
ابن الغنايم الذي أوقف اللواء المدرع الإسرائيلي بحرب أكتوبر

أسيوط- حسن فتحي
47 عامًا مرت على انتصارات حرب أكتوبر عام 1973 المجيد، وما زالت بطولات الشهيد الرائد رفعت عبد الوهاب عامر، ابن قرية المشايعة التابعة لمركز الغنايم بمحافظة أسيوط، الذي قدم روحه فدًا للوطن حاضرة تروي للأجيال بكل فخر.
فعند المرور على المدخل الرئيسي لقريته تجد مدرسة لتعليم الأساسي تحمل اسمه وبعدها بأمتار تجد مسجدًا أيضًا باسم الشهيد، فما زالت قياداته الذين على قيد الحياة يذكرون بطولاته التي نجح خلالها في التصدي للواء المدرع الصهيوني عند مضيق رأس سدر، وذكر بطولاته كتاب "رحلة إلى جهنم" من تأليف اللواء أركان حرب نبيل أبو النجا، أحد مؤسسي الوحدة ٩٩٩ قتال.
" بوابة روزاليوسف" التقت أسرة الشهيد لمعرفة بطولاته وحياته في التقرير التالي:
حياته
يقول جبر عبد الوهاب عامر نصار، بالمعاش وشقيق الأصغر للشهيد، إن شقيقه هو الشقيق الأكبر لأسرة مكونة من 11 فردًا من بينهم 7 أولاد وبنتان، وحصل على الثانوية العامة وبعدها التحق بكلية العلوم جامعة أسيوط، وظل بها عامًا ونجح بتقدير جيد جدًا، ثم تقدم للالتحاق بالكلية الحربية في الدفعة الاستثنائية وتم قبوله، وظل طالبًا في الكلية حتى تخرج تقريبًا في عام 1969، وبعدها سافر إلى دولة ليبيا ضمن فرقة الجيش، وبعدها التحق بكتيبة الجيش المصري 143 صاعقة، واستمر فيها حتى رقي إلى رتبة نقيب.
استدعاؤه للحرب
وتابع: إنه كان يرافق شقيقه الشهيد في السكن بشبرا الخيمة، لأنه كان طالبًا يدرس حينها بأحد المعاهد وآخر من التقى الشهيد من عائلته، وحينها كان شقيقه الشهيد يذاكر للترقية إلى رتبة رائد، لكن استدعي للحرب قبلها بأسبوع، وجاءت السيارة العسكرية لاستقلاله للاستدعاء، وكان بعد وقت الإفطار من صيام شهر رمضان، وبعدها انقطعت بنا الاتصال واندلعت حرب أكتوبر 1973 حتى علمنا باستشهاده بعد الحرب بشهرين.
خبر استشهاده
ويسرد عبد الوهاب قائلًا: إن شقيقه كانت مهمته في الحرب هي تعطيل اللواء المدرع الإسرائيلي عند مضيق سدر خلف خطوط العدو بسيناء، وذات مرة طالبوه بأن يكون مدرسًا بالكلية العسكرية، لكنه رفض وطلب الحرب وظل في الحرب ولم نعرف أي وسائل اتصالات به حتى جاء مندوب من القوات المسلحة إلى منزلنا بالقرية وأخبر الوالد باستشهاد الشهيد، وكان في شهر ديسمبر عام 1973 وسلم إلينا متعلقاته الشخصية.
تخليد اسمه
وأضاف شقيق الشهيد أن شقيقه كان محبًا للناس ومخلصًا في تعاملاته وطيب الخلق، وبعد العلم باستشهاده حزنت البلد جميعها وبعدها قام باستخراج معاش لوالديه من القوات المسلحة، وتكريم الأسرة من قبل الرئيس السادات وحصوله على نوط الطبقة الأولى ونجمة سيناء، ودفن في مدافن القطامية وأطلق اسمه على المدرسة الإعدادية بنين بالقرية ومسجد بمدخل القرية الغربي شاركنا في بنائه.
شهادات أبو النجا
واستكمل أن والدته توفيت عام 1986، وبعدها والدي في عام 2004، وعن زملائه كان هناك زميل له من شبرا الخيمة، أعلى منه في الرتبة، لكن انقطعت الاتصالات بعد الحرب، ولكن ما زال اللواء نبيل أبو النجا، متواصلًا مع أسرته حتى الآن، الذي ذكر شقيقه في كتاب من تأليفه اسمه "رحلة إلى جهنم" التي يسرد من خلالها بطولة وشجاعة ودور شقيقه في الحرب.
وذكره أبو النجا قائلًا "بعد معاناة تمكّنا من الاتصال بعناصر الكتيبة، وتم تنفيذ الكمين عند المضيق بقيادة البطل الشهيد النقيب رفعت عبد الوهاب عامر نصار، وهو من تلامذتي في الصاعقة، من المشايعة بحري، مركز الغنايم بمحافظة أسيوط، وكان رجلا صعيديا بطلا- رحمه الله- حيث دمر سرية الحرس الأمامي للصهاينة وكانت بواقع 11 دبابة وعدد من سيارات الجيب والمدرعات، كما أوقف تقدم اللواء المدرع، وكان مكونا من 111 دبابة، هربوا بالكامل لأن المضيق أغلق عن آخره، وما زال مغلقا حتى الآن، وقد واجهناهم بالآر بي جي، والصواريخ المضادة للدبابات، الموليتكا".
الكلية العسكرية
ويروي رفعت يحيى عبد الوهاب، مدرس، ونجل شقيق الشهيد، أن الشهيد كان الأول على دفعته في الكلية العسكرية في عام 1968، ورفض أن يدرس في كلية العلوم العسكرية، وأحب أن يكون في ساحة القتال، والمهمة التي أسندت له في الحرب هو وزملائه، هي في ممر سدر خلف بسيناء، وكانت مهمته منع دخول دبابات العدو، بحيث تكون ثغرة ضد الجيش المصري من الخلف.
وأضاف أنه لأهمية الممر للجانب الإسرائيلي قامت طائرات العدو عدة مرات بعملية استطلاع للمكان ولم يكتشفوه نظرا لشدة التمويه، وبعد تقدم جيش العدو بدباباته منعهم المرور بعدما فوجئ بالشهيد البطل وجنوده وقطعوا عليهم الطريق ودمروا دباباتهم، لدرجة أنهم أوقفوا سير تلك المدرعات، وتمت العملية بنجاح ولم يجد العدو مفرا سوى أن دك الجبل عليهم بالكتيبة بأكملها وتحول الجبل إلى كتلة من نار.
وتابع نجل شقيق الشهيد أن اللواء نبيل أبو النجا، قال إن الكتيبة البالغ عددها 500 فرد استشهدت جميعًا ما عدا 5 أفراد لم نستطع التواصل معهم نتيجة ما أصيب منهم بجروح بالغة وما أصيب بأمراض نتيجة هول الموقف، ومن ضمن ما قرأته عن الشهيد في المفكرة التي تركها كتب فيها قبل الحرب بـ3 شهور "إن شاء الله بإذن الله يكون النصر قريبا أو أنال الشهادة لدرجة أنه يتمنى أن تكون هذه الشهادة وهذه هي آخر إجازة من الجيش كأنه يعلم بالاستشهاد.
روايات
وتابع حازم عز العرب محفوظ، مدرس بمدرسة الشهيد رفعت، انه التحق مجندًا في عام 1988 بنفس المعسكر بإنشاص كتيبة 143 التابعة للمجموعة 145 صاعقة التي كان فيها الشهيد رفعت عبد الوهاب عامر في الحرب ويطلق عليها كتيبة اليهود، وما سمعت عن الشهيد على لسان صول الكتيبة من إنجازات وكان ملازما للشهيد الذي كان يتمنى دائما الشهادة وكان بطلا من الأبطال الذين كانوا يعدون على الأصابع.
عن الشهيد
ولد الشهيد رائد رفعت عبد الوهاب عامر، في عام 1947 وكان ينتمي إلى عائلة البدورة بقرية المشايعة بحري التابعة لمركز الغنايم في أسيوط، وحصل على الكلية الحربية بتقدير عام امتياز بسلاح الصاعقة، وقائد الكتيبة 143 صاعقة في حرب أكتوبر عام 1973 حتى استشهد يوم 11 أكتوبر عند عمر 26 عامًا.