السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"ضل راجل".. أخصائي أسري: الزواج العرفي من أخطر قضايا المجتمع

مشهد من مسلسل ضل
مشهد من مسلسل ضل راجل

جاءت مسلسلات رمضان هذا العام، لتركز على العديد من القضايا التي تهم المرأة كالعنف والاعتداء الجنسي والزواج العرفي، إذ ناقش مسلسل "ضل راجل" قضية الزواج العرفي من خلال شاب يدعي سليم "محمد يسري"، يقابل فتاة تدعي "شهد" أو رنا رئيس، ويتزوجها عرفيًا وتحمل منه وتتعرض للإجهاض، ليبدأ والدها الذي يجسد دوره ياسر جلال رحلة البحث عن حقها الضائع.

 

 

يؤكد دكتور أحمد سليم، أخصائي اضطرابات النطق والتخاطب والإرشاد النفسي والأسري، أن أدعياء الحب يتلاعبون بالكثير من الفتيات على أساس هذا الحب المزيف ويغررون بهن حتى يتوصلون إلى أغراضهم الدنيئة.

 

 

وحذر دكتور أحمد سليم، كل فتاة من التصوير بشتى أنواعه، وكتابة الرسائل الغرامية، فكل هذه الأمور من أخطر الأسلحة التي يستخدمها ذئاب البشر لإرغام الضحية وتهديدها وافتراسها، والنيل من سمعتها وعرضها، فكثير آلَ أمرهن إلى هذه النهاية المظلمة، فكم من فتاة قتلت عفتها، وشينت سمعتها ووقارها، ودنست عرضها، فلا تصدقي أن شاباً مهما تظاهر بالصدق والإخلاص يحترم فتاة تخون أهلها.

 

 

وأكد قائلاً: لا تصدقي حبه المزعوم، أو أنه سيكون لك زوجاً في المستقبل، إذ إن حبه علاقة عابرة، ومن ثم يتخلى عنها بعد أن تكون قد تعلقت به، ومن هنا تبدأ معاناة نفسية كبيرة للمراهقة، بيوت مدمرة، ونفوس محطمة، ولوعة وحسرة، وقلوب منكسرة وأثار قد لا تتخلصين منها في سنين حياتك ولا بعد مماتك.

 

أثبتت دراسة حديثة أن "انكسار القلب" هي عملية حقيقية بمعناها الحرفي كون القلب من أكثر أعضاء الجسم حساسية، وقد أثبت علماء من جامعة توبنجن الألمانية، أن المشكلات العاطفية لا تؤثر على القلب فحسب، بل على الجسم كله لدرجة أن عمل بعض المناطق الدماغية في مخ المرأة تحديداً يتضرر بشدة بعد تجربة الانفصال من علاقة عاطفية، وأكثر المناطق تضرراً هي تلك المسؤولة عن المشاعر والحماس وأيضا النوم والطعام ومع ذلك، ليس من قبيل العجب أن تصاب النساء عقب الانفصال بحالة من فقدان الشهية واضطرابات في النظام الغذائي.

 

ولفت دكتور أحمد سليم، إلى أن الدراسة التي نشرتها مجلة "فوكوس" الألمانية، أكدت أن "الأزمات العاطفية"، مشكلة قد يعاني منها كل الأشخاص في مختلف الأعمار والأعمال، وخلصت الدراسة أيضًا إلى أن كلمة "انكسار القلب" المتداولة بين الكثيرين حقيقية بمعناها الحرفي، حيث إن القلب يعاني بشكل كبير نظراً لأنه أكثر أعضاء الجسم حساسية.

 

 

 وقال الخبير يورجن شيفر من جامعة ماربورج الألمانية: "عندما يقول شخص إن قلبه يؤلمه بسبب فقدان حبيبه، فإن هذا الأمر صحيح للغاية بالمعنى الحرفي للكلمة".

 

 

وأوضح أخصائي الإرشاد الأسري، أن قضية الزواج العرفي بين الشباب تظل من أهم وأخطر القضايا في المجتمع العربي وخاصة بين طلبة الجامعات والتي امتدت لتشمل طلبة المدارس الثانوية، وقد أجمع العلماء والمراقبون لهذه الظاهرة أن السبب الأول وراء انتشارها هو الجهل بالأحكام الشرعية المتعلقة بالزواج، ومن أهمها وجود ولي الفتاة فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «لا نكاح إلا بولي» ويقول: «أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل»، واللجوء إليه باعتباره أسهل الطرق لإشباع الرغبات وحلاً وهمياً ومؤقتاً للمشكلات وسد حاجات عاطفية.

 

 

وذكر دكتور أحمد سليم، أن إحدى الدراسات الحديثة رصدت أن الغالبية العظمى من المقبلات على الزواج العرفي هن من الفتيات صغيرات السن واللواتي لم يسبق لهن الزواج من قبل، والخاسر الوحيد في هذا الأمر هي الفتاة التي تواجه مشاكل خطيرة وكثيرا ما تتعرض للفضيحة إذا حدث حمل وحتى إذا لم يحدث فعندما يتركها زميلها الذي أوهمها بصحة الزواج تجد نفسها وحيدة في مواجهة مجتمع لا يعترف إلا بالزواج الشرعي ولو كانت تزوجت بعلم وليها ما تعرضت لهذه المصائب.

تم نسخ الرابط