحراز الأهداف.
ولكن في مطلع شهر يوليو من عام 2004، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منع اللاعبين من تلك الفعلة، واعتبارها من الأمور الخارجة عن قانون اللعبة، ونص قوانين جديدة بمعاقبة أي لاعب يقوم بنزع قميصه خلال الـ90 دقيقة فسينال بطاقة صفراء، حتى وان كانت الثانية وطرد بعدها.
فورلان يستكمل المباراة بلا قميص
ويعد أحد أهم الأسباب المعلنة لاصدار قانون الفيفا، أنه في مباراة فريقي مانشستر يونايتد وساوثهامبتون بالدوري الإنجليزي موسم 2003-2004، قام دييجو فورلان لاعب الشياطين الحمر، بالاحتفال بهدف على الطريقة المذكورة، وانطلق نحو الجماهير خالعًا قميصه، ومُهديًا أياه للجماهير.
وهنا ظهرت الأزمة، إذ فشل الجهاز الإداري للفريق الإنجليزي في توفير قميص بديل للاعب، ليواصل فورلان مباراته عاريًا دون قميص، ويقرر الاتحاد الدولي على أثره وضع حدًا لتلك الظاهرة.
عزل واضع القانون
وهناك بين أروقة مقر الاتحاد الدولي، كان القرار محل أخذ ورد بين المتحكمين في زمام الأمور، حيث يرى البعض أن لا شيء سيء في خلع القميص اثناء الاحتفال بالأهداف، وترك حرية التعبير عن الفرحة للاعبين، بينما أيد البعض الأخر قرار العقوبة واعتبار الحركة من الأشياء المنافية لقوانين اللعبة، وعلى رأسهم "جيروم فالكي" الذي كان يشغل حينها منصب المشرف على التسويق التلفزيوني للفيفا، والذي أصر على وضع نص البند ضمن اللائحة.
كان لـ فالكي أسباب أخرى لإضافة العقاب، بخلاف ما كان يتحدث عنه الجميع، ألا وهو أن نزع التي شيرت الذي يحمل دائمًا على واجهته اعلان مدفوع الأجر لأحد الشركات او الماركات، سيضر بالمعلن لغيابه عن الواجهة لثواني تكون فيها الكاميرات موجهة نحو اللاعب وقميصه، مما يعرض تلك الشركات للخسائر المادية، ومن ثم قد يدفعهم لالغاء التعاقدات مع الأندية.
وأكد فالكي في تصريحات حينذاك أن ملاعب كرة القدم ليست منصة لتوجيه الرسائل، وسرعان ما وافق رئيس الاتحاد الدولي وقتها "جوزيف بلاتر"، والذي قام بترقية فالكي بعدها بثلاث سنوات لمنصب الأمين العام للفيفا.
وبالرغم من عزل فالكي من منصبه في الاتحاد الدولي، بقرار من قبل لجنة الفيفا عام 2015 بعد ما أثبتت التحقيقات تورطه في أعمال وأنشطة غير الشرعية وتعدي على القانون، إلا أن قراره بمعاقبة نازع القميص اثناء المباراة لا يزال جاريًا في كل ملاعب العالم.



