عاجل
الأربعاء 24 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
أمن العرب يبدأ من القاهرة 

أمن العرب يبدأ من القاهرة 

يأتي الإعلان عن تأسيس المنتدى العربي الاستخباري واختيار القاهرة مقرا له ليؤكد الدور المحوري والهام للدولة المصرية، كما يعكس إدراك الإقليم لأهمية مصر وثقلها على الصعيد الاقليمي والدولي، وفي حقيقة الامر فإن تزايد حدة الأزمات المتعددة والتحديات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة وكذا الساحتين الدولية والإقليمية، والتي تنعكس تداعياتها على أمن واستقرار الدول العربية ومستقبل شعوبها.



 

وأكد ضرورة وجود وانشاء هذا المنتدى الذي يساهم في تبادل الرؤى ووجهات النظر للتعامل مع التحديات المتسارعة التي تواجه المنطقة العربية. وفي هذا السياق فإن اختيار القاهرة مركزا لهذا المنتدى الاستخباري يحمل في طياته العديد من الدلالات وهي:

 

- لا يمكن الحديث عن أمن واستقرار المنطقة بدون مصر ن فمصر هي الفاعل الرئيس في معادلة الامن الاقليمي والدولي.

 

- الدولة المصرية منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى الان تركز على ضرورة حماية الامن القومي العربي وصون مقدراته لذلك نجد ان الخطاب السياسي للرئيس عبد الفتاح السيسي سواء في الداخل أو الخارج دائما ما يتطرق إلى ضرورة الحفاظ وصون الامن القومي العربي واعتباره أن أي تهديد للدول العربية أو لدول الخليج العربي هو بمثابة تهديد للأمن القومي المصري.

 

- مصر هي الدولة العربية الوحيدة القادرة على الدخول في اي مفاوضات أو عملية سياسية في اقليم وتقدم ضمانات سياسية وامنية تكون كفيلة بنجاح هذا المسار عكس دول اخرى لم تستطع ان تقدم سوى ضمان مالي فقط.

 

- لا توجد دولة في المنطقة العربية تحملت الكثير من الازمات والمشاكل والاعباء والالتزامات مثلما تحملته مصر من اجل الدفاع عن القضايا العربية وحماية مقدراتها وقد دفعت الكثير من اجل حماية الامن القومي بل يمكن القول ان الحروب التي خاضتها مصر منذ عام 1948 وحتي معاركها السياسية والدبلوماسية الحالية كانت في سبيل الدفاع عن الاشقاء العرب وقضاياهم ويأتي في مقدمة تلك القضايا القضية الفلسطينية والليبية واليمنية والسورية.

 

- ثقل مصر السياسي والعسكري جعلها طرف فاعل واصيل في المعادلات الدولية والاقليمية في المنطقة لذلك كانت مصر حاضرة في عمليات التسوية السياسية واعمال التهدئة وخفض التصعيد في دمشق وحلب وحمص، ثم اتفاق المصالحة الفلسطينية، ووثيقة "إعلان القاهرة" لتوحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحرصها على الحفاظ على وحدة وسلامة الاراضي الليبية من خلال وضع خطر احمر للدول والقوى الاقليمية الداعمة للعناصر والجماعات الارهابية التي انتشرت في ليبيا.

 

الأيام والسنوات الحالية اثبتت نجاعة الرؤية المصرية بشأن أمن واستقرار الدول العربية خاصة عندما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة ومن خلال منبر الامم المتحدة خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكثر من دورة إلى ضرورة الحفاظ على الجيوش الوطنية للدول والابقاء على المؤسسات الوطنية وعدم تدميرها أو تفكيكها لأن البديل لحل الجيوش الوطنية هو الارهاب والتطرف والعنف. كما حذر من مخططات التفكيك والتقسيم على أسس عرقية وطائفية، وإضعاف الدولة الوطنية، وتزايد التدخلات الخارجية في أزمات المنطقة، بجانب الدور الخارجي الهدام بتلك الأزمات، بالشكل الذي يهدد وحدة وسلامة أراضي الدول العربية.

 

واليوم ومع بدايات عام 2021 أعلن عن تشكيل المنتدى العربي الاستخباري والذي يعد الاول من نوعه في المنطقة العربية، ويهدف إلى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والجريمة المنظمة، وكذلك أفضل الممارسات والسبل للمواجهة الفعالة لتلك التهديدات على نحو شامل يراعي الأبعاد والخصوصيات التنموية والاجتماعية والثقافية للدول العربية، ويحقق لها الأمن والاستقرار. سوف تكون على اولوية اهتمامات المنتدى.

 

ولا شك ان اختيار القاهرة مقرا له من شانه تفعيل عمله كآلية قوية وداعمة للتعاون الاستخباراتي الوثيق بين الدول العربية الشقيقة، فضلًا على العمل على وضع منظومة متكاملة ومحكمة لمكافحة الإرهاب تعتمد على تقاسم الأدوار وتبادل الخبرات والتحديث والتطوير المستمر لآليات المواجهة في هذا الشأن.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز