السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

صاحب بصيرة يروي سر سعادته بفقد بصره

الشيخ حسن يوسف
الشيخ حسن يوسف

"ما أخذ الله منك  إلا ليعطيك"، هذه العبارة هي الانعكاس الحقيقي، لحياة الشاب حسن يوسف، والبالغ من العمر ٣١عاما، تسبب زواج والده ذي الأصول الصعيدية من ابنة عمه، في حرمان نجلهم الأكبر  من نعمة البصر مدى الحياة.

إلا أنه ساعدته نشأته الدينية علي الوصول به حد الرضا والتكيف مع طبيعة عجزه البصرية، فقد استطاع "حسن"، وحفظ القرآن كاملا في الثانية عشرة من عمره، ثم يلتحق بمدرسة المكفوفين ويتردج في مراحله الدراسية ليحصل علي ليسانس الآداب قسم الفلسفة.

وتبدأ رحلته في الاعتماد على النفس، ومساعدته الذاتية في الانتقال بين المكان والآخر وقضاء جميع احتياجاته بصورة ذاتية، دون الاعتماد على الآخرين، إيمانا منه بأن الشخص دائما ما يكون ثقيلا على من حوله، فلا بد أن تقضي احتياجاتك بنفسك.

ويسكن حسن يوسف بإحدي قري مركز ومدينة فايد التابعة لمحافظة الإسماعيلية، فيخرج يوميا في الصباح، واقفا علي قارعة الطريق يشير لكل سيارة يسمع صوتها، فتقف من بينهم سيارات الاجرة لتوصيله، إلي مدينة الإسماعيلية، وبمرور الوقت يتعرف عليه وعلي طبيعته جميع سائقي الاجرة، فلم يضطر إلي "الاشارة بيده للسيارات" فالجميع يقف اليه بمجرد أن يراه.

ويصل إلي موقف سيارات الاجرة بمحافظة الإسماعيلية، والمعروف ايضا به، فيستقل السيارات متجهة الي بعض المنازل، لتحفيظ أطفالها القرءان الكريم، والذي يعتبر مصدر رزقه الوحيد للإنفاق علي احتياجاته الشخصية، فضلا عن ما  يوفره من مبالغ مالية زهيدة، لو تم الاستعانة به كقاريء للقرءان الكريم في "سرادق العزاءات" لعذوبة وجمال صوته في القرآن.

وعلي الرغم من توفير المبالغ الشهرية الزهيدة، إلا أن بشاشة وجه وابتسامته المميزة، تجعلك على يقين بكونه على قدر كبير من السعادة الحقيقية التي يفتقدها الكثير من الأصحاء ومكتملي الحواس الجسدية. 

ويبرهن علي ذلك قائلا: إن ما يسعدني دائما هو وعد رسول الله صلي الله عليه وسلم، بالجنة لكل من فقد بصره وهو أعظم الأجور التي لا أحلم أو أطمح في أكثر من ذلك، حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من فقد إحدى حبيبتيه وهو راض كان لا جزاء له إلا الجنة” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. 

 فأنا دائم الحمد  والشكر لرب العزة على ما وهبني به وميزني عن غيري، ولا أحلم بشيء في هذه الدنيا إلا أن أكون "قاريئا او مبتهلا  في إذاعةالقناة" فقط لا غير، فقد أغناني الله بفضله عن من سواه وزادي وزوادي الحمد والشكر لله على كثير عطائه وكرمه، أما طموحاتي المالية فيرزقني الله ما يكفيني.

تم نسخ الرابط