قصور مصر.. محاولة إنصاف الحجر والبشر
صدر، مؤخرًا، كتاب "قصور مصر" عن الهيئة العامة للكتاب، للكاتبة الصحفية سهير عبد الحميد، الذي جاء كمحاولة لتوثيق تاريخ أكثر من 50 قصرًا في القاهرة والإسكندرية والمنصورة.
تناول الكتاب تاريخ القصور كبنايات تراثية وما تمثله من رمز لأنماط معمارية. كما تناول ما شهدته تلك القصور من أحداث مهمة والشخصيات التي عاشت بها، فجاء مزيجًا من حكايات الحجر والبشر.
يأخذنا الكتاب في جولة عبر التاريخ لنشاهد القصور التي عرفتها مصر في العصر الإسلامي، مثل قصر الأمير طاز، ثم يأخذنا في جولة إلى القصور التي شيدت في عصر أسرة محمد علي، والتي قام بتصميمها أشهر وأمهر المعماريين الأوروبيين ومنهم أنطونيو لاشياك.
اعتمد الكتاب على الزيارات الميدانية ولقاءات ببعض أصحاب تلك القصور أو ورثتهم، منهم أسرة السيدة عائشة فهمي صاحبة القصر الشهير بالزمالك، وأسرة الأميرة شيوه كار أو من عاشوا في تلك القصور، ومنهم حافظ محارب طواشي الأمير محمد علي، صاحب القصر المهيب بالمنيل.
أفرد الكتاب مساحة لقصور الأجانب في مصر، ومنها قصور البارون وديجليون وكازليدوجي.. كما تناول قصور اليهود بالإسكندرية وكيف كانت رمزًا لمكانتهم الاقتصادية والاجتماعية بالمدينة.
تضمن الكتاب قصصًا مليئة بالإثارة عن قصر عائشة فهمي الملعون، وعن الفئران التي كانت وراء بناء قصر السكاكيني، وعن الخادم المسلم الذي تكفل سيده اليهودي بتكاليف قيامه بشعائر فريضة الحج.
وكما تقول المؤلفة في مقدمة الكتاب: إن الكتاب يستهدف لفت الانتباه إلى تراثنا المعماري بكل مفرداته والحفاظ عليه، مستشهدة بالثورة الفرنسية 1789 التي نصبت المقاصل في الشوارع لرموز العهد الملكي، بينما تعاملت بكل تبجيل مع التراث المعماري لتك الحقبة، بوصفه تراثا وطنيا فرنسيا.
كما تؤكد المؤلفة أنها حاولت إعادة الاعتبار لتلك القصور وأصحابها الذين نالت منهم حسابات السياسة أعقاب 23 يوليو 1952، إذ تمت عملية مصادرة تلك القصور بشكل تعسفي في كثير من الحالات، وتم انتهاك جزء مهم من تراث مصر تحويل جزء من تلك القصور إلى مبانٍ مدرسية أو مقار لهيئات حكومية، ما أدى إلى فقدانها الكثير من معالمها المعمارية.



