أستاذ الأدب العربي ببني سويف: الاسم والفعل والدلالة على الزمن

قال الدكتور جودة مبروك، أستاذ الأدب العربي بكلية الأداب جامعة بني سويف: ارتبط في تعريف النحو المدرسي أن الاسم ما دلَّ على معنى مجردٍ من الزمنِ، فهو لا يدلَّ على الزمن ألبةَ، بخلاف الفعل الذي يدلُّ على حدثٍ مرتبطٍ بزمنٍ خلاف بعض الأفعال ، التي منها ما يدلُّ على الزمن ولا يدلُّ على الحدث، وهي "الأفعال الناقصة"، وهي : كان وأخواتها، أما إذا جاءت تامةً فإنها تدل على الحدث والزمن معًا.

وأشار إلى أنه أما ما يدلُّ على الحدث ولا يدلُّ على الزمن فهي الأفعال الجامدة، وإنما هي جامدة لافتقادها للزمن، فمثلا: نعم، وليس، وبئس، وحبذا، وفعلا التعجب، وعسى واخلولق، أفعال دالة على الأحداث، ولا زمن لها، وإن شئت فقل: هي أفعال شاذة من حيث إنها خرجت عن الخيط المرسوم للأفعال، وهي الدلالة الثنائية على الحدث والزمن، أما هي فإنها مجردة للدلالة على الحدث الذي يكمن في وظيفتها الدلالية من مدح أو ذمٍّ أو ترجٍّ .

ولسائل أن يسأل: فما رأيك في قولنا: غدا، وأمس، والآن، أليست أسماءً؟، فإذا كانت أسماء، وهذا ما نعرفه عن الظرف، فهو اسم، ونقول إنه ظرف زمان، فكيف يمكن الجمع بين كون الاسم يدلُّ على معنى غير مرتبط بزمن وظرف الزمان الذي يدل على زمنٍ؟ بل إننا نقول إن اسم الفاعل أو اسم المفعول يدخل ضمن شروط عمله عمل الفعل دلالته على الزمن المستقبل، كقولنا: زيدٌ ضاربٌ عليًّا، فدلالة اسم الفاعل ها ههنا على الاستقبال؛ لذا عمل (ضارب) عمل فعله، ولو قلنا: (زيدٌ ضاربُ عليٍّ) لكانت دلالته على المضي؛ لأن (ضارب) غير عامل. فهل هذا يعني أن الاسم يدلُّ على الزمن مثل الفعل؟ أو أنه يدلُّ في بعض حالاته على الزمن؟ الحقُّ أن دلالة الفعل على الزمن تختلف عن دلالة الاسم، دلالة الفعل على الزمن دلالة صيغة، فهو يدلُّ بصيغته وصورته على الزمن، ويكون محددًا، إما للماضي، وإما للحال، وإما للاستقبال، أما الاسم فيدلُّ بأصل وضعه على هذه الصورة، فأصبحت دلالة: غدًا، وأمس، والآن.. ثابتة غير متغيرة، وأصبح الظرف اسم دال على معنى، هذا المعنى هو الزمن في أصل وضعه له، وليس من جرَّاء اختلاف الصيغة أو الصورة اللفظية التي جاء عليها.