السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

نقاد وخبراء اجتماع: صورة "زوجة الأب" الشريرة سيطرت علي الفن بحجة جذب الجمهور

عدد من الفنانين
عدد من الفنانين

تلعب الأم الثانية "زوجة الأب" دورا أساسيا في حياة الأسرة سلبا أو إيجابا، تختلف أو تتفق مع دور زوجة الأب فهو الواقع المرير الذي نعيشه، فالغالبية العظمي تلعب دورا سلبيا في الحياة والقلة القليلة تلعب دورا إيجابيا كأم ثانية أو بديلة للأم.

 

ولأن الفنانات يعيشن في المجتمع ويتأثرن به ويؤثرن فيه، فقد استطعن تجسيد دور الأم الثانية أو زوجة الأب سواء أكان إيجابيا أو سلبيا ببراعة فائقة ،وتزامنا مع عيد الأم "بوابة روزاليوسف" القت الضوء علي الصورة الذهنية التي رسختها الأعمال الفنية للأم الثانية "زوجة الأب" وتأثيرها على تشكيل وعي الجهور والعنف الأسري. 

 

"صورة نمطية من الواقع"

 

وقالت الناقدة الفنية ماجدة موريس أن الفن المصري استطاع وبقدر كبير أن يقدم صورة نمطيه للأم الثانية "زوجة الأب"، باستثناء قله قليلة في تجسيد صورة زوجة الأب الشريرة التي تسئ معاملة أولاد زوجها وكل مهمتها في الحياة أن تطردهم من المنزل وإذا رزقها الله بأولاد فتفرق كثيرا في المعاملة بينهم.

 

وأضافت إلي أن هذه الصورة النمطية ساهمت بجزء كبير جدا في التأثير علي المجتمع خاصة في الفئات الأقل تعليما والأقل وعيا بمعنى أن الغير متعلم الدراما تؤثر به دون تفكير منه إلا إذا كان هو لديه وضع مختلف.

 

وأشارت إلى أن المجتمع نفسه ليس به تسامح في قضية زوجة الأب وأبناء زوجها والعكس أيضا قضية زوج الأم، ولو أي إنسان متابع جيد لصفحات الحوادث التي تحدث في مصر سيجد حوادث مرعبة سببها هذا.

 

وأكدت على أنه هناك استثناء بسيط  لزوجة الأب يكونوا طيبين، رغم أنه من المفترض أننا مجتمع متسامح وطيب، فالفن قدم صورة سلبية لزوجة الأب فهي من الواقع.

 

"لا تجسد الواقع "

 

وأكدت الناقدة الفنية ماجدة خير الله أن الشكل المتعارف عليه أو الكلاسيكي هو السيدة الشريرة التي تعامل أولاد زوجها بعنف أو بعدم رحمة لأنها تحب أولادها أكثر إذا كان عندها أولاد من نفس الزوج، فنادر جدا عندما جسد الفن لنا حالات نادرة الوجود وهي التي تمثل زوجة الأب المثالية.

 

وأضافت أن صورة الأم الثانية "زوجة الأب" المقدمة في الفن المصري تختلف في بعض الأشياء عن الحقيقة، فالحقيقة بها اختلافات كثيرة حتي في المجتمعات البسيطة ،فلا نستطيع أن نقول أن النماذج المقدمة في الفن المصري هي التي تجسد الواقع.

 

"الأم الثانية "

 

وأشار الناقد الفني طارق الشناوي إلى أن صورة الأم الثانية "زوجة الأب" الشريرة عادة هي المسيطرة علي الموقف علي الرغم أنها تعتبر من الناحية القانونية الأم الثانية فهذا توصيفها الاجتماعي، ولكننا نضعها دائما في قائمة العدو.

 

"الجانب الشرير"

 

وأضافت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي أنه من الممكن لأي عمل فني رسم صورة ذهنية معينة وذلك يتوقف علي توجهات العمل نفسه ،فزوجة الأب في العقل الجامعي أنها سيدة شريرة  وتعامل أولاد زوجها بقسوة شديدة ،فمن الممكن أن يكون جانب من هذه الصورة حقيقي ولكن الدراما تكثف وتعمق الجانب الشرير لأنه الأكثر جاذبية لأنها لو أخرجتها في صورة طيبة فلن تجذب الجمهور.

 

ومن هنا فيكون تركيز القائمين علي صناعة الدراما علي الجانب الشرير لاعتقادهم بأنه الأكثر جاذبية من الطيب، وزوجة الأب عادة ما يكون الجمهور يضعها في صورة السيدة الشريرة، فالفن لم يقدم صورة الأم الثانية"زوجة الأب" بالشكل الأمثل لأن ذلك شئ نادر حدوثه.

 

"نماذج مريضة"

 

ومن جانبه أشار أستاذ علم النفس والاجتماع د.علاء مرسي إلي أنه ليس دائما الأم الثانية"زوجة الأب" شخصية شريرة فمن الوارد أن تكون هناك شخصية طيبة.

 

وأضاف أن المعالجة الدرامية لصورة "الأم الثانية" تطرح لنا نماذج مريضة لزوجة الأب حتي نتعلم منها أو نتعلم كيف نتفادى حدوث ذلك  ولكن ذلك ليس معناه أنها تعبر عن الواقع بأكمله أو الحقيقة المطلقة.

 

وأكد أن خطورة هذه المعالجة الدرامية تكمن في أننا نشاهد هذه الأعمال بكثرة فنعتاد عليها حتي يصبح الأمر عادي ونتقبله فيصبح ذلك المعتاد في المجتمع فيجب أن نشاهد كجمهور متفاعل وليس كجمهور سلبي يتلقي ما يقدم له دون أي تفكير.

 

"الدراما تتفق مع الواقع بحد كبير"

 

وأضافت د.سوسن فايد أستاذة علم النفس والاجتماع  أنه قبل الدراما ومعالجات المضامين الإعلامية مستقر في الوجدان من التراث أنه لا بديل عن الأم ومن الغالب أن زوجة الأب تكون حريصة علي الانفراد بالزوج ولا تريد أي شئ يذكرها بالزوجة الأولي ،فقلما وجود حالات تكون فيها زوجة الأب حرمت من نعمة الأولاد وتشعر بأن أولاد زوجها نوع من العوض لها.

 

وأكدت أن مشكلة الأعمال الفنية في التعميم علي كل زوجات الأب والمبالغة عن الصورة الواقعية ،وعالج الفن المبالغة بشخصية أمينة في مسلسل"عائلة الحاج متولي" فالدراما تتفق مع الواقع إلي حد كبير.

 

"مشاكل إنسانية"

 

وقال د.محمود أبو العزايم أستاذ علم النفس والاجتماع أن الأعمال الفنية لها تأثير مباشر علي شخصية الإنسان ،فالإنسان يتشكل وجدانه ومزاجه من ما يتلقاه من تربية أومن مشاهد يراها خاصة من الإعلام.

 

فعندما يجلس أمام التلفاز ويتلقي أحاسيس إنسانية كلها أن زوجة الأب إنسانة مجرمة أو قاسية فكل ذلك يشكل وعيه ورسم صورة ذهنية بشكل سلبي وقد يؤدي هذا إلي مشاكل إنسانية.

تم نسخ الرابط