رغم سخونة كافة الملفات المفتوحة الآن في مصر، من ملف سد النهضة إلى خطورة الأوضاع في ليبيا والتهديدات المحتملة للأمن القومي المصري بل والعربي، وخطورة الأوضاع في سيناء ومحاولة توغل التنظيمات الإرهابية في سيناء خاصة في الشمال، بالإضافة إلى خطورة تواجد أذرع تنظيم الإخوان الإرهابي في بعض مفاصل الدولة المصرية، لكن من وجهة نظري أن هناك ملفا يبدو ببساطة أنه لم يلتفت إليه في ظل هذه الأوضاع الراهنة، ألا وهو ملف (الطابور الخامس)، سواء كان داخل مصر متوغلا بيننا أو متواجدا في صور وأشكال تبدو للبعض أنهم رموز المعارضة الهاربة من مصر إلى عدد من البلدان الأوروبية أو العربية.
ومن هنا أردت أن أقول إن وقت الأزمات والحروب تشتد صراعات الأجهزة السيادية والإعلامية والأمنية المعادية. ومن هنا نستطيع القول إن من بين هذه الصراعات هي حروب (الطابور الخامس)، ومن وجهة نظري أن الطابور الخامس يبدو مناضلا مبتسما أو مهموما بالوطن كما يدعي. يبدو مشاغبا معارضا للنظام من أجل الحرية ولقمة العيش والحفاظ على مقدرات الدولة المصرية. وهم في حقيقة الأمر أكثر خطورة من جيوش الأعداء. فجيش العدو واضح المعالم والأهداف. أما خطورة جيش الطابور الخامس فيبدو أنهم جنود لنفس العدو طبقا لمقومات المرحلة. وتظهر صور جنود الطابور الخامس في مصر من خلال منصات إعلامية منتشرة في عدد من البلدان العربية أو غير العربية، ومنهم بالطبع أذرع الإخوان الإعلامية التي تنتشر عبر قنوات فضائية تمت صناعتها عبر أجهزة مخابرات مختلفة، تركيا، قطر نموذجا.
ولكن الأكثر خطورة هؤلاء المدعون انهم حرس على الوطن، وهم في حقيقة الأمر يقدمون المعلومة والخبر اليقين للعدو أيا كان هذا العدو. ورغم أن مصر تحارب على أكثر من جبهة، وربما هي المرة الأولى في تاريخ مصر التي قد فتحت فيها ملفات الحروب الساخنة والجديدة على طبيعة الحروب الحديثة والمصطنعة والتي فرضت بقصد أو من دون قصد على مصر والمنطقة العربية، حتى أصبح العدو التقليدي (إسرائيل) قد أضيف إليه عدو آخر وبلغة أخرى مثل تركيا وقطر، وربما إثيوبيا إن واصلت التحدي واستفزاز الشعب المصري.
إذن نحن أمام حالة حرب أو قل حروب متعددة الجنسيات وتحدٍ واضح للجيش المصري في مرحلة من أخطر مراحل تحديه للتهديدات المباشرة التي تهدد أمننا القومي بشكل مباشر.
ولكن كما قلت الأكثر خطورة من يدعون الحياد مع الوطن تحت زعم أيديولوجية الخيانة ومفاهيم (الشفافية المصطنعة) والتابعون المجندون لحركات الإسلام السياسي. وجماعات حقوقية تدعي الحفاظ على أمن وحريات المواطن في مصر، وهم في حقيقة الأمر جنود وجواسيس وخونة لحسابات أجهزة مخابراتية من أجل المال الحرام.. وما أكثرهم.
إذن نحن أمام ظاهرة لم تشهدها مصر من قبل. تلك العناصر التي شكلت وظهرت خلال السنوات الأخيرة ومنها بالطبع خونة تنظيم الإخوان الإرهابي. وعناصر أممية تدعي الثورية المسلحة، حتى لو كانت على حساب الوطن. وكلاهما لا يعترفان بالدولة الأم والوطن، بل جنود مجندة لجماعات وأفكار بالية كانت النتيجة حتمية لفشلهم الذريع في إدارة الدولة الوطنية أيا كانت الدولة أو الوطن.
ولأن الجماعة والتنظيم وعددًا من المؤسسات الدولية التي تدار طبقا لآليات سوق النخاسة السياسية استطاعت أن تجند عددًا من أعضاء الطابور الخامس داخل البلدان العربية، واستطاع هذا الطابور الخامس- باقتدار- ضرب استقرار عدد من الدول العربية فقط مثل سوريا وليبيا واليمن، لكننهم يحاولون جاهدين ضرب استقرار مصر، إلا أن كل محاولاتهم قد باءت بالفشل في ظل وعي الشعب المصري، الذي أثبت أن لديه وعيًا وطنيًا حقيقيًا بعيدا عن خيانات جماعات ومصالح مجندة من أجل أفكار شيطانية خبيثة تحت دعاوى الحريات وحقوق الإنسان.
وكأن تلك الأفكار لا تطبق إلا في بلداننا العربية. ناهيك عما يحدث في أمريكا ولندن وفرنسا. ومن ثم في تركيا وقطر وحتى تونس.. من توغل وقهر وانهيار ما يسمى حقوق الإنسان وحتى الحيوان في تلك البلدان، التي تدعي أنها حامية الحمي للإنسان فيها. وللأسف لهم جنود مجندة يطلق عليهم ثعابين وأفاعي الطابور الخامس في مصر والوطن العربي.
لذلك أحذر أننا أمام عدو ربما يكون خفيا يعيش بيننا، هو الأكثر خطورة على المجتمع، وبالطبع حتى أكون واضحا كل من ينتمي لتنظيم الإخوان الإرهابي، جماعات الإسلام السياسي، أيا كانت روافدهم وتوجهاتهم، جمعيات وتنظيمات تدعي أنها تناضل من أجل الشفافية وحقوق الإنسان مهمتهم فقط كتابة التقارير للسيد الأمريكي الصهيوني من أجل الحصول على المال الحرام.
أشخاص وتيارات متلونة حسب ظروف المصلحة، ومنهم بالطبع من تحالف مع تنظيم الإخوان الإرهابي في قوائم انتخابية واضحة المعالم من قبل. شخوص وقيادات عفى عليها الزمن تطالب بعودة تنظيم الإخوان للحياة السياسية مرة أخرى تحت دعاوى كاذبة متخلفة مثل (كل دم الشعب المصري حرام)! وكأن هؤلاء يحاولون مقارنة دم الجندي المصري بدم إرهابي حقير، سواء كان إرهابيا داخليا أو مرتزقا. وهم في حقيقة الأمر كلهم إرهابيون مرتزقة.
وهناك أيضا فصيل أكثر غباء ألا وهو الكارهون للوطن والجاهلون بفكرة الدولة الوطنية وحتى الدولة القومية. فهم أيضًا مع الطابور الخامس في بوتقة الخيانة للوطن.
لذلك احذروا خلال الأيام القادمة. مصر بحق في حالة حرب.. ولا حياد مع الوطن. احذروا.
نائب رئيس تحرير جريدة العربي



