الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

في ذكرى لرحيله.. ننشر أبرز مراحل حياة نجيب محفوظ الأدبية

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
مع حلول ذكرى رحيل نجيب محفوظ، التي تحل اليوم، وهي الذكرى الرابعة عشرة، إذ توفي في 30 أغسطس سنة 2006، عن عمر يناهز 94 عاما، حرصت بوابة روز اليوسف على عرض نبذة بسيطة عن حياته وأعماله الأدبية الخالدة، ومدى ما مر به في حياته من مسيرة من الإبداع الذي يظل علامة بارزة من علامات الأدب العربي.
 
واستطاع نجيب محفوظ أن يكون هو الكاتب العربي الوحيد الذي حقق نجاحا مصريا عربيا وعالميا، عندما أعلنت الأكاديمية السويدية فوزه بأهم جائزة في العالم، وهي جائزة نوبل للآداب، وكان ذلك فى يوم 13 أكتوبر عام 1988م، بكل اقتدار وفخر واعتزاز. 
 
تميزت أعمال نجيب محفوظ بأنها أعمال ادبيه من قصص وروايات تظهر فيها سمة متكررة هى الحارة التي تعادل العالم، حيث يعد أكثر أديب عربى نقلت أعماله إلى الدراما والسينما ولاقت إقبالا عالميا كبيرا.
 
حياته 
 
ولد نجيب محفوظ فى حى الجمالية، فى 11 ديسمبر 1911م، والده "عبد العزيز إبراهيم"، والذي كان يعمل موظفاً، ووالدته هى "فاطمة مصطفى قشيشة"، ابنة الشيخ "مصطفى قشيشة"، وهو من علماء الأزهر، وكان نجيب محفوظ أصغر إخوته، وتزوج فى فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952 من السيدة "عطية الله إبراهيم"، وأخفى خبر زواجه عن حوله لعشر سنوات.
 
الكتابة
 
وبدأ الكتابة فى منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة فى مجلة الرسالة. فى 1939، نشر روايته الأولى عبث الأقدار التي تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية. وفى 21 سبتمبر 1950 بدأ نشر رواية أولاد حارتنا مسلسلةً فى جريدة الأهرام، وثم توقف النشر فى 25 ديسمبر من العام نفسه بسبب اعتراضات هيئات دينية على "تطاوله على الذات الإلهية".
 
عمله
 
وحصل عميد الأدب العربي، نجيب محفوظ، على العديد من الوظائف الإدارية، سواء كانت في وزارة الأوقاف أو مجلس النواب وإدارة الجامعة، وكان من حظه أن التقى عائلات قديمة فى وزارة الأوقاف تبحث عن مستحقاتها، وعرف كيف تدار الصراعات الحزبية حسبما شاهدها أمام عينه فى مجلس النواب، كثير من هؤلاء كانوا أبطالاً لروايته الأدبية.
وبحسب كتاب "نجيب محفوظ: صفحات من مذكراته وأضواء على أدبه وحياته" للكاتب والناقد الراحل رجاء النقاش، يقول "محفوظ"، كنت أرد على مشاكل الناس التي تصل إلى وزير الأوقاف مباشرة أو عن طريق النواب، ولاحظت كم أن الحزبية والمصالح الشخصية تتدخل بشكل سافر يضر بمصالح الناس.
أما فى إدارة الجامعة فقد اصطدمت بنماذج بشرية أخرى، فبطل "القاهرة الجديدة" عرفته وهو طالب وتتبعته إلى أن حصل على وظيفة، ولكن "سقوطه" بدأ وهو طالب، وبطل "خان الخليلى" كان زميلاً لنا فى إدارة الجامعة اسمه أحمد عاكف، وقد جاء يشكرنى بعد قراءته للرواية على محبتى له، للدرجة التي جعلتنى أطلق اسمه على بطل الرواية.
 
 
مناصبه
 
وفي عام 1959 تغيرت ملامح حياة كاتبنا الراحل، فبعد نجاح كبير فى كتابة السيناريو لعدد من أنجح الأفلام السينمائية مثل "ريا وسكينة"، الوحش وإحنا التلامذة" أثناء فترة عمله كموظف أو سكرتير لمكتب على عبد الرازق، تم ترشيحه لشغل منصب مدير عام الرقابة على المصنفات الفنية وذلك بناء على ترشيح من الدكتور ثروت عكاشة آنذاك، وكان قبلها انتدب "محفوظ" مديرًا لمكتب يحيى حقى مدير مصلحة الفنون فى ذلك التوقيت.
 
مواقفه
 
 ويقول محفوظ عن دور الرقابة "إن الرقابة كما فهمتها ليست فنية ولا تتعرض للفن أو قيمته، ووظيفتها ببساطة هى أن تحمى سياسة الدولة العليا وتمنع الدخول فى مشاكل دينية قد تؤدى إلى الفتنة".
 
أما عن أبرز الأماكن التي عمل بها أديب نوبل" هو عمله بالرقابة، حيث استمر كاتبنا الراحل مديرًا عامًا للرقابة على المصنفات الفنية طيلة عام ونصف إلى أن تولى منصب رئيس جهاز السينما، والذي استمر به حتى خروجه إلى لمعاش عام 1971، وهو الأمر الذي جعل الدكتور ثروث عكاشة بطلب من الأديب الراحل ترك الرقابة والانتقال إلى رئاسة دعم السينما والتي كان تحت الإنشاء حينها.
 
خروجه
 
وبعد 37 عامًا، ظل نجيب محفوظ داخل أررقة أجهزة الدولة، انتهت بخروجه إلى المعاش، وعن إحساسه فى ذلك الوقت يقول فى محفوظ فى كتاب "أنا نجيب محفوظ: سيرة حياة كاملة" للكاتب إبراهيم عبد العزيز: “إن إحساسى بالمعاش، كان الترحيب والتفاؤل والسعادة، وقد يبدو غريبًا فالموظف المحال على المعاش تعتريه كأبة من نوع خاص، لكنى أحس أن المعاش استمرار لحياتى العملية، بعد أن أتمتع بميزتين، أولاهما الحرية وثانيها التوحد للفن، أنا متلهف على التحلل من ذلك النظام الرهيب القاسى على فرضته على نفسى وأنا موظف، بل إننى لم أرتح لفكرة مد الخدمة".
 

تم نسخ الرابط