تعرف على خريطة واهداف المشروع القومى العملاق " تطوير القرى االمصرية "
متابعة دورية من قبل رئيس الجمهورية لكل ما يدور ويحدث على أرض مصر، مشاكل كثيرة رصدها خلال متابعته الدقيقة، فتغلب عليها وأطلق مشروعات قومية عملاقة نابعة من إرادة فولاذية لتجاوز وقهر تلك المشكلات.
ففور الانتهاء من مشروع وافتتاحه، ينتقل بتفكيره الى مشروع آخر معتمدا على المنهج العلمى في التخطيط والتنفيذ، مما يؤكد أننا تحت إرادة وإدارة قوية وقائد حكيم استطاع ان يجعل الجميع يعملون تحت قيادته في تناسق وانسجام تام، كأننا نستمع الى سيمفونية موسيقية تعزف لتقدم الوطن.
ورصد الرئيس حاجة بعض القرى المصرية للتطوير، فأعطى إشارة البدء وأطلق "مبادرة حياة كريمة" وأعقبها إطلاق "مبادرة تطوير القرى المصرية"، ليعم الخير والتطوير أنحاء الجمهورية، ليعكس ذلك رؤية واضحة دوما في ذهن الرئيس وهى "خدمة المواطن البسيط" و"النهوض بالمستوى المعيشي والاقتصادي له" وهى استراتيجية واضحة يسعى في تنفيذها وتحقيقها بكل ما أوتى من قوة.
مشروع قومى عملاق
وفور أن أعطى الرئيس التوجيهات وإشارة البدء لتطوير القرى المصرية، تكاتفت جميع الوزارت للعمل على المشروع،وصدقت الحكومة على اعتبار "مشروع تطوير القرى المصرية" مشروعا قوميا، وذلك لتسهيل الإجراءات الخاصة بالتراخيص والإنشاءات والإستثناء من سداد الرسوم الخاصة بالتصاريح، ليؤتى المشروع ثماره في اقرب وقت ممكن.
أهداف المشروع
ويساهم هذا المشروع في تغيير وجه الريف المصري بشكل كبير، حيث يستفيد منه نحو 58 مليون مصري يسكنون بالريف المصري، وذلك بحجم إنفاق يتجاوز 500 مليار جنيه.
و يستهدف المشروع تطوير البنية التحتية لـ1500 قرية مصرية واقعة ضمن 50 مدينة مصرية بـ22 محافظ وتقدر تكلفته بنحو 500 مليار جنيه لتطوير البنية التحتية وتطوير المراكز التعليمية والصحية بتلك القرى.
كما يستهدف الارتقاء بجودة حياة المواطنين وتحسين مستوى المعيشة، وتحقيق السلام والأمن المصري باعتباره أولوية قصوى للأمن على المستويين الوطني والإقليمى كضرورة لتحقيق التنمية المستدامة، كما يستهدف إقامة اقتصاد قوى تنافسى ومتنوع قائم على المعرفة من خلال التحول الرقمى ورفع مرونة وتنافسية الاقتصاد.
رئيس الحكومة
وفى هذا الصدد اكد د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، أن هذا المشروع يساهم في تنفيذه معظم الوزارات، وهو ما يتطلب التنسيق الدائم والمستمر، مؤكدا على أنه سيتم عقد اجتماع أسبوعى لمتابعة ما يتم تنفيذه على أرض الواقع في هذا المشروع الذي سيحقق نقلة نوعية في شكل الدولة المصرية.
منوهاً إلى أن نحو 60% من الشعب المصري سيشعر بثمار الإصلاح الاقتصادى، من خلال تنفيذ مثل هذه المشروعات، التي نبذل أقصى جهودنا لكى يتم تنفيذها على أفضل صورة ممكنة.
وشدد مدبولي على أهمية متابعة كل وزير لأعمال تنفيذ مشروع القرى المصرية، الذي سيكون علامة فارقة في تاريخ القرية المصرية.
تكاتف الوزارات
من جانبه أكد اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، أن مشروع تطوير القرى المصرية يستهدف إحداث تطوير شامل لكافة قرى الريف المصري الذي يعيش فيها 56% من السكان خلال ثلاث سنوات فقط وذلك من خلال العمل على مستوى مراكز إدارية بالكامل، وتبدأ المرحلة الأولى للبرنامج ب51 مركز سيتم انهاء الأعمال المطلوبة بها خلال عام واحد.
وأضاف شعراوى أن المبادرة تعد نقلة نوعية غير مسبوقة فى تاريخ التنمية فى مصر، حيث لم يسبق منذ عقود أن تبنت الدولة برنامجاً شاملاً بهذا الحجم لتطوير كافة القرى المصرية.
وأوضح أن المشروع القومى يعد تعبيراً عن النجاح الذي حققته الدولة المصرية فى برنامج الإصلاح الاقتصادى والذي بدأته منذ عام 2014 تحت قيادة الرئيس، واستكمالاً لحركة البناء والعمران التي طالت كل شبر فى أرض مصر .
لافتاً إلى أنه جاء الوقت الذي يجنى فيه الريف المصري ثمار هذا الإصلاح، حيث يهدف البرنامج إلى التطوير الشامل للبنية الأساسية والخدمات الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية فى كافة القرى، فضلا عن تحسين أوضاع الفئات الأولى بالرعاية بكل قرية.
وأوضح، أنه سيتم إشراك المقاولين المحليين بمشروعات البنية التحتية لتوفير فرص عمل للعمالة المحلية فى المشروعات التي سيتم تنفيذها خاصة فى القرى المستهدفة، بما يسهم فى إعطاء دفعة قوية للاقتصاد المحلى فى المراكز والقرى المستهدفة وسرعة تنفيذ المشروعات.
خريطة المشروع
وكشفت الوزارة عن خريطة توزيع المراكز المستهدفة ضمن مبادرة الرئيس حياة كريمة، حيث تتضمن 7 مراكز فى محافظة أسيوط، 7 مراكز فى سوهاج، 6 مراكز فى البحيرة، 5 مراكز فى قنا، 5 مراكز فى المنيا، ومركزين فى كل من محافظات أسوان والأقصر المنوفية والفيوم وبنى سويف والجيزة، ومركز واحد بكل من محافظات الوادى الجديد والقليوبية والدقهلية والإسكندرية والغربية والشرقية والإسماعيلية ودمياط وكفر الشيخ.
تشاور بين الحكومة والمواطنين
وأكد الوزير أن خطط المشروع تم وضعها بشكل تشاركى من خلال التنسيق مع كافة الجهات التنفيذية، حيث بدأت المحافظات حالياً فى عرضها على المواطنين والتشاور معهم من خلال آليات تشاركية فعالة، لافتا إلى أن هناك تكليف للمحافظات بتشكيل لجان تنمية مجتمعية ومنتديات شعبية على مستوى المراكز والوحدات المحلية القروية لتعزيز التواصل مع المواطنين وتنفيذ التكليفات الرئاسية وإشراك المواطنين فى متابعة تنفيذ المشروعات التي يجرى تنفيذها بمراكزهم .
ملامح المشروع
وأوضحت وزارة التنمية المحلية، ملامح الخطط التنموية المتكاملة للمراكز المستهدفة فى المحافظات، حيث تتضمن كافة مشروعات البنية الأساسية التي سيتم تنفيذها على التوازى وهى مشروعات الصرف الصحي، ومد وتدعيم وإحلال وتجديد شبكات مياه الشرب، مد شبكات الغاز الطبيعى وشبكات الاتصالات المحدثة ورصف الشوارع الرئيسية والطرق الواصلة بين القرى وتوفير خدمات الإنارة العامة، حيث سيتم الانتهاء من هذه المشروعات فى نفس الوقت ليتم بعدها رصف وتمهيد الشوارع دون الحاجة لتكسيرها مرة أخرى كما كان يحدث من قبل.
وأضافت الوزارة أن الخطط التنموية تتضمن أيضاً توفير الخدمات التعليمية والصحية والشبابية وخدمات الطب البيطرى وخدمات التضامن الاجتماعى.
معايير اختيار القرى
وأكد الدكتور خالد قاسم، مساعد وزير التنمية المحلية، أن هناك 9 معايير يتم على أساسها اختيار القرى التي يتم العمل عليها، على رأسها نسبة الأميين، نسبة الأسر التي تعولها الناس، ونسبة الأسر المحرومة من شبكات المياه والصرف الصحي.
وتابع أنه تم إنشاء 375 مجمعا ريفيا في المرحلة الأولى من مشروع تطوير القرى، مشيرًا إلى أنه تم العمل على رفع كفاءة مناحي الحياة المختلفة من صحة وتعليم وصرف وشبكات مياه وكهرباء.
توفير احتياجات المشروع
من جانبها أشارت وزيرة التجارة والصناعة إلى أنه تم التواصل مع وزير الإسكان، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وهما الجهتان اللتان ستتوليان تنفيذ المشروعات الإنشائية في مشروع تطوير القرى المصرية، ضمن مُبادرة الرئيس "حياة كريمة"، لتحديد كل احتياجاتهما، والتنسيق مع كل المصنعين لتوفيرها من المنتجات المحلية.
جولات على أرض الواقع
من جانبها، تفقدت المهندسة راندة المنشاوي، مساعد أول رئيس مجلس الوزراء، عدد من القرى المستهدف تطويرها، وأوضحت المنشاوى، أنه تم التنسيق مع إدارة النظم بالقوات المسلحة لتصميم "تطبيق" لمتابعة المبادرة بشكل تفصيلي.
من جانبه، قال د. خالد عبد الفتاح مدير برنامج حياة كريمة بوزارة التضامن، أن هناك أولوية لمحافظات الوجه القبلى في المرحلة الأولى لمشروع تطوير القرى لأنها الأكثر احتياجا للتطوير.
المجتمع المدنى والمشروع
وقال مصطفى زمزم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الخير، إن الشراكة ما بين الدولة والقطاعين المدنى والخاص، عامل رئيسي لإنجاح مبادرة تطوير القرى المصرية.
أضاف زمزم، أن الريف المصري يشهد نظرة لأول مرة فى التنمية المستدامة خلال الفترة الراهنة، وهذا الأمر سيسجل فى التاريخ، لأنه لم يحدث هذا الأمر فى مصر، منذ عهد محمد على، أن يتم تطوير القرى فى مشروع متكامل بهذا الشكل الكبير.
وأوضح زمزم، أن هجرة أهالى الريف خلقت مناطق عشوائية ضخمة جدا عانت منها الدولة المصرية لسنوات طويلة، حتى تدخلت الدولة لتطوير المناطق العشوائية.
وأشار إلى أن أعمال التطوير فى القرى تشمل تنمية المنتجات المحلية فى هذه القرى المصرية، وتصدير هذه المنتجات، مثل أعمال السجاد وغيرها من المشروعات الأخرى.
إنجازات على أرض الواقع
لم يمر وقت طويل على إطلاق المبادرة، ونجحت في إثبات تواجدها على أرض الواقع، ووصلت مؤخرا الى قرية دار السلام بمحافظة الفيوم لتغير ملامح الحياة فيها، حيث انه تم تطوير العديد من المنازل بالقرية، وعمل جميع ما تحتاجه من بنية وتحتية وخلافه، مثل السباكة والكهرباء والسيراميك والدهانات والتي تم اختيارها بألوان مبهجة، كما تم تزويدها بالفرش المناسب لتلك المنازل، وما تحتاجه من أجهزة كهربائية واغطية وجميع متطلبات الأسرة المصرية.
كما وفرت المبادرة فرص عمل للمواطنين بالقرى الأكثر احتياجا، وتم انشاء مشروع لصناعة السجاد بالقرية، لتشغيل الكثير من أبناء القرية، بداية من تدريبهم وحتى احترافهم.
من جانبه، دعا العديد من المواطنين بالقرية للرئيس السيسي، لما وجدوه من رعاية واهتمام، مؤكدين "دلوقتى عيشتنا راضية وكويسين، وربنا يبارك للريس".
الخرطوم بالبحيرة
وقال المهندس أسامة داود، رئيس مجلس مركز ومدينة بدر، أن قرية الخرطوم بالبحيرة، كانت في احتياج شديد لتوفير الخدمات والمشروعات لتسهيل الحياة اليومية لأهلها.
وأضاف أنه مؤخراً قد تم انشاء 20 مشروع خدمى في القرية لصالح المواطنين، ابرزها انشاء مدرسة الخرطوم للتعليم الأساسي، ورفع كفاءة العمل بها، بجانب مركز شباب متطور به ملعب خماسي لخدمة شباب القرية.
وفى ذات السياق، أكد أسامة العطار، منسق مؤسسة صناع الخير بالبحيرة، انه تم حصر جميع المنازل المتهالكة في القرية، وقد تم البدء بتطوير الأشد احتياجا منها، حيث تم تركيب اسقف خرسانية وابواب وشبابيك واطقم صحية في تلك المنازل.
من جانبه، أكد أحد المستفيدين من مشروع تطوير القرية، ان منزله كان متهالكا، وبعد التطوير "أخذه على المفتاح"
محافظة الدقهلية
وقالت منال الغندور، سكرتير عام مساعد محافظ الدقهلية مسؤول لجنة مبادرة حياة كريمة، إنه سيتم تطوير قرية الضاهرية ضمن تطوير 26 قرية بمحافظة الدقهلية من خلال مبادرة حياة كريمة.
وأضافت الغندور، أن تلك القرى سيتم بدء العمل فيها بدءا من يوم الاثنين المقبل، ويتم العمل فيها بالتوازي حتى يتم الانتهاء منها خلال عام على الأكثر، مؤكدة أنه سيتم إدخال البنية التحتية فيها من مياه كهرباء وصرف صحي ويستجد على ذلك توصيل الغاز الطبيعى لمساكنها، بجانب توفير وحدات الإسعاف والإطفاء اللازمة، وبناء الكباري العلوية، وتوفير كافة الخدمات والمرافق الحيوية.



