الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"السيبرانى اضغط هنا.. ".. كتاب لـ أكرم القصاص

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدر كتاب "السيبرانى.. اضغط هنا" للكاتب أكرم القصاص، عن مؤسسة دار الهلال، وفيه يخوض "القصاص" عالم السوشيال ميديا وكيف يجد الإنسان نفسه "متورطا" في قصص وقضايا كبرى طالما اختار بكامل إرادته أن يصبح الكائن السيبرانى. فاعلا ومفعول به، ويتناول الفكرة جامعا بين الرؤية التحليلية والكتابة الساخرة التي عرف بهما "أكرم القصاص" الذي يقول في مقدمة الكتاب:

شاء من شاء وأبى من أبى، أصبح المجتمع الشبكي واقعًا بميزاته وعيوبه، يمكنك أن تبقى بعيدًا عن أدوات هذا العصر، "فيس بوك، وتويتر، وإنستجرام، ويوتيوب"، جوجل لكن إذا دخلت فأنت واحد من مليارات البشر نزلوا البحر، عليهم أن يعوموا، بأيديهم وأرجلهم ورؤوسهم، تفقد جزءًا من حريتك، وتخضع لقواعد التأثير الكاسحة والخوارزميات واللجان والأفراد والجماعات.. اذا لم ترد ابتعد واذا كنت تريد اضغط هنا

 

مرحبا بك في عالم الفضاء السيبراني..

الكتاب من 9 فصول لكل منها يندرج تحته  عناوين فرعية حول الفصل نفسه ..

 

الفصل الأول بعنوان  بعنوان أنت مش أنت على "فيس بوك"

عن الفرق بين الشخصية الحقيقية  والاخرى الافتراضية و كيف يحمل مجتمع "الشوشيال ميديا" كل صفات المجتمع الطبيعي بتنوعاته وأشخاصه، هناك الطيب والشرير، والهادئ والصاخب، والعارف والجاهل، والمدعي والحقيقي، والشريف والنصاب، والمتعجرف والعنصري والمعتدل، والمسالم والشرير.. حسابات وأسماء معلنة، وأخرى ترتدي قناعًا باسم مستعار أو صورة أخرى أو شخصية أخرى..

 

ازدواجية الشخصية، قصة فتاة التقت بصحفية  في مؤتمر استعارت منها جهازها بعد نفاد الشحن، ولما أعادت فتحه عرفت رغمًا عنها أن الفتاة الطيبة الرقيقة مشتركة في مجموعات سادية، وأنها عنيفة وأنها لها حساب باسم مستعار «القاتلة»، باللغة الإنجليزية، و تعاني من إحساس بالعزلة والكراهية.  فتاة اخرى طلبت الانفصال عن خطيبها الطيب بعد أن اكتشفت أنه مراهق يعيش ازدواجية ولديه خمس صفحات على "فيس بوك"، زوجة طلبت الطلاق بعد أن اكتشفت أن زوجها له ميول أنثوية، يهوى فتح صفحات بأسماء فتيات.

 

صورة الشخص تظهره  حادًّا ومشاغبًا بينما هو في الواقع خجولاً ومنطويًا، والشخص الوقور الطيب، قد يكون من متحرشي الإنبوكس . وقد يكون صاحب صورة البروفايل الجاد الرسمي من مدمني المواقع الإباحية، أو محترف توجيه الشتائم بحساب مستعار، حيث  تتنافى الصورة الافتراضية مع الحقيقية.

 

ويرى الكاتب ان «الفريند» ليس هو "الصديق" عن الفرق بين فريند على فيس بوك واخر طبيعى فى الواقع

الفرق ضخم بين حجم التفاعل على بوست فرح أو وفاة، كتبه بعضهم على صفحة "فيس بوك" أو في "واتس آب"، وحجم التفاعلات المباشرة بالاتصال أو الزيارة، هناك فرق بين هؤلاء الذين قدموا التعازي على "فيس بوك" ومن كلفوا أنفسهم تقديم العزاء تليفونيًّا، ومن ذهبوا لتادية العزاء أو التهنئة مباشرة.. الفرق كبير، وهو نفسه الفرق بين "الصديق" ومن يمكن أن نسميه "فريند"، الصديق هو الشخص الطبيعي الذي يرتبط بعلاقات مباشرة.

 

والفصل الثانى من كتاب السيبرانى بعنوان " كل واحد ينام على البوست "اللي يريحه"

ويطرح فكرة الاختلاف الواسع فى الاهواء والهوايات والاراء والاهتمامات بين مستخدمى ادوات التواصل باعتبار ان عالم السوشيال ميديا " مولد وصاحبه ليس غائبًا" هناك أغلبية تمثل جمهور التواصل الطبيعي، يتفرجون ويعيشون ويشعرون أحيانًا بمعرفة وأحيانًا بجهل، ومنهم من يعرف لكنه لا يجد سبيلاً للمزاحمة مع هؤلاء المشاهير الذين يكتسبون شهرتهم من الإلحاح وكثرة المتابعين واللايكات حتى لو كان ما يكتبونه مجرد منقولات لا يعرفها هؤلاء الذين يصفقون لهم ويلعبون دور الجمهور في عالم مزدحم.. وفى عالم فيس بوك وتويتر لا يمكن منع أحد، وعلى كل عابر أو داخل أن يتعامل مع واقع يمثله العيان والمفجوع والتافه والعميق.. وكل واحد ينام على البوست اللي يريحه.

 

ويحمل الفصل الثالث عنوان «الأخ الأكبر» في جيبك" عن الجاسوسية الطوعية..

يتحدث صديقان حول جهاز معين «مروحة، ثلاجة» أو يدردش الزوج مع زوجته حول جهاز مكافحة الفئران أو شراء ملابس ..بعد قليل يفتح أحدهما أو كلاهما «فيس بوك» ليجد إعلانات عن المراوح والتكييفات وأجهزة مكافحة الفئران وملابس داخلية وحقائب سفر مندهشا تساءل: كيف وصل إعلان لسلعة تحدث حولها، ولم يتبادل أي حوارات مع البائع؟!

 

صديق آخر، على «فيس بوك»، قال إنه ركب تاكسي ولم يتبادل أي حديث مع السائق، وعلى صفحته بـ«فيس بوك» وجد صورة السائق، يرشحها له « فيس بوك» ضمن "أشخاص ربما تعرفهم".

 

ويشير الى ان هذا يجدد التذكير بالروائي البريطاني الشهير «جورج أورويل» وروايته الأشهر 1984، لكن فى الرواية كان الأخ الأكبر يضطر لزرع أجهزة المراقبة، وعيون المتابعة، اليوم لم يعد بحاجة لبذل جهد في الحصول على المعلومات، ولا حاجة إلى «شرطة الفكر» كل منا يقدم معلومات اختيارية ..خلال الإبحار في شبكة الإنترنت تعجبنا أشياء ونرفض أشياء، نؤشر باللايك على ما نحبه، قلب أو ابتسامة أو دمعة، أو نعيد تشيير «مشاركة» أخبار أو صور، نترك بصماتنا على كل زر و ندلي بآرائنا حول كل ما يجري في المجتمع و السياسة، نرسل مشاعرنا، ونتلقى إعلانات و أخبار بعضها من انتاج خبراء التسويق الرقمي.

 

حيث يتحدث ستيفن بايكر فى كتاب «الرقميون» عن الجاسوسية الطوعية التي نقوم بها على أنفسنا.بما نقدمه من معلومات عن انفسنا و يتيح التحكم في سلوكياتنا ودفعنا لشراء أو بيع أو استهلاك، ويجعل عامة الناس الذين يستخدمون الموبايلات، واللاب توبات، يقدمون لبعض شركات تحليل البيانات والأرقام كل ما يلزمهم ليعرفوا عنهم كل شيء، 150 مليون شخص يتصفحون الإنترنت في الوقت ذاته. من هنا تقدم شركة «تاكودا» للمعلنين معلومات تساعدهم على تحديد الفئات من بين متصفحي الإنترنت الذين يهتمون بإعلاناتهم.

 

الفصل الرابع بعنوان " وشيمة أهل "فيس بوك" التهويل"

لا مفر من التهويل والتهوين، فهما صفتان أساسيتان في العالم الافتراضي، فى عام 2017 نشرت مواقع إخبارية مجهولة تقارير أن العالم سوف ينتهي في شهر اغسطس او سبتمبر وانتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بل ان  بعض المواقع والشركات الوهمية روجت لمنتجات، منها حقيبة نهاية العالم، أو ما سموه «شنطة القيامة»، التي تحوي بعض الطعام الجاف والماء، أو تعاويذ روجتها بعض الجماعات، تسهل- حسب الزعم- على المواطن العالمي تأثيرات الصدمة من نهاية العالم.

 

اما الفصل الخامس بعنوان الأكثر تهجيصًا.. والأكثر تأثيرًا

أحضر قردا بشكل يومي، وأعطه مساحة يومية أمام الكاميرا، وأطلقه يتحدث ويحلل في كل القضايا بلا انقطاع.. كرر الفعل مرات ومرات وعشرات المرات.. بعد فترة سوف يصبح القرد نجمًا شهيرًا وله جمهور، وإذا اختفى فسوف يسأل الناس عنه، ثم إنه سيكون موضوعًا لآراء الناس ومناقشاتهم: القرد قال كده.. لا القرد ما بيقولش كده.. وهكذا يصبح القرد محورًا للحديث والجدل.. هذه هى خلاصة نظرية كتب عنها الكاتب الراحل الكبير أحمد بهاء الدين في الثمانينيات من القرن الماضي، ولم يكن الانفجار الفضائي «والسوشيالي» أصبح على ما هو عليه الآن.

 

نظرية الإلحاح و«الكاراكتر» هى التي تفسر ظاهرة النائب توفيق وغيره من صناع «الضجيج» في البرلمان أو الإعلام أو السوشيال ميديا، تدعمها نظرية أخرى في الفن تقول «عيش كاراكتر تشتغل أكتر».. يعني الفنان يظل متخصصًا في دور الشر أو العبيط، وإذا أرادوا ممثلا شريرا أو عبيطا يقولون «هاتوا فلان»، وبالتالي يعمل كثيرا، وإذا تطور الكاراكتر يمكن أن يصبح «اللمبي» يقدم عشرات الأفلام بتنويعات على الدور والحالة.

 

وفى الفصل السادس يكشف الكاتب "كيف يبنى العالم الافتراضي نجوماً ويهدمهم "  

مواقع التواصل وبعض برامج التوك شو، تصنع نجومًا بشكل يومي ولحظي، وتحرق نجومها كل لحظة كأننا أمام الثقب الأسود يلتهم كل ما يضعف من النجوم ويبتلعها، نجوم تولد لتستمر ساعات، أيامًا أسابيع، قليلون هم من يبقون على السطح، والأغلبية تختفي، تموت مثلما ولدت فجأة أو خلال أيام.

 

ويشير الى قصة شاعت وانتهت فى ديسمبر 2015 حيث تحول  «شاب الفريسكا» الى نجم فى ساعات ثم طاردته نفس الوسائل لتحوله الى نصاب  يوسف «بائع الفريسكا» ظهر في فيديوهات كشاب مكافح من الإسكندرية كان يرتدي ملابس أنيقة، ويتحدث لغات، خلال ساعات تحول الى نجم أنظار السوشيال ميديا والفضائيات، ساعات أخرى تحول إلى شيطان، متهم بالادعاء والانتهازية والكذب، وانتهت قصته واختفى من الساحة مثلما ظهر.

 

كانت حالة بائع الفريسكا، نموذجا لحالة" بطل اليوم الواحد" .  

في نوفمبر 2015 رحل الفنان الكوميدي سعيد طرابيك، قبل رحيله كان قد تزوج من فنانة ناشئة.. و خرجت خلافات الفنان وأسرته وأبنائه، الى العلن مواقع الواصل والتوك شو و مثلما كان ضحية الإعلام فقد سبق ووقع في هوى الإعلام، واكتشف أن الظهور المتكرر يضاعف من شهرته، و أصبح نجم الحدث، يطلع يوميا في فضائيات وصحف، كان ينتقل من قناة للثانية، وتراجعت أعماله لصالح حكاياته وحياته الخاصة، ومات واتهم الاعلام بقتله مع انه ايضا كان يسعى للقاتل المميت.

 

أما  الفصل السابع من السيبرانى بعنوان " طبق سياسة بالإفيهات والتسريبات"

ويبدا بقصة " طبيب أسنان واحد" والتي تقول انه أيام الغزو الأمريكي للعراق أثناء رئاسة جورج دبليو بوش 2003، شاعت نكتة عن أن بوش عقد مؤتمرا صحفيا، أعلن فيه أن الحملة ضد الإرهاب سوف تتضمن "قتل خمسة ملايين عربي متهمين، وطبيب أسنان واحد".. وانشغل الصحفيون في المؤتمر بالبحث عن اسم وعنوان طبيب الأسنان المقصود، ولم ينشغلوا بالملايين الخمسة المعرضين للإبادة.

 

النكتة كانت تعني أن الإعلام يركز عادة على ماهو مشوق وشاذ، وليس على القاعدة، من هنا يركز عالم التواصل والاعلام على كل ماهو غريب ومثير ، ومن هنا فقد احتلت التسريبات السياسية والاجتماعية الاهتمام، والجدل حول التسريبات، مستمر منذ ما بعد 25 يناير 2011،. والفرق هو المنظور الذي ينظر منه الشخص للتسريب، فإذا كانت لصالحه يبررها ويفرح لها، وإن كانت ضده يستنكرها، ولا أحد يعترف بالجهل، أو يعترف بأنه يصنع رأيه من خلاصة الشائعات الطبيعية.

 

هناك يوميا شائعة أو أكثر تحتل المرتبة الأولى في سجل الاهتمام العالمي، وأكثر الشائعات تأثيرًا هي التي تتكون من «ربع الحقائق وثلاثة أرباع الأكاذيب»، تستند على مقدمة صحيحة، مثل القول إن هذه الأخبار تسربت من جهات أمريكية كانت تراقب «الإيميلات» الخاصة بزعماء العالم، في إشارة إلى قضية «سنودن»، وبناء على خبر يتم وضع أي أكاذيب.

 

في السابق كانت جملة «كلام جرايد» تعنى ان الصحف تنشر اخبارا ناقصة أو غير موثقة، واصبح كلام فيس بوك او سوشيال ميديا ظاهرة عالمية، واشارت بعض الإحصائيات لوجود 40 - 50% من أخبار فيس بوك شائعات، مارك زوكربيرج أعلن عن سياسات جديدة تقلل من الأخبار المفبركة والشائعات، لكنه لم يحدث فالتنقية تقلل الدخول وتسبب خسائر.

 

ويحمل الفصل الثامن عنوان " شاهد قبل الحذف.. واكذب «سري للغاية»

في الانتخابات الأمريكية2016 الديمقراطيين وهيلاري كلينتون اتهموا «فيس بوك» بأنه منحاز لترامب، وأن كثيرا من الأخبار المزيفة والعناوين الخداعة، أثرت على الناخبين.. المفارقة أن حملة ترامب اتهمت جوجل بالتلاعب لحساب هيلاري كلينتون، وتدخل في قوائم البحث ليظهر الصفات الجيدة ويستبعد الصفات السيئة.. رد مارك زوكربيرج أن 5% فقط نسبة الكذب، خبراء عالم التواصل قالوا إن نسبة الكذب لا تقل عن 50%، وأن «فيس بوك» يروج الأخبار الأكثر جاذبية، مهما كانت كاذبة.

 

ويشير المعلق "بال شييف" كيف تم تلميع بعض فصائل المقاتلين في أوروبا الى الشرق الاوسط، كانت الصحف والفضائيات تنشر قصصا وبطولات لشباب الجهاد في سوريا مع الجيش الحر، لكن نفس هؤلاء الشباب تحولوا بنفس صورهم إلى إرهابيين بعد تفجيرات فرنسا وبروكسل ولسان حال المعلقين "نحن صنعنا أسطورتهم".

 

قد يصاب البعض بالمفاجأة إذا عرف أن 5% فقط، يقودون مواقع التواصل الاجتماعي ويطرحون أفكارا جديدة، و95%، يعيدون نشر أو ترديد ما ينشره القادة ويمشون وراءه، ويعجبون به.. وحتى من بين الخمسة وتسعين بالمائة، لا يوجد أكثر من 20% فقط يتخذون مواقف بناء على قراءة الموضوع أو مشاهدة الفيديو، والباقي يحكم من العنوان، أي أنه يسير خلف الخمسة في المائة

 

ويحمل الفصل التاسع عنوان «مشتاق أبوالعرّيف التخصصي

وعندما اخترع الكاتب الراحل أحمد رجب شخصية عبده مشتاق، كان يشير إلى شخصيات تظهر بالفعل، عن شخص مشتاق للمناصب يزعم انه صاحب خبرات نادرة، و امتزجت بأبوالعريف، خبراء ومحللون نراهم يتحدثون في التليفزيونات أو يدبجون مقالات تأييد أو معارضة أو بوستات يعلقون فيها على كل حدث وكل شيء، من العقارات إلى المباني، ومن الاقتصاد إلى النووي والطيران والزلازل، والطب والأعشاب.. وأنتجت فترة ما بعد 25 يناير ظاهرة الإعلامي الذي أصبح سياسيًا، والسياسى الذي أصبح إعلاميًا، والناشط الذي أصبح خبيرًا في إصلاح الأنظمة السياسية و«إعادة بناء الأطر وإعادة تمتين العلاقات الجسرية».. ومعالج روحاني أصبح معلقًا سياسيًا، ومعلق رياضي صار خبيرًا سياسيًا أرض فضائيا، وترك الباحث العلمي مكانه ليصبح محللا في شؤون المياه والأرض والاجتماع والتربية النملية.. والنتيجة أنه اختلط الحابل بالنابل والطالع بالنازل، وأبو قرش على أبوقرشين.. وكل النتيجة حالة كلام.

 

اختفى عبده مشتاق وحل مكانه أبوالعريف التخصصي، الذي يناسب عصر المعلومات والانفجار «الفيساوى المعنوي الاكتوارى التخصصي»، يحل أي أزمة ويفتي في كل قضية وهو جالس في مكانه حول «الفراغ».

 

 

تم نسخ الرابط