في عالم معاصر هو عالم واحد، يتطور بسرعة مذهلة، تتابع الأستاذة الدكتورة منى صفوت أستاذ علوم المسرح بكلية الآداب جامعة عين شمس هذا التطور المذهل، وهي تعمل الآن على مسألة مزج العلوم بالفنون، فتقدم البرامج المشتركة التي تدرسها الجامعة الآن لإضافتها لمناهجها في دراسة التمثيل عبر الدراسات العصبية ودراسات المخ البشري في تعاون مع كلية الطب، وبرامج لدعم التسوق عبر فنون الأداء في تعاون مع كلية التجارة، وغيرها من المجالات المشتركة بين الفنون والعلوم.
وفي هذا الصدد، وفي نقاش معها أرسلت لي مواد علمية شيقة وجديدة، واحدة منها بعنوان مسرح الروبوت Robotic theatre وهو نوع مسرحي جديد يمثل واحدًا من أبرز مجالات تفاعل العلوم مع الفنون المعاصرة.
وقد خرج الأمر من دائرة البحث وفرضياته إلى الأمر الواقع، إذ توجد شركة مسجلة رسميًا لدى الاتحاد الأوروبي هي شركة الهندسة الفنية Engineered Arts.
وهي واحدة من إنتاجات مشروع الاتحاد الأوروبي لرعاية العلوم والفنون البينية والناشئة في عالم معاصر يؤمن بهدم الحدود البيئية التقليدية بين العلوم والفنون كل على حدة، ويؤمن بتداخل الفنون والعلوم، وإمكانية تعاونها المشترك.
وهكذا تأتي نتيجة التفكير والتمويل في واحدة من تجلياتها بظهور تلك الشركة العابرة للقارات.
شركة الهندسة الفنية التي تكثف عملها في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، وتنتشر في عدد من الدول الأخرى، منها في العالم العربي مصر والسعودية.
أنها شركة الهندسة المحدودة للفنون، والتي طرحت للمسارح وللسنيما ولشركات التليفزيون والرسوم المتحركة تلك الروبوتات الجديدة، ويمكن الحصول عليها بالشكل والصفات التي يريدها المخرج في العمل الفني، سواء كانت شخصيات افتراضية تتحول إلى كائن متكامل المعالم يتحرك ويتكلم وينفعل، أو شخصيات واقعية يعاد إنتاجها بشكل جيد.
وهو مجال عمل جديد في دائرة الصناعة الإبداعية، إذا تعمل الهندسة الفنية على دمج العلاقة بين الروبوتات الفنية البشرية، وفنون المسرح والسينما والأداء.
وهكذا يصبح أمام الفنان فرصًا متاحة لوجود الوحوش الخيالية والشخصيات الافتراضية، بل والشخصيات الواقعية القادرة على التحمل والعمل والانفعال والقيام بمهام ربما تصبح صعبة على الفنان البشري.
الفنان الشريك المتاح الآن هو إنسان آلي بالحجم الطبيعي مصمم robot therpian.
انه جهاز تفاعلي بالكامل، يمكن تزويده بيانات جديدة، وحذف بعض البيانات، وهو متعدد اللغات وسهل الاستخدام، فهو جهاز مثالي للتواصل والترفيه.
إنه الجيل الرابع من الروبوت الذي بدأ العلم فيه منذ أكثر من عشر سنوات من التطوير، انه منصة مجربة، وهي منصة تمكنك من شريك إلى قادر على الفعل والحركة والاستجابة لردود الأفعال.
وفي ذات الوقت هو لا يحب ولا يكره ولا يستغل تلك الرغبات.
ولكن تحركه منصة بحث متعددة الاستخدامات.
ويقدر على فهم المحتوى القياسي المبرمج له، مثل التحيات والانطباعات.
كما انه ومن خلال ملفات واجهة الويب التي تتحكم فيه، يمكن تحميل الصوت الذي نريده، وأي محتوى جديد مخصص له.
وهو إنسان آلي ذكي تم تصميمه للعمل مع الإنسان لتحقيق أهدافه البحثية والترفيهية، كما انه قادر على القيام بمهام الاتصالات المتعددة.
انه المسرح الجديد إذن يتنظر الإنسان الآلي ليشارك الممثلين في تقديم الفنون الجديدة المبهرة.