3 سيناريوهات لنتائج الانتخابات الإسرائيلية أحدهم تحسمه القائمة العربية
مع فرز معظم الأصوات، تبدو الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة- الرابعة في إسرائيل خلال عامين- في طريقها لمزيد من التعقيد.
حتى الآن لا يملك رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، ولا منافسه زعيم المعارضة ورئيس حزب "هناك مستقبل"، يائير لبيد، لديهما أغلبية واضحة لتشكيل حكومة ائتلافية.
وتفرز النتائج الأولية عدة سيناريوهات "محدودة" أمام تشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل، لا يستبعد معها مراقبون اللجوء إلى إجراء انتخابات خامسة.
المؤشرات التي نشرتها، صباح الأربعاء، هيئة الإذاعة الإسرائيلية، كشفت عن حصول الليكود -بعد فرز 90 في المئة من الأصوات- على 30 مقعدًا، في مقابل 18 مقعدًا لحزب "هناك مستقبل" المنتمي للوسط.
وهكذا تصبح مهمة تشكيل الحكومة صعبة أمام نتنياهو، الذي قد يعتمد على تحالف هشّ ومهدد، بما قد يفتح الطريق أمام سيناريو أول، بإجراء انتخابات جديدة، إلا إذا حدث سيناريو مغاير.
السيناريو الثاني فيعتمد على التوصل إلى اتفاق بين الحزبين بتشكيل حكومة وحدة وطنية على غرار الحكومة السابقة التي تشكلت بموجب اتفاق لتقاسم السلطة في شهر إبريل الماضي، نصّ على تولي نتنياهو رئاسة الحكومة لمدة 18 شهرًا، على أن يتولى منافسه -آنذاك- زعيم حزب "أزرق أبيض" خلالها منصب النائب، قبل أن يتولى الحكومة بعد تلك الفترة. لكن الحكومة لم تكمل مدتها بعد فشل الكنيست في إقرار موازنة 2021، ومن ثم حلت، وأجريت انتخابات جديدة.
أما السيناريو الثالث، مع اقتراب كلا الحزبين بشكل مثير من أغلبية 61 مقعدًا في البرلمان، فمرهون بدعم من القائمة العربية الموحدة، المعروفة بالاسم العبري "رعام"، على الرغم من أنه من المتوقع أن تشغل خمسة أو ستة مقاعد فقط.
ورغم أن استطلاعات الرأي السابقة للانتخابات، أظهرت أن القائمة العربية الموحدة لن تصل حتى إلى الكنيست، إلا أنه، بحلول يوم الأربعاء، أصبح من المحتمل أن تشكل عاملا حاسما في حسم الصراع بين اليمين والمعارضة، وقد تتمكن من تسديد الطعنة الأخيرة لنتنياهو وحزب الليكود، وتمنعهم من تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
منصور عباس، 46 عاما، زعيم القائمة العربية، وصفته صحيفة الجارديان البريطانية بأنه مسلم محافظ ولكنه براجماتي أيضا، ومن غير المستبعد أن يدعم عباس رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو وحزبه، سعيا لتحسين حياة الأقلية العربية الضحية في إسرائيل، اعتمادا على نفوذ نتنياهو.
وأشار محللون سياسيون إلى أن عباس يبدو أكثر استعدادا لدعم المعارضة التي تميل أكثر إلى مركز السياسة الإسرائيلية، ومع ذلك، بعد أن أظهرت النتائج اليوم الأربعاء أن قائمته قد تصبح العامل الرئيسي في حسم هذه الانتخابات، أظهر عباس موقفًا سياسيًا برجماتيا غير متوقع، قائلاً إنه ليس "في جيب" أي من الجانبين.
وقال عباس للإذاعة الإسرائيلية "نحن على استعداد للتفاوض مع الجانبين ومع أي شخص مهتم بتشكيل حكومة، ويجد في نفسه القدرة على شغل منصب رئيس وزراء في المستقبل"، وأضاف: "إذا كان هناك عرض، فسنجلس ونتحدث."
المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل، هم من العرب الذين بقوا في مدنهم وقراهم بعد الاحتلال عام 1948، ويشكل هؤلاء ما يقرب من خمس سكان البلاد البالغ عددهم 9 ملايين نسمة.
وأكدت صحف دولية أن التحالف مع نتنياهو سيكون خطوة جذرية وتاريخية للقائمة العربية الموحدة، فلا توجد سابقة لانضمام أي حزب عربي قط إلى ائتلاف إسرائيلي حاكم أو تمت دعوته لذلك.
لكن في نفس الوقت قد يتسبب هذا التحالف في هجوم ضاري ضد نتنياهو من قاعدته الانتخابية ومؤيدي حزبه اليميني، لأنه طالما سعى لجذب الناخبين المتدينين والقوميين من اليمين المتطرف الذين يخشون تأثير العرب في إسرائيل، حيث يدعم السكان العرب بشكل عام القضية الفلسطينية، التي لا يعترف بها اليمين الإسرائيلي من الأساس، كما انه راهن مسبقا على الشراكة مع الأحزاب اليمينية المتطرفة المعادية للعرب بشكل علني، ما يعني أن تحالفه مع العرب سيجعله متهما بالتناقض أمام شعبه.



