الشهيد أبانوب.. «من المؤمنين»..وضد التكفيرين
واحد من شباب مصر المقاتلين الذين استشهدوا دفاعًا عن أرض هذا الوطن في سيناء، ثابت، مقبل على القتال بشرف، لآخر رصاصة في ذخيرته، إنه الجندي مقاتل أبانوب صابر جرجس، ابن مدينة القنطرة بمحافظة الإسماعيلية، الذي استشهد، ولم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، حين طالته رصاصات الغدر من التكفيريين الذين هاجموا الكمين، الذي كان يحرسه بسيناء.
أبانوب جرجس، الذي نعاه أبناء القنطرة، رافعين الآية القرآنية الكريمة «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه»، صدق الله العظيم، في سرادق العزاء، مجسدين روح المحبة والأخوة الحقيقية بين مسلمي مصر وأقباطها، مؤكدين صدق المشاعر وقوة التلاحم بين المصريين في مواجهة التكفيريين.
أبانوب قبل استشهاده، لم يكن يتبق على إنهاء خدمته العسكرية سوى شهور، وفى الأول من يوليو2015 هاجم الإرهابيون عدة أكمنة في الشيخ زويد، كان من ضمنها كمينه، الذي يخدم به، ويقف حراسة قرب أحد المعسكرات، ثبت أبانوب مع زملائه كأسد يحمي العرين ويروى زملاؤه بطولته وبسالته، وكيف قاتل بشراسة لصد الهجوم الغادر، واجه مع من واجهوا من الأبطال هجوم الإرهابيين، واستطاع أن يقتل خمسة منهم، ومنعهم من اقتحام الكمين، أو الدخول للمعسكر، حتى نفدت ذخيرته فطالته رصاصات الغدر، ليلقى الشهادة، ويكون لنا فخرًا لمصر، مسلميها ومسيحييها، وينقذ ببسالته كثيرًا من الأرواح والجنود؛ حيث ساعده شجاعته في التصدي للإرهابيين في وصول الدعم للكمين، حتى تم القضاء على الإرهابيين، وبكته مدينة القنطرة بجميع طوائفها.
مصر لا تنسى بطولات وتضحيات أبنائها، ولذلك كرّمت الدولة المصرية اسمه، وأطلقته على إحدى المدارس الابتدائية بها، وأطلقته على أحد الكباري العائمة، التي تعبر قناة السويس؛ ليكون رمزًا للبناء وشريانًا للتنمية، فكما ضحى الشهداء بأرواحهم من أجل الحفاظ على سيناء وأمنها، فإن أسماءهم تخلدها منشآت تعمرها.
فتكريم الأبطال مهما اختلفت أسماؤهم ودياناتهم، وتسجل أسماءهم بحروف من نور فى سجل الشرف والبطولة والفداء، تؤكد لنا إننا إخوة، وُلدنا من أب واحد، فأبونا هو آدم، وأم واحدة هي حواء، وإن اختلفت ديانتنا، فإننا مسلمون ومسيحيون نعبد الله الواحد، دماؤنا مصرية يجرى فيها حب مصر.
نقلًا عن الكتاب الذهبي
اقرأ أيضًا
إبراهيم عبدالتواب.. بطل معركة كبريت
شفيق متري.. 11 عامًا متواصلة علي الجبهة



