العاشر من رمضان.. كيف ساهمت الرياضة في خداع العدو وإنجاح حرب أكتوبر
يوافق اليوم ذكرى العاشر من رمضان، يوم يحتفل فيه المصريين بالإنتصارات والبطولات التي حققها الجيش المصري في أرض سيناء، في 6 أكتوبر 1973، حيث شهد هذا اليوم أكبر الانتصارات المصرية والعربية، وتمكن المصريين من عبور قناة السويس، أكبر مانع مائى فى العالم، وتحطيم دفاعات خط بارليف الحصينة، وتلّقى العدو الإسرائيلي ضربة قاسية تحطمت فيها حصونه.
لم يعلن الراحل أنور السادات رئيس الجمهورية في ذلك الوقت عن بدء الحرب، كانت الأمور تسير مثل باقي الأيام.
وساهمت الرياضة في إنجاح الحرب، لأن القيادات لم تصدر أي قرار بإيقاف النشاط الرياضي، كان يقام مباراة بين فريقي غزل المحلة والطيران في الدوري على ملعب الترسانة.
إنطلقت المباراة في الثانية والنصف ظهرًا، بعد عبور الجيش المصري لخط القناة بنصف ساعة، لا أحد في أرض الملعب يعلم أي شئ. وتفاجى لاعبو المحلة خلال الشوط الأول أن جماهير المحلة يهتفون للاعبي الطيران بدون أي سبب يذكر مما أثار دهشة اللاعبين، ولكن بين الشوطين تفاجئ الفريقين أن الجيش المصري قد بدأ عبور قناة السويس وأُذيع البيان الأول بانطلاق الحرب، وهو الأمر الذي جعل جماهير المحلة تهتف لفريق الطيران تقديرًا لدور الطيران الحربي في المعركة. إتفق حكم المباراة مع اللاعبين على إستكمال اللقاء تقديرًا لحضور الجماهير، وإستكملت المباراة بالفعل وإنتهت بالتعادل السلبي، ولكن في الشوط الثاني لم تهتم الجماهير بمشاهدة المباراة من الأساس الجميع كان منشغل مع "الراديو" لسماع أخر تطورات الحرب، ولا شئ على ألسنتهم غير الدعاء للجيش المصري.
وكانت هذه المباراة هي أخر مباريات الموسم، ليتفرغ الجميع لمعركة الوطن، مما جعل الأندية تفتح أبوابها للفدائيين للتدرب والمشاركة في الحرب. وبعدما شاركت الرياضة في عملية الخداع الإستراتيجي للعدو، لم يقف الأمر عن هذا الحد، وبالفعل شارك رياضيين في الحرب للدفاع عن الأرض المغتصبة، فقد استشهد عبده أبو حسين أحد لاعبي النادي المصري خلال فترة التهجير.
كما شارك الراحل محمود الجوهري المدير الفني لمنتخب مصر السابق، حيث كان ظابطا برتبة مقدم في سلاح الإشارة، بالإضافة إلى الراحل محمود بكر لاعب الأولمبي والمعلق الكروي الشهير، شارك في فرق الإستطلاع بقوات المشاه، وحمادة إمام أسطورة نادي الزمالك كان ظابط في القوات المسلحة وشارك في حرب أكتوبر.



