"نسمة يحيي" أول مصممة أزياء لقصار القامة: أحب الإختلاف وكسرت حاجز الخوف
أن تولد استثنائي فهذا قدرك ، و لكن أن تحيا لتثبت أنك جدير بهذا الاستثناء فهو مصيرك الذي تخطه يداك، الملهمة “نسمة يحيي” فتاة مصرية في العشرينيات من عمرها استطاعت تحطيم الكثير من القيود وكسر الخطوط الحمراء كواحدة من أصحاب الهمم قصار القامة لتبرهن أن الأحلام وإن تجاوزت حدود الخيال يمكن تحقيقها على أرض الواقع فكان شعارها أمام كل التحديات "نعم أنا أستطيع"
سنوات من الكفاح في مواجهة التنمر والخوف والرفض تسطر فيها قصتها بعزم وإرادة فلاذية ينصهر أمامها جبال من المستحيلات ليتم اختيارها ضمن قائمة أكثر 50 سيدة مصرية مؤثرة لعام 2020 وتستمر في بث الأمل لتحصد نجاحا تلو الآخر ، فكان لبوابة روزاليوسف هذا الحوار معها :

في البداية هل كان لقصر القامة تأثيرعلى طفولتك ؟
ولدت وعشت في السعودية حتى السابعة من العمر، وتم اكتشاف وتشخيص حالتي كـ قصيرة قامة في فترة حمل والدتي لكني في طفولتي لم أدرك ذلك ولم يخبرني أحد فكانت الحياة تسير بوتيرة طبيعية، لم تخل من دعم والدي لي في قضاء احتياجاتي اليومية مثل صعود السلم وفتح الأبواب وغيرها من الأمور.
وفي المدرسة واجهتني الكثير من المعوقات كعدم قدرتي على استخدام مكتبي الدراسي في الفصل بشكل طبيعي وكذلك وجدت معظم الأشياء غير مهيئة للتعامل معها من قبل قصار القامة مما جعلني أتخوف من الخروج بمفردي إلى الشارع والشعور الدائم أني مقيدة .

كيف واجهتي المجتمع بعدما أدركتي أنك من قصار القامة وكيف دعمتك الأسرة ؟
أهلي هم الداعم الأول فيما وصلت إليه وما أصبحت عليه شخصيتي ، دعمتني أمي منذ نعومة أظافري وحرصت من خلال عملها كـ "إدارية" على الانتقال معي من مدرسة لأخرى طوال مراحل التعليم لتتواجد بجانبي في نفس المدرسة حرصا على سلامتي ومنع تعرضي لأية مضايقات وهو ما ساهم في تقليل مخاوفي.
أما أبي فقد خصص شقة لي "على مقاسي" عندما كبرت لتلائم احتياجاتي اليومية وتتوافق مع طولي وكان دعمهم الأكبر يتمثل في ثقتهم في شخصي وإني إنسانة متميزة قادرة على تحقيق أهدافي فلم يبخلوا عليا بالكلمات الجميلة وكان دعمهم المعنوي مؤثرا ودافعا.
ماهو الموقف الأكثر تنمرا الذي تعرضتي له في السنوات الماضية؟
عندما أصبح قصر قامتي ملحوظا تعرضت للكثير من مواقف التنمر فكان الأطفال يلقون علي الماء ويتغامزون بسخرية وكان أقساها موقفين لا أستطيع نسيانهما أولهما في مرحلة الثانوية العامة عندما شاهدتني إحدى الطالبات فأخذت تصرخ وتضرب خديها بشكل هستيري ورغم أنه لم يتعدى الثواني لكنه تسبب في إيذائي نفسيا ، أما الموقف الأخر فكان في مرحلة الجامعة عندما توجهت لشراء الملابس من أحد المحال فتعرض لي بعض الأطفال بالمضايقة وكانت أمهم تشاهد هذا الموقف فلم تمنعهم لكنها ظلت تضحك وهو ما أحزنني.

في دراستك للإعلام بكلية التربية بجامعة المنصورة كسر للكثير من الخطوط الحمراء فما الدافع ؟
اخترت دراسة الإعلام لحبي الشديد للقراءة والكتابة وهي هواياتي الأساسية لذلك آثرت اختيار هذا المجال المختلف
نسمة يحيي من الشخصيات المؤثرة التي تنشر البهجة والأمل على السوشيال ميديا ويتابعك آلاف الأشخاص ما الأفكار التي تريدين إيصالها لمتابعينك؟
كنت في بدايتي شخصية إنطوائية فحاولت الخروج من هذه الدائرة لأصبح من الأشخاص المؤثرين في حياة الأخرين والتأكيد على أهمية حب الذات والحياة مهما واجهت من صعوبات وتحديات فتوجهت للسوشيال ميديا ومن خلال تدشين صفحتي الخاصة بدأت في نشر الإيجابية والتفائل والإستماع لمشكلات الناس وما يسعدني حقا أنني أتلقى يوميا الكثير من الرسائل التي يؤكد أصحابها على أنني كنت سببا رئيسيا في تغيير أفكارهم وتحقيق أهدافهم وهو ما يشعرني بالنجاح والسعادة الغامرة.
كيف تم اختيارك ضمن قائمة أكثر 50 سيدة مصرية مؤثرة لعام 2020؟
تم اختياري بعد نشر أول جلسة تصوير لي لكسر حاجز الخوف بداخلي ، فحتى المرحلة الجامعية لم ألتقط قط صورة لي تظهر طولي فقط كانت صورا للوجه فلم أكن أعلم كيف يبدو شكلي في الصور بهذا الطول فحاولت كسر هذا الحاجز وتم اختيار مكان عام يمتلئ بالمارة لكسر حاجز الخوف من التنمر أيضا ومن هنا جاء اختياري ضمن قائمة أكثر 50 سيدة مصرية مؤثرة لعام 2020 مما جعلني أشعر بالفخر وأحب ذاتي.

في عملك كأول عارضة أزياء وأول مؤسسة براند ملابس لقصار القامة في مصر الكثير من التساؤلات حول سبب اختيار هذا المجال والمعوقات التي واجهتك ؟
واجهت انتقاضات جمة لاختياري المجال الأصعب الذي يتطلب الكثير من المقومات التي يراها البعض لا تتوافر لدى قصار القامة فكان تحديا مختلفا وحلما نجحت في تحقيقه ، ولم يأتي تأسيس أول براند لقصار القامة من فراغ فقد وجدت دائما صعوبة في إيجاد الملابس الملائمة فتوجهت لدراسة تصميم الملابس عن طريق الإنترنت واختيار الألوان وإرسال التصميم لمن ينفذه وعندما وجدت هذا الحل مناسبا أردت أن يستفيد به أكبر عدد ممكن من قصار القامة فبدأت في تلقي طلبات الراغبين في الحصول على التصميمات واخذ المقاسات أونلاين ورسم الديزاين المناسب لكل شخصية.
أتاح لي هذا التواصل مجال آخر كــ "لايف كوتشينج" فساعدني على التعرف على مزيد من الأشخاص والتحدث معهم عن الثقة بالنفس وتصميم الملابس بما يلائم طبيعة أجسادهم ويظهرهم في مظهر يحبونه ويفخرون به.
ما هى أهم المشكلات التي يواجهها قصار القامة وكيفية حلها من وجهة نظرك؟
تواجهنا العديد من المشكلات لعل أبسطها عدم ملائمة الكثير من الأماكن لقصار القامة الذين يتراوح طولهم من 70 لـ 130 سم وهو ما يجعلنا غير قادرين على التعامل في الأماكن العامة بدون مساعدة فكل الأشياء تفوقنا طولا كالكراسي والسلالم وشباك التذاكر وخلافه ، لذلك أرجو عند إنشاء أي مشروع توفير السبل اللازمة التي تمكننا من ممارسة حياتنا دون حرج أو طلب المساعدة.

حدثيني عن أمنياتك المستقبلية ورسائلك لمن يراكِ مصدرا للقوة والإلهام؟
أقول لمن يعتبرني مصدرا للقوة والإلهام إنه يجب ألا يترك حياته بدون تخطيط ولا يسمح لأي معوق أن يحول دون تحقيق أهدافه فكل إنسان يستطيع تحقيق أمنياته وأن يجعل حياته أكثر يسرا ، أما أمنياتي المستقبلية فهي كثيرة منها أن أصبح مذيعة صاحبة برنامج ملهم يحكي عن نماذج ناجحة مختلفة ، كما أرغب في أن أصبح دكتور بالجامعة وشخصية مؤثرة على مستوى العالم و"لايف كوتشينج" على منصات عالمية.



