السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

زوجة العقيد عامر عبد المقصود: نائب إخواني حاول تهريب مسجون بالقسم.. وهذا ما قاله الظواهري للشهيد

حرم عبدالمقصود
حرم عبدالمقصود

رسالة من زوجته إلى المنتج تامر مرسي.. وهذه تفاصيل آخر مكالمة مع الشهيد

 

أيام عصيبة مرت على مصر في ظل حكم جماعة الظلام، مستقبل مظلم، حياة بلا معنى، دولة مفككة، الانقسام هو سيد الموقف، إنهم جماعة الإخوان الإرهابية، الجماعة التي لا تعرف للسلام طريقا، فسفك الدماء وقتل الأبرياء هو ملجؤهم وتاريخهم الملطخ بالدماء خير شاهد على ذلك.

 

ومع ثورة 30 يونيو تنفست مصر الصعداء عندما ترك الإخوان حكم مصر بفضل وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي والقوات المسلحة المصرية والشرطة العظيمة والشعب الذي انتفض من أجل استرداد الوطن الذي كاد يختفي مع تلك الجماعة التي لا دين أو وطن لتبدأ الدولة في تصحيح المسار ليقوم الإخوان بتنفيذ العمليات الإرهابية الخسيسة ضد رجال القوات المسلحة والشرطة.

 

وكان من بين تلك العمليات مذبحة كرداسة التي لن ينساها التاريخ، والتي عرضها مسلسل الاختيار 2، والذي يعرض على شاشة قناة أون إي في رمضان، حيث يتناول المسلسل أحداثا حقيقة وقعت في السنوات الأخيرة وهو الأمر الذي أثار تفاعلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وكافة أطياف الشعب المصري.

 

"بوابة روزاليوسف" أجرت حوارا مع زوجة الشهيد العقيد "عامر عبدالمقصود" نائب مأمور قسم شرطة كرداسة، الذي نال الشهادة يوم الرابع عشر من أغسطس عام 2013 في الواقعة المعروفة إعلاميا بمذبحة كرداسة والتي استشهد خلالها البطل وهو يدافع عن القسم برفقة زملائه الأبطال.

 

بدأت زوجة الشهيد في سرد التفاصيل قائلة: يوم الثلاثاء 13 أغسطس من عام 2013 كان هذا اليوم يوافق عيد زواجنا الحادي والعشرين وكنت وقتها اجهز للخروج مع زوجي للاحتفال طبعا من ضغط الشغل والقلق نسي كنت أتمنى الخروج معه انتظرته لم يأت، وقال لي أن والدته طلبت تشوفه فذهب إليها، وكان عندها إصرار ورغبة شديدة على وجوده معها، وكأنها كانت تشعر بأنها اللحظات الأخيرة التي تودع فيها ابنها، الشيء الغريب الذي حدث أنه سلم على كل الناس جيرانه في الدقي ومن لم يجده منهم في الشارع ذهب إلى بيته، وكأنه سلام الوداع للأحبة.

 

وأضافت زوجة الشهيد: كانت هناك تهديدات بالقتل من جماعة الإخوان للشهيد عامر إن لم يكن مع الشرعية وحاول الإخوان أن يستقطبوه لأنه كان يصلي وهم كانوا يترددون على قسم كرداسة بصفة مستمرة حاولوا أكثر من مرة أن يجندوه وكان رده: "إحنا ضباط دورنا نحمي بلدنا ونطبق القانون"، فهددوه بالقتل الصريح.

 

تهديد الجماعة الإرهابية بقتل العقيد عامر عبد المقصود

 

وأكدت أنه كان هناك شيخ يدعى مهدي غزلان من أكبر مشايخ الإخوان في كرداسة، كان يتردد على القسم كثيرا محاولا استقطاب عامر ولكن الشهيد كان يبلغ القيادات وأخبرني قائلا: "الناس دي لو قعدت أكتر من كده سوف يقتلوننا".

 

وفي يوم 30 يونيو كان هناك تجمهر أمام القسم وسمعت صوت عامر مع وائل الابراشي بيقول أنا ضابط في قسم كرداسة والإخوان متجمهرين أمام القسم وبيلقوا زجاجات المولوتوف وقتها الإرهابيون عرفوا صوته فهددوه بقتله وذبح أولاده، خاصة أن كرداسة معقل الإخوان والإرهاب وكنت دائما بقوله أنا بخاف منهم.

 

الظواهري وجها لوجه مع العميد عامر عبد المقصود

 

وكشفت زوجة الشهيد عن موقف تعرض له أثناء وجوده في جلسة صلح بين عائلتين لوجود ثأر بينهما منذ 10 سنوات، فوجد أحد الحاضرين يرفض مصافحته وقال لعامر: "إنت كافر"، فاكتشف أنه محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري فحدثت مشادات بينهما وقال له الشهيد: من أعطاك الحق في تكفيري وتدخل المتواجدون لمصالحته وأخبروه بأنهم يريدون أن يكون معهم فرفض وتركهم.

 

وأضافت زوجة الشهيد أن التهديدات كانت صريحة بقتله دون توقف ولكنه واجههم ولم يترك مكانه فهو كان لا يهاب الموت.

 

وتابعت: عندما جاء الإخوان لحكم مصر قال لي عامر انا خايف على مصر الإخوان سيوصلوننا لنفق مظلم ويضيعون البلد وكأنه كان يشعر بأن تلك الجماعة لا أمان لها.

 

وتابعت: الشهيد أبلغني بفوز الفريق شفيق وقالي ربنا حقق أمنيتك بس ربنا يستر ماتفرحيش قوي ولما تم الإعلان عن نجاح مرسي كان حزينا جدا وقال: "الأيام اللي جاية مش هتبقى في صالح مصر".

 

نائب إخواني يهدد لتهريب مسجون من قسم كرداسة

 

كما أضافت: فجأة رن هاتفه لإخباره بأن عضو مجلس نواب عن جماعة الإخوان يدعى عبد السلام بشندي جاء إلى القسم يطلب تهريب مسجون من القسم بصورة مباشرة وكان يحرض على قتل عامر عبد المقصود وعندما جاء الشهيد إلى القسم واجه عضو مجلس الشعب ورد عليه قائلا: لا يستطيع أحد أن يتحكم فينا حضرتك في قسم شرطة وإحنا هنا بننفذ القانون لا يستطيع أحد أن يهرب مسجونًا على جثثنا".

وأكدت زوجة الشهيد أن عامر كان دائما يقول: أنا نفسي أنال الشهادة بشرف وأمانة.

ومنذ ترك مرسي للحكم كان بشكل شبه يومي يتجمهر الإخوان أمام القسم وإلقاء زجاجات المولوتوف والتهديد والوعيد بقتل جميع الضباط والاستيلاء على القسم.

 

تفاصيل ليلة استشهاد البطل في قسم كرداسة

 

وتروي قائلة: وفي يوم 14 أغسطس المأمور اتصل على عامر وأبلغه أن يأتي سريعا لانه هناك طوارئ وعاد إلى القسم ووقتها قالي لي: إنتي تاج على رأسي وسألته فيه ايه؟ فأخبرني أنه لا يوجد شيء، وقال: "انتظريني غدا فيه مفاجأة هاتهز كيانك والمفاجأة كانت أنه جاء ملفوفا في علم مصر وقبل الاستشهاد أخبرني بأنه شاهد رؤية بدخوله الجنة مرتين."

 

وقالت زوجه الشهيد أنني عشت مع زوجي 25 سنة وكانت لنا قصة حب شديدة وأن عامر كان محبا جدا لأولاده.

 

وعن تفاصيل ليلة الاستشهاد قالت: اتصل بي زوجي ليلة استشهاده الفجر وطلب مني الدعاء له وصلى الفجر والساعة 10 صباحا كلمني وطلب مني أصحي علاء ابننا لأنه يريد أن يسلم عليه، وقال: "النهارده عندي خير كتير ونفسي أعمل لكم كل حاجة".

 

كما قال الشهيد لنجله علاء: ادعي لوالدك انك تشوفه تاني وقالي خلي بالك من نفسك ومن العيال وكلم شقيقي وليد وصاه عليا وعلى أحمد وعلاء وابلغه قائلا: "أولادي أمانه في رقبتك ومش هوصيك على أختك".

 

آخر مكالمة مع الشهيد عامر عبد المقصود

 

آخر مكالمة مع الشهيد أبلغني أن هناك تجمهرا أمام القسم من جماعة الإخوان قفل معايا وأنا أشاهد الأحداث في التلفزيون اتصلت عليه وسمعت المتجمهرين يقولون: يا عامر يا عبد المقصود اخرج الخروج الآمن وسلم القسم، فكان رده: "على جثتي لرفع علم القاعدة على القسم".

 

وقالت: طلبت منه وقتها ترك القسم إلا أنه رفض وقال: "مش هسيب القسم على جثتي"، اتصلت عليه مرة تانية فقال: "هشام مات هشام مات"، وبعد حوالي 45 دقيقة بنت خالي اتصلت بي وأبلغتني: عامر مات اتصلت عليه كنسل، فقلت أنه عايش ولكنه كان نال الشهادة وما عرفته أن من يقودون أحداث العنف وقتها قطعوا شرايين يديه وكان مضروبا بمواسير حديد على دماغه وخرطوش ورصاصة في رجله اليمين.

 

وتوجه أعضاء الجماعة الإرهابية بجثة الشهيد إلى الإرهابية سامية شنن ووقتها كان يحتضر وهو صائم، وطلب يشرب مياه فقامت سامية شنن بإعطائه "مية نار".

 

وبعدها جاءتني مكالمة من جارنا محمود في الدقي يخبرني بأن جثة الشهيد معه، وعندما وصلت الدقي وجدت زفة للشهيد من كافة أهالي الدقي آلاف الناس جاءت لتراه وتودعه الوداع الأخير.

 

أشقاء الشهيد منعوني من رؤيته قائلين: خليه على الصورة الحلوة اللي بتشوفيه عليها.

 

وتتابع: الشهيد عامر كان إنسانا خلوقا ومحبا للخير وكان محبا للعمل الإنساني محبا للفقير عمره ما قفل بابه في وش حد، كان رحيما بالناس وبشوشا وعرفت من ناس أنه كان بيعمل صدقات ومرتبات شهرية للفقراء كان بيوزع حلاوة المولد على الأفراد والمجندين، كان يرفض الإفطار في المنزل للإفطار مع زملائه.

 

مسلسل الاختيار 2

 

وعن مسلسل الاختيار 2 الذي عرض أحداث مذبحة كرداسة في حلقته الخامسة قالت زوجة الشهيد عامر: تجسيد شخصيات ضباط الشرطة وتضحياتهم كانت حاجة مشرفة وأسعدتنا كثيرا، الحلقة الخامسة كان لها تأثير صعب جدا ويوم صعب علينا، أنا جيت الكافيه عند ابني لأنني لم استطع التواجد في المنزل في الحدث صعب عليا وعند وصولي وجدت تجمهرا لحضور الحلقة والكل بيعيط فجلس بحواري أولادي وانهار أولادي من البكاء بمجرد ظهور الممثل أشرف عبد الباقي متمثل في صورة المأمور.

وأضافت: العمل الدرامي أكثر من رائع وأكثر حاجة وجعت قلبي هي مقتل الشهيد محمد مبروك، لكنني مبسوطة أن شعب مصر عرف اللي حصل مع ضباط الشرطة لتظهر الحقيقة وأن الشعارات التي رددتها الجماعة الإرهابية عن الداخلية ليست حقيقية.

 

رسالة زوجة الشهيد إلى تامر مرسي

 

ووجهت زوجة الشهيد رسالة إلى المنتج تامر مرسي قائلة: يا ريت يتم عمل مسلسل خاص بأبطال كرداسة.

وأكدت زوجة الشهيد أن الرئيس دائما ينادي باحتواء أسر الشهداء فهو أب لنا ودائما يؤكد عدم ترك أبناء الشهداء وتوفير كافة الدعم، وهو صاحب الفضل في خروج مصر من نفق مظلم فلولا وجود الرئيس كان الإخوان هيعلقوا المشانق للمواطنين فالرئيس أنقذ مصر من ظلام موحش.

وعن دور وزارة الداخلية في رعاية اسر الشهداء، قالت: هناك إدارة لرعاية أسر الشهداء تقوم على الفور بمنحهم رحلات حج وعمرة إضافة إلى الرعاية الاجتماعية ورحلات مصايف وتواجدهم مع أبناء الشهداء للاحتفال بتفوقهم الدراسي.

 

وفي النهاية وجهت زوجة الشهيد رسالة إلى الشهيد عامر عبد المقصود قائلة: "احنا في رمضان مر 8 سنوات على الاستشهاد ولكننا لا نشعر برمضان لانك يا عامر مش موجود معانا رحلت جسدا لكن روحك معنا لقد نفدت كل الورود لكي أزين بيها قبر شهيدي عامر عبد المقصود واستشهدت وأنت تحمي الأرض ونحن فخورون بك والتاريخ كتب اسمك بحروف من نور يوم استشهادك.. تحية تعظيم لشخصك الغالي يا رفيق عمري.. وحشتني كثيرا.. علشان مصرنا الغالية إحنا ضحينا بالغالي والنفيس وستظل الاسم واللحن الذي يردده فمي".

 

 

تم نسخ الرابط