حسام فودة يكتب: "الاختيار" عمل تاريخي فضح ألاعيب الجماعات الإرهابية
لم يتحملوا عملا دراميا لتوثيق تاريخهم الأسود، تلتف حوله الأسرة المصرية والعربية، لم يتحملو عملا دراميا يكشف الستار عن أكاذيبهم، وعن ارتدائهم لقناع الدين والتدين، لم يتحملوا عملا وثائقيا للتاريخ وليس مجرد مسلسل.
إنها مسافة خطوات بين سيناء وبيت المقدس، إنها مسافة خطوات لتحقيق أمنياتهم، التي يملأون بها عقول تابعيهم. لماذا سيناء؟!
لماذا لم يحرروا بيت المقدس؟ كل ما يتم فعله في سيناء لو تم توجيهه لبيت المقدس، سيتم تحريره في أقل من عدة أشهر، فلماذ سيناء؟ ولماذا الجيش المصري؟
ألم تتساءلوا يوما ألم يفكر متابعوهم في هذه الأسئلة
الإجابة، لأنهم ليسوا بمسلمين، بيت المقدس ليس غايتهم ولا الصهاينة أعداؤهم ولا الإسلام دينهم، الجندى المصري هو عدوهم، خير أجناد الأرض هم أعداؤهم وغايتهم، جند الله على الأرض، الذي حدثنا عنه رسول الله صل الله عليه وسلم، جند مصر شئتم أم أبيتم.
لفت انتباهي، حوار الأسطورة منسي في الحلقة السابعة من المسلسل لأحد الجنود، لماذا يسمون أنفسهم أنصار بيت المقدس، لأن العقيده أقوى وأهم من السلاح، هم يستخدمون العقيدة للوصول لأهدافهم كوسيلة وليست غاية، كالضباع يظهرون ما لا يبطنون، يقتلون غدرا لأنهم أخس وأجبن من المواجهة، يدعون التقوى، وليسوا منها في شيء. لسان حالهم الإسلام، لكن يبطنون الحقد والغدر والخيانة لكل ما له علاقه بالدين والوطن، يدنسون أرض سيناء بخطواتهم النجسة.
تفجير بئر العبد، ليس الأول ولا الأخير، ألم تتساءل: كيف للصوامين القوامين من ينكرون علينا نعم الله، ويرفضون كل مظاهر الحياة، بحجج البدع والضلالات، ويحرمون الفن والمسلسلات، كيف يقضون كل هذا الوقت في تحليل ومتابعة عمل درامى، هل الفن حرام، هل الاختيار ومتابعته حرام، وفيلم "بسبوسة بالقشطة"، حلال، وتدعو لهم جزيرتهم وقنواتهم وشيوخهم؟!
بكل ما أوتوا من غدر يفجرون الأبطال المرابطين، مسلمين ومسيحيين، لا فرق بين دمائهم التي تروى أرض سيناء من قديم الأزل، لتثمر وتنبت من جديد أبطالا أقوى وأصلب إرادة، هدفهم الشهادة في سبيل الله، ودفاعا عن أرض الوطن، وعرضه، يقدمون الغالي والنفيس من تضحيات للحفاظ على هذا التراب المروى بدمائهم، سيناء الحبيبة.
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون". ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون.



