بعد ٢٦ عامًا من الهروب سقط المجرم
ألقت الشرطة الفرنسية، اليوم السبت، القبض آخر المتهمين الرئيسيين في الإبادة التي شهدتها رواندا عام 1994، واصفة إياه بـ"ممولها" وبين أهم المطلوبين الهاربين في العالم.
وحسبما ذكرت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، كان فيليسين كابوجا، أحد أغنى الشخصيات في رواندا، يعيش بهوية مزيّفة في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس.
وأفاد بيان مشترك للمدعى العام والشرطة الفرنسية، بأن العملية التي تمّت فجرا أثمرت عن القبض على الهارب "الذي تبحث عنه السلطات القضائية منذ 25 عاما".
وقتل متطرفون من عرقية "هوتو" نحو 800 ألف شخص من عرقية "توتسي" إضافة إلى المعتدلين من "هوتو" على مدى مئة يوم في إبادة العام 1994.
وجاء في البيان أن كابوجا "84 عاما" كان يعيش في ضاحية أنيار سور سين شمال باريس، حيث كان مختبئا بمساعدة أبنائه.
ووصف البيان، المتهم بأنه "واحد من أبرز الهاربين المطلوب القبض عليهم في العالم".
وكابوجا متهم بتأسيس ميليشيا "إنترهاموي" التي ارتكبت مجازر خلال الإبادة في 1994.
وساهم كذلك في تأسيس محطة "راديو- تلفزيون ليبر دي ميل كولين" التي حرّضت الناس على القتل.
كما أفاد البيان "من المعروف أن فيليسين كابوجا كان مموّل الإبادة في رواندا"، مضيفا أنه قضى وقتا في ألمانيا وبلجيكا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا وسويسرا.
ووجّهت المحكمة الجنائية الدولية لرواندا- التابعة للأمم المتحدة- سبع تهم لكابوجا سنة 1997 بينها الإبادة.
وأغلقت المحكمة التي تولت ملف رواندا رسميا عام 2015، بينما انتقلت مهامها إلى "آلية المحاكم الجنائية الدولية".
وتعليقا على عملية القبض على "كابوجا"، قال المدعي العام في "آلية المحاكم الجنائية الدولية" سيرج براميرتز من لاهاي إن "توقيف فيليسين كابوجا اليوم هو تذكير بأنه يمكن محاسبة المسؤولين عن أعمال الإبادة حتى بعد 26 عاما على ارتكاب جرائمهم".
وأضاف "تؤكد عملية التوقيف اليوم قوّة عزيمتنا".
ومن المقرر أن يمثل أمام الادعاء في فرنسا، الذي سيطلب حبسه احتياطيا. وستقرر السلطات القضائية لاحقا ما إذا كان سيتم إرساله إلى المحكمة في لاهاي.
وأفاد بيان آلية المحاكم الجنائية الدولية أنه "بعد استكمال الإجراءات المناسبة بموجب القانون الفرنسي، يتوقع أن يتم نقل كابوجا لاحتجازه تمهيدا محاكمته".
وأفاد مكتب المدعي العام فرانس برس أنه من المتوقع أن يمثل كابوجا أمام فرع "الآلية" في تنزانيا.
وكان كابوجا بين المقربين من الرئيس جوفينال هابياريمانا الذي تسبب اغتياله بتاريخ 6 نيسان/ إبريل عام 1994 باندلاع أحداث الإبادة. ويذكر أن ابنته كانت متزوجة من أحد أبناء هابياريمانا.
كما كان كابوجا بين أبرز ثلاثة مشتبه بهم مطلوبين على خلفية الإبادة، بحسب بيان الشرطة الفرنسية التي قالت إن المطلوبَين الآخرين هما وزير الدفاع الأسبق أوغستين بيزيمانا والقائد العسكري البارز بروتايس مبيرانيا.



