شمال سيناء تنعي المجاهد السيناوي د. محمود الأزعر
نعت شمال سيناء.. خاصة مدينة العريش (اليوم).. المجاهد السيناوي الدكتور محمود حمودة الأزعر الصيدلي ابن مدينة العريش الذي كان له دور كبير في قيادة حركة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وقت احتلال سيناء.
وقد ولد الدكتور محمود حمودة الأزعر بمدينة العريش فى ٢٢ ديسمبر من عام ١٩٤١، والتحق بالكتاب وحصل على الشهادتين الابتدائية والاعدادية من مدرسة التعاون بالعريش عام ١٩٥٤، وعلى الثانوية العامة من مدرسة العريش الثانوية العامة عام ١٩٥٨.. ثم التحق بكلية الصيدلة.. حيث كان أول طالب سيناوى يلتحق بالصيدلة ، وحصل على بكالوريوس الصيدلية والكيمياء الصيدلية عام ١٩٦٤، وبعدها بعام تم تكليفه للعمل فى الصحة المدرسية بالعريش، وبعد عامين افتتح أول صيدلية خاصة بالعريش بعد الغاء تكليفه لخدمة أبناء المحافظة، وهس صيدلية ابن سيناء التي لا تزال موجودة حتى الآن ، وكان يديرها الى أن توفاه الله.
وخلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لسيناء.. تم تكليفه من الجهات المعنية بجمع المعلومات ورصد تحركات العدو، وتولى قيادة حركة المقاومة منذ بداية الاضطرابات وتنظيم حركات المقاومة على كافة المستويات.. حيث انضم الى منظمة سيناء العربية وكافة جهات المقاومة الى أن تم تحرير سيناء بعد انتصارات أكتوبر والانسحاب الاسرائيلي، وقد عاد الى وطنه فى صفقة لتبادل الأسرى، وأصر الرئيس أنور السادات على أن تتضمن القائمة الأولى للأسرى المفرج عنهم 64 بطلا من سيناء من بينهم الدكتور محمود حمودة الأزعر الذي عاش بيننا رمزا للبطولة والفداء دون انتظار المقابل ليلقن الأجيال الجديدة دروسا في الوطنية وكيفية الحفاظ على الأرض, التي رسم الأجداد حدودها بأشلائهم.
وقد تم تكريمه بعد تحرير سيناء بمنحه نوط الامتياز من الطبقة الأولى من الزعيم الراحل أنور السادات باعتباره أحد مجاهدى سيناء.. كما تم تكريمه على كافة المستويات الرسمية والشعبية والتنفيذية.
ويقول الباحث السيناوي محمود الشوربجي أن الفقيد الدكتور محمود الأزعر هو أحد أبطال سيناء العظماء، وأحد مناضليها ضد الاحتلال الإسرائيلي وصاحب أقدم صيدلية في سيناء، ويعد أهم شخصية في سيناء.
ويحكى أن القدر الذي جعل منه أول طالب سيناوي يلتحق بكلية الصيدلة هو نفس القدر الذي سجل اسمه على رأس قائمة الأبطال الذين أعادوا صياغة تاريخ سيناء عقب هزيمة1967.. حيث أصبحت صيدلية ابن سيناء في شارع 23 يوليو بالعريش مقرا لاجتماعات الأحرار من أبناء سيناء لدراسة ما يمكن عمله من أجل تحرير الأرض والعرض، وكانت البداية بتكوين مجموعة لكتابة المنشورات ضد الاحتلال لرفع الروح المعنوية للمواطنين.
وبعد مشاركة الدكتور محمود في أكثر من عملية لاجلاء الجنود المصريين الذين تاهوا في الصحراء وتوصيلهم بأمان الى الضفة الغربية للقناة.. بدأ في تنفيذ بعض المهام الكبيرة في جمع المعلومات عن أعداد جنود الاحتلال والمعدات الحربية وأعدادها واتجاهات التحرك وأماكن التواجد.. ثم خطط لعدد من العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال ومعه مجموعة من المجاهدين الذين أبلوا بلاء حسنا فيها، وكان لهم دور فاعل أثناء حرب أكتوبر حتى تحقق النصر وتم تحرير سيناء.
ويؤكد الدكتور يحيى البلك أن الدكتور محمود حمودة الأزعر صاحب تاريخ طويل من البذل والعطاء لبلده الصغير العريش ووطنه الكبير مصر، حيث إنه بعد تخرجه في كلية الصيدلة وجد أن مدينته الصغيرة تفتقر الى صيدلية خاصة توفر للأهالي ما يريدونه من دواء.. فآثر الدكتور محمود أن يستقيل من وظيفته الحكومية بكل مزاياها في ذلك الوقت وافتتح صيدليته الخاصة لخدمة الأهالي واختار لها اسم "ابن سينا" وكأنه أراد أن يقول أنه كان وسيظل ابن سينا الوفي.. وبعد فترة قامت حرب يونيو ١٩٦٧ واحتلت القوات الإسرائيلية سيناء، وحينئذ ظهرت جوانب أخرى من الجوانب المضيئة في شخصية الدكتور محمود، وهي: التضحية ومقاومة الاحتلال، فأسس مع مجموعة من أبناء العريش خلية سرية قامت بأعمال فدائية أربكت العدو الإسرائيلي، وأوقعت بجنوده ومعداته خسائر فادحة حتى تم اكتشاف أمره والقبض عليه وعلى أعضاء الخلية والحكم عليهم بالسجن.. حتى تم اطلاق سراح الدكتور محمود بعد تحرير العريش، وعاد الدكتور محمود ليواصل مهمته الإنسانية في خدمة أبناء مدينته ومحافظته.
وأضاف عماد البلك أننا بفقد الدكتور محمود نعزي أهل سيناء وأبناء مصر والشرفاء في العالم لوفاة أحد رموز النضال السيناوي ضد المحتل الصهيوني، والذي منحنا شرفا كبيرا فاستحق أن يخلد اسمه في ذاكرة الوطن لأنه كان رمزا وطنيا كبيرا لسيناء وأهلها.
ويقول عبد القادر مبارك رئيس اتحاد الصحفيين والمراسلين بسيناء أنه في ذكرى انسحاب القوات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية من سيناء بعد العدوان الثلاثى على مصر.. تفقد سيناء بطلا من ابطالها فى مقاومة العدو الصهيوني، وهو المجاهد الدكتور محمود حمودة الأزعر.



