عاجل
الخميس 4 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي

قبائل الفلاني

قبائل الفلان
قبائل الفلان

يُعد الفولاني أو الفلان من القبائل المهمة في بلاد السودان الغربي، حيث شكلوا جزءًا من العناصر السكانية لممالك غانة ومالي وصنغي، وفي بداية القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي كانوا تابعين لمملكة غانة، واعتنق معظم الفلان الموجودين بها الإسلام مع القبائل الأخرى التي اعتنقته آنذاك.



 

وتقطن قبائل الفولاني حاليًا المنطقة الواقعة في أعالي النيجر وحتى نهر السنغال منذ القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، ثم استوطنت جهات متفرقة في بلاد السودان الغربي إلى الشرق والغرب من نهر النيجر الأوسط، وتوجد منهم اليوم جماعات في كل تلك المناطق، والفولاني إما دعاة مسالمين متنقلين أو زراعًا مستقرين، ويشكلون الطبقات الحاكمة في بعض أجزاء نيجيريا الشمالية، وقد نشروا نفوذهم خلال حكم مملكة غانة، ثم شقوا طريقهم إلى بلاد الهوسا.

 

وقد وجد الشعب الفلاني في الطبيعة المنفتحة لبراري السودان الغربي مجالًا سهلًا لتوسعهم، فعمل الفلانيون كرعاة للأبقار، وتركزوا في منطقة فوتا تورو بحوض نهر السنغال الأسفل، ومنها انتشروا شيئًا فشيئًا عبر براري السنغال، وحتى ما وراء تشاد واختلطوا بشعب الماندنجو.

 

ونتيجة لطبيعة عملهم في مجال الرعي كان هناك صنفان أحدهما يتمثل في الرعاة المتنقلين بماشيتهم الذين ساعدهم نمط عيشهم القائم على الترحال والحركة في التأثير على جهات واسعة من السودان الغربي، وأمدهم بقدرة على التأقلم جعلتهم يتفوقون على غيرهم من شعوبها، أما الصنف الثاني فيضم المزارعين المستقرين وسط شعوب غريبة عنهم، وعاش الصنفين على منتجات هذه الحرف، وفي كثير من الأحيان كانوا يبادلون منتجاتهم بمنتجات بعض الجماعات الأخرى، فكانوا يحصلون على الأسماك من صيادي السوروكو مقابل بعض منتجات ماشيتهم.

 

وبعد سيطرة مالي على غانة في نهاية القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، أصبح الفلانيون جزءًا من شعب المملكة الجديدة، وازداد انتشار الإسلام بينهم، واستقرت أعداد كبيرة منهم منذ القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي في منطقة ماسنة التي أصبحت أحد أهم نقاط ارتكازهم.

 

وفي مملكة صنغي عومل بعض الفلانيين معاملة قاسية، وذلك منذ أيام سني علي (869-898ه/ 1464-1498م) الذي كان يقتل كل من وجده من الفلانيين عالمهم وجاهلهم رجالهم ونساءهم، ويشير المؤرخون إلى أن سلطان صنغي سني علي "أغار على الفلانيين من قبيلة سنفتير، وبعث كثيرًا من نسائهم لكبراء تنبكت وبعض العلماء والصالحين وأمرهم أن يتخذوهم جواري، فمن لا يراعي أمر دينه اتخذها كذلك، ومن يراعي أمر دينه تزوج منهم"، ولهذا فإنه لم يشغل أحد من الفلانيين في عهد سني علي أي منصب في الإدارة أو القضاء لعدم ثقة سني علي في الفلان، فظلوا منذ ذلك الحين حتى نهاية مملكة صنغي عام (1000ه/ 1591م) أتباعًا يتعرضون للإغارة عليهم باستمرار من أجل اتخاذهم كعبيد أرقاء، وبالتالي تدهور وضع الفلانيين في مملكة صنغي، وتدهورت منزلتهم ومكانتهم مقارنة بما كان عليه الوضع في زمن مملكة مالي.

 

مدرس التاريخ والحضارة الإسلامية – جامعة الأزهر  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز