عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد إبراهيم يكتب: زيدان بلا ميدان..!

أحمد إبراهيم
أحمد إبراهيم

زين الدين الزيدان، وجدناه بين المختلفين معه، يتّفقُ مع آخرين (جُلُّهم) إن لم نقل (كلُّهم) على قراءة الجملتين من حيث الصياغة:



(زيدان بلاميدان) أو (ميدان بلا زيدان) ..

 

الجملتان سليمتان في الميزان، والاختلاف فقط على الترتيب، إذ لو اخترنا الأولى (زيدان بلاميدان)، فقراءتها بين السطور تجرُّنا إلى ذلك العناد الذي قيل عنه الكثير، قيل عنه أخيرا أنه استقال من ريال مدريد.!

فعليه، وعلى ذمّة القائل (التلغراف البريطانية) أن زيدان لم يعتزل الميدان وإنما إستبدل الميدان بالميدان، ترك الفريق الأسباني وإنضمّ إلى البريطاني، أوإستبدل بالأحرى قميص ريال مدريد الأسباني بثوب فريق تونتهام الإنجليزي، لتدريبه بالموسم القادم (صدّق أو لا تصدّق)..!

وقراءةٌ أخرى منسوبة إلى (زيزو) أبلغهم بنفسه سأغادر الميرنجي لقيادة (مشروع آخر.!) كلمتان أشغلتا القوم بحجم كلمة(كورونا)، هناك من فسّره أن (زيزو) سيصبح داعية على نمط يوسف إسلام، وآخرون قالوا انه سيخدم وطنه الأم الجزائر أكثر مما خدم رئيس وزراء باكستان عمران خان المتنازل عن عرش إمبراطورية كريكت والثروة الطائلة لزوجته البريطانية، ومنهم من اعطاه رصيدا على غرار رصيد بقية أيام حياة محمد علي كلاي..!

لوإسترجعنا لوحات ملوّنة تخص معظم ميادين زيدان السابقة، من حياته العِرقية والعقائدية وحتى الزوجية، لفرح القوم كما فرح لزوجته(فيرونيكا) يومَ تخلّت عن مهنتها المحترفة الرقص من أجل زوجها زيدان، فمنهم رقص بدلاً عنها فرحاً بأنها ستلبس الحجاب، خاصةً بعد أن شوهدت وزوجها زيدان معاً بشعيرة العُمرة في أجواء الحرمين الشريفين (مكةوالمدينة.!) .. لكنها ومع الأسف لم تُشاهَد من بعد ذلك اليوم، إلا بشعيرة(وراء كل عظيم إمرأة)، شعيرةٌ مُقنعةً بأنّ المرأة ليست بالضرورة تصبح عظيمة بإختيارها الهندام وإنما قد تصبح أيضا عظيمة بإدارة عقل رجل عظيم..!

مشروع زيدان الجديد الذي صرّح بقيادته قريبا، نأمل له ميدانا جديدا بتعريفات جديدة، وليس تكراراً لميادينَ سابقة أنجز فيها أقصى المستطاع بأعلى الطاقات في مراحل العمر المناسب، ولا اعتقد انه سيحقق المعجزات فيما تبقى من أيام هذا العمر القصير..!

يقتل عن زيدان أغلى لاعب عالميا (براتب 65 مليون يورو) ولكن ماذا لوأختار ميدانا يختلف عن ميادين الجري وركلات.؟ ونتأمّل مردوده  المادي مقارنةً بطفلٍ إفتراضي فرنسي او ياباني او صيني او حتى هندي  اخترع كبسولة تعالج كوفيد19 شفاءا للأبد..!

ترى ايةُ موسوعةُ شهرةٍ عالميةٍ تفتح صفحاتها لهذا الطفل، واي رصيد مادي ومعنوي سيضاف الى حساب ذلك الطفل الفذّ، وايُّ خلودٍ تاريخي سيُنحتُ لهذا الطفل من كوكب الأرض إلى المرّيخ..؟!

هذا لو إكتفينا فقط بعقيدة(لا إله..والحياةُ مادة.!) .. ولكن لو عُدنا لعقائد المؤمين بالمُعاد(وهو منهم طبعاً)، فترِكةُ ميراثنا فوق الأرض ونحن تحتها تتواصل من رب السموات والارض إلى يوم لاينفع مالٌ ولابنون، إلا من أتى الله بقلبٍ سليم..!

والقلب السليم ليس بالضرورة مشروطٌ  بالبُرد واللٌّحى على الأذقان، او الناقوس والصليب على الصدور، فلا أستبعد(مثلا) بنجامين فرانكلين العالم الأمريكي الذي أخترع الكهرباء عام 1752، هو ممن أتى الله بقلبٍ سليم، ويبقى يُكافأ من رب السماوات والارض كلما تعالج وتعافى مريض في المستشفيات بالكهرباء، وأنعشت مصليّا صائما بهواء التكييف في لهيب شمس الصيف أو حماه في زمهرير صقيع الشتاء بالتدفئة، وهم في القنوت والسجود بالدعاء لفاعل الخير(مخترع الكهرباء) .. أمن المعقول ان أرحم الراحمين سيبقى يحرقه بنار جهنم في الآخرة لمجرّد أنه حليق اللحية، وعباده في دنياه يتنعّمون بثمار شجرةٍ زرعها لهم قبل 269 سنة.!

انا لم أقترح على زيدان إختراع كهرباء جديدة، وإنما كل القصد ان يكون مشروعه مختلفا عن مشروع يبقى يدور فقط حول كرةبلاستيكية دخلت في المرمى ام لم تدخل..! بينما نحن في سنةٍ أنستنا السعادة، ونحلم بعام سعيد .. ولن يأتي ذلك العام السعيد ان لم يساعد فينا القوي الضعيف.

وليست الحكمة في إبقاء القوّة إلى جانب الأقوياء، وإنّما بنقلها الى الضعفاء ويقوّيهم، ألم تكن يازيزو بالقوة الكافية لكسر الصوت كأول لاعب كرة قدم في التاريخ تسديداته تخطت سرعتها يوما 340 متر في الثانية.؟، وألست إبناً بارّاً لأبوين خرجا من الجزائر ضعيفين لدرجة أن والدك كلّفه أول حذائك الرياضي 450 فرانك تم تقسيطها إلى عام كامل.؟

فما بالك لو وجّهت مشروعك الجديد الى الجزائر الخصبة الخضراء بدل إعادتها الى القارة العجوز الشقراء الشمطاء، لتأهيل تلك الكفاءات الجزائرية الشابة في مجالات الطب والهندسة والعلوم التطبيقية، على غرار مافعله بعض أثرياء العالم بعد تجاوزهم الأربعين من العمر،  برصد ميزانيات خاصة للأمراض المستعصية في مناطق موبوءة منبوذة بآسيا وإفريقيا لمعالجة الفقراء المصابون بالكوليرا والحمى والماليريا والأيدز وغيرها .. أضف إليها اليوم(كورونا)..!

إنها مجرد فكرة مواطن عربي كتب الكثير عن الجزائر مثالاوليس حصرا مقاله الاخير(الجزائر وجمعة الوداع بأحمد بن بلة) .. فلتكن الجمعة القادمة ليس جمعة(وداع) وإنما جمعةُ(إستقبال) تستقبل فيه بعض المواهب المرشّحة من أبناء جَلدتك، فنرى يوماً طفلاً جزائرياً مُصطفّاً إلى جوارالطفل الفرنسي الأسباني، أوالياباني الصيني أوحتى الهندي الباكستاني مخترعا لحبّة المعجزة، حبةً بخضراء الأرض وزرقاء البحر والسماء، يعالج كورونا من الشرق إلى الغرب، بعد أن ظلت حبّةالمعجزة الأولى(الزرقاء) عشيقة المهووسين في غرفة النوم.!

وسيهتف لك القوم حتما في نشيده الوطني أبا عظيما لذلك الطفل العظيم، قاد فيما تبقّى من عمره مشروعاً من نوعٍ آخر تحت لافتة (زيدان بالميدان..!)

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز