«تفاءلوا بالخير تجدوه».. والخير الذي نتطلع إليه جاء بعد قرار إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط برئاسة الكاتب والناقد الأمير أباظة إهداء اسم الفنان الكبير الراحل فريد شوقى وسام «فنان الشعب» الذي يقدم للمرة الأولى والأخيرة فى دورته السادسة والثلاثين، المقرر إقامتها فى أكتوبر المقبل بمناسبة مئوية ميلاده وتقديرًا لعطائه الكبير للسينما المصرية والعربية بباقة من أهم الأفلام لا يزال تأثيرها ممتدًا حتى الآن.
دورة مهرجان الإسكندرية يعقد عليها السينمائيون فى مصر الأمل أن تكون فاتحة خير لاستئناف الحياة مرة أخرى وعودة الروح للفعاليات الفنية بعد توقف ليس قصيرًا تأثرًا بجائحة كورونا التي جمدت وجه الحياة فى العالم، ولهذا يتطلع رجال السينما إلى عبور هذه المحنة.. وما أجمل أن تكون ضمن فعالياتها تكريم ملك الترسو بتاريخة العظيم ممثلاً ومنتجًا وأبًا روحيًا لأجيال من المبدعين ونموذجا للبطل الشعبى.
التكريم المرتقب سيكون بحضور أسرة الفنان الكبير، تتقدمهم زوجته السيدة سهير ترك وابنتاه النجمة رانيا فريد شوقى والمخرجة عبير فريد شوقى والمنتجة ناهد فريد شوقى بجانب مجموعة من الفنانين الذين عملوا مع الفنان الكبير منهم المخرجون محمد عبدالعزيز، عمر عبدالعزيز، أحمد يحيى، ومديرو التصوير سعيد شيمى، سمير فرج، رمسيس مرزوق، محسن أحمد، وكتاب السيناريو مصطفى محرم، وفيصل ندا، والمنتج فاروق صبرى رئيس غرفة صناعة السينما، والمنتج محسن علم الدين، والمخرج مسعد فودة نقيب المهن السينمائية والفنان أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية والمخرج على عبدالخالق.
الفنان الكبير صاحب تاريخ حافل وشهدت مسيرته الإبداعية التي شملت نحو (400 فيلم) عدة تحولات من الأدوار المتنوعة منها: «شجيع السيما وأدوار الفتوات» وكلها ترسم إمكانياته الكبيرة، كما استمر فريد شوقى نجمًا على مدار ما يزيد على نصف قرن من الزمان وظل اسمه يتصدر أفيشات السينما حتى بعد أن تجاوز مرحلة الشباب فكتب لنفسه عددًا من الأفلام الإنسانية منها: «وبالوالدين إحسانا، حكمتك يا رب» و«ومضى قطار العمر». كما قام ببطولة وإنتاج عدد من الأفلام التي ساهمت فى خدمة المجتمع بتغيير بعض القوانين منها فيلم «جعلونى مجرمًا» الذي تسبب فى إلغاء السابقة الأولى للمتهمين فى الصحيفة الجنائية حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة، وفيلم «كلمة شرف» الذي ساهم فى إصدار قانون خروج السجين لزيارة أهله أو المشاركة فى مناسبات أسرية مثل تلقى العزاء أو عيادة مريض، وغيرها من الأفلام التي لا تزال راسخة فى الوجدان المصري والعربى، كما شارك الشعب المصري فى نضاله ضد العدوان الثلاثى على مصر بفيلم «بورسعيد» الذي قام بتصويره خلال أيام العدوان على بورسعيدعام 1956م، وجاء بتكليف رئاسى بعدما لاحظ الرئيس الراحل جمال عبدالناصر نجومية وشعبية فريد الخاصة، فطلب منه أن يقدم فيلمًا عن بورسعيد.
جاذبية «أبو البنات» تخطت فترة حكم ناصر إلى الرئيس الراحل أنور السادات الذي لم يخف انبهاره وتأثره من أدائه فى فيلم «لا تبكِ يا حبيب العمر» وقال له فى إحدى المناسبات: «قد أبكانى أداؤك فى الفيلم وكنت رائعًا».
بدأت نجومية فريد شوقى تلمع منذ الخمسينيات فى فيلم «الأسطى حسن»، لينجح الفيلم الذي اعتبر إحدى العلامات لبداية الواقعية فى السينما المصرية، وانهالت بعد ذلك العروض السينمائية عليه فقدم سلسلة من الأفلام منها: «حميدو»، «رصيف نمرة 5»، «النمرود» ثم كتب وأنتج فيلم «جعلونى مجرماً» عام 1954م الذي أخرجه عاطف سالم.
وقدم ملك الترسو مجموعة من الأفلام التي تمثل السينما التاريخية، منها: «الصقر»، «ألف ليلة وليلة»، «هارب من الأيام»، «عنتر بن شداد»، «أمير الانتقام»، و«فارس بنى حمدان»، «وا إسلاماه»، إلى جانب مجموعة من الأفلام التي تمثل السينما السياسية والوطنية منها: «الكرنك»، «بور سعيد»، «الغول»، وقد اشتهر «وحش الشاشة» بعد ذلك على شاشة السينما العالمية، فقام بدور «عطيل» فى فيلم ألمانى، واستعان فى فيلم مصري باسم «الجاسوس» بالنجمة الفرنسية آن سيمرنر.
الفنان العملاق فريد شوقى الملقب بـ«الملك» فى الوسط الفنى المولود فى حى البغالة بالسيدة زينب بالقاهرة فى 3 يوليو 1920 ورحل فى 27 يوليو 1998، قدمه فنان الشعب يوسف وهبى فى فيلم «ملاك الرحمة» عام 1946 وبعد مرور 66 عامًا على ميلاده الفنى يمنحه مهرجان الإسكندرية وسام «فنان الشعب» تقديرًا لعطائه السينمائى الذي لم نشهد له مثيلاً بعد مرور 22 عامًا على وفاته.



